أجر من قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مطلوب الإجابة. خيار واحد
اجر من قال السلام عليكم ورحمة الله وَبَرَكَاتُهُ كم حسنة
لسلام اسمٌ من أسماء الله تعالى، هو تحيَّةُ أهل الجنة يوم يدخلونها، وهي دار السلام، فإذا دخلوها سلَّم بعضُهم على بعض؛ فرحًا بسلامتهم من عذاب الله تعالى، فهو دعاءٌ يحمل كلَّ معاني السلامة من كل أذى.
تتفاوت الحسناتُ والأجورُ في موضوع السلام، فإذا قال: السلام عليكم فله (عشر حسنات) وإذا وصل إلى الرحمة، فله (عشرون حسنة)، وإذا وصل إلى البركة، فله (ثلاثون حسنة)؛ فلنحرص على تحصيل (الثلاثين حسنة) في كل سلام نبذله، فحاول تعويد نفسك على تحصيل ذلك في كل سلامك، ولو عملتَ إحصائية مصغرةً على سلامك خلال اليوم، لرأيتَ عجبًا في الأرباح لمن وفَّقه الله للسلام!
فحاول تعويد نفسك أن تصل إلى البركة في تسليمك وردِّكَ، سواء في المشافهة، أو المكاتبة، أو المكالمة، أو غيره، فهو خيرٌ عظيمٌ لكَ ولغيركَ.
عندما تُسَلِّمُ، فتأمَّلْ في سلامِكَ، واجعل قلبك حاضرًا؛ فإنه دعاء، ومن آداب الدعاء حضور القلب، مع ثبات أجرك بفضل الله وكرمه.
سلِّم على الصغير والكبير كليهما؛ فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم سلَّم على صبيان عندما مرَّ عليهم، كما في حديث أنس رضي الله عنه[1]؛ بل هم أولى من غيرهم لأمرين:
1- تربيتهم على السلام وبذله.
2- رجاء إجابة دعوتهم برد السلام منهم؛ فهم ليس عليهم ذنوب؛ فهم أقرب إلى الإجابة، وهذا أمر مهم ينبغي الانتباه إليه، وعدم التقليل منه.
السلام عند دخول البيت مهم جدًّا؛ قال تعالى: ﴿ فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ﴾ [النور: 61]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((ثَلاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ: رَجُلٌ خَرَجَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ، فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، وَرَجُلٌ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِد، فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ، فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، وَرَجُلٌ دَخَلَ بَيْتَهُ بِسَلامٍ، فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ))
قوله: ((فهو ضامن على الله)): قال ابن الملك: أي يعطيه البركة والثواب الكثير؛ لما روي أنه عليه الصلاة والسلام قال لأنس رضي الله عنه: ((إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلِّمْ يَكُنْ بَرَكَةً عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ))، وحاصل المعنى: أنه على الله بمقتضى وعده الصادق أن يحفظ كُلًّا من هؤلاء الثلاثة من الضرر والخيبة والضياع والآفة، ولفظ “البركة” في حديث أنس رضي الله نكرة، فهي عامة لكل بركة، وليست لك وحدَك؛ بل هي لك ولأهلك، فحافظ عليه.
عند قيامك من المجلس سلِّم، كما سلمت عند قدومك إليه، وليست الأولى بأحقَّ من الثانية كما ثبت في ذلك الخبر، فكلاهما ذِكْرٌ ودعاءٌ، فأنت تدعو الله أن يسلمهم من الآفات، حال وجودك معهم بسلامك الأول، وبعد ذَهابك عنهم بسلامك الثاني، فما أعظمَ الشريعة!
لا تجعل سلامك على من تعرف فقط؛ بل ابذل السلام لمن تعرف، ومَنْ لا تعرف؛ كسبًا للخير، وتعويدًا لغيرك، وبذلًا للمعروف، وإن من علامات الساعة أن يكون السلام للمعرفة فحسب، وهو الواقع اليوم عند الكثير، فانشرِ السلامَ، حتى في وسائل التواصُل، فهو مجال خصْبٌ لكسب الخير والأجر، وهو من أسباب تقارُب القلوب، وما يُدريك أنَّ أحدًا اقتدى بك، فكان سجيَّةً له.
وقد كان عبدالله بن عمر يُمسك بيد صاحبه، ويصحبه إلى السوق، ثم يرجعان، فيقول له صاحبه: يا أبا عبدالرحمن خرجنا وعدنا، ولم نشترِ، ولم نبعْ، فلمَ خرجنا؟ فقال: إنما خرجنا من أجل السلام.
إذا التقيتَ بأخيك، فحاول استثمار هذا اللقاء بأربعة أعمال عظيمة في السلام أثناء اللقاء:
1- السلام.
٢- المصافحة.
٣- الابتسامة.
4- الكلمة الطيبة.
فهذه أربعة أعمال صالحة تحصلها في دقيقة أو أقل.
في بدائع الفوائد ذكر ابن القيم (ثمانية وعشرين سؤالًا) عن السلام، وأجاب عليها، فراجعها فهي مفيدة جدًّا