أين كان الإمام علي عند الهجوم علي الدار؟
شيخنا ، دائما الوهابية يحتجون علينا في مسألة الهجوم على دار الزهراء عليها السلام بقولهم ” أين البطل وأين حيدره الإمام علي عليه السلام ،، ويقولون كيف يسكت الإمام علي عليه السلام على من تعرض لعرضه ”
أين كان الإمام علي عند الهجوم علي الدار؟
الجواب هو//
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكرت الأخبار وجود الإمام علي (عليه السلام) والحسنين (عليهما السلام) في الدار حين هجوم القوم على دار الزهراء (عليها السلام) وعصرها ما بين الحائط والباب .
وأضافت بعض الأخبار وجود الزبير وفضة أيضاً . (الامالي للشيخ المفيد ص 49).
هذا وقد استفاد البعض من وجود الامام علي (عليه السلام) في الدار لإثارة بعض الشبهات, لتكذيب ماورد من المآسي على الزهراء (عليها السلام) . من تلك الشبهات: ان وجوده (عليه السلام) في الدار وعدم نصرته للزهراء (عليها السلام) ينافي الشجاعة!
قال : ابن روزبهان عن حديث الاحراق: لو صح هذا دل على عجزه, حاشاه عن ذلك, فإن غاية عجز الرجل أن يحرق هو وأهل بيته, وامرأته في داره, وهو لا يقدر على الدفع … وقد أجاب عن هذه الشبهة أحد علماء الزيدية وهو ابن حمزة في كتابه (الشافي 4/200) ما نصه : ((انه لا عار عليه في أن يغلب, إذ ليست الغلبة دلالة حق, ولا باطل, ولا على جبن, وهو إمام معصوم بالنص, لا يفعل بالعصبية, وانما يفعل بالأمر, وقد أمر بالصبر, فكان يصبر إمتثالاً لأمر الله تعالى وأمر رسوله (صلى الله عليه وآله), لا يقدم غضبا ولا يحجم جبنا )) .
بالاضافة الى هذا الرد, فقد كان المهاجمون على دار الزهراء (عليها السلام) يريدون استدراج الامام علي (عليه السلام) لمعركة, يتضرر من خلالها الاسلام .
فشجاعة علي (عليه السلام) هنا هي بصبره على الأذى, وعدم استجابته للاستفزاز الذي ما رسوه ضده (عليه السلام) .
ومن تلك الشبهات أيضاً: ان وجوده (عليه السلام) في الدار, وتركه زوجته تبادر لفتح الباب, يتنافى مع الغيرة والحمية !
ونقول في الجواب :
أولاً : انه لا شك في أن علياً (عليه السلام) هو إمام الغياري, وهو صاحب النجدة والحمية .
ثانياً : المهاجمون هم الذين اعتدوا وفعلوا ما يخالف الدين والشرع والغيرة والحمية, وحتى العرف الجاهلي, أما الامام علي (عليه السلام) فلم يصدر منه شيء من ذلك, بل هو قد عمل بتكليفه, حتى ولو كلفه ذلك روحه التي بين جنبيه .
ثالثاً : لقد كان النبي (صلى الله عليه وآله) يأمر بعض زوجاته وأم أيمن بأن تجيب من كان يطرق عليه الباب حين يتقضي الامر ذلك, وهل هناك أغير من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟
وأخيراً, فان مثول بنت الرسول (صلى الله عليه وآله) وراء الباب ومحاججتها معهم, كل ذلك اتماماً للحجة, لكي يرجع القوم إلى الحق ويعرفوا طريقه, (( ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيّ عن بينة )) (الانفال:42) .
ودمتم في رعاية الله