سؤال وجواب

احداث الهجرة النبوية من مكة الى المدينة

المحتويات

احداث الهجرة النبوية من مكة الى المدينة

الهجرة النبوية هي حدث تاريخي وذكرى ذات مكانة عند المسلمين، ويقصد بها هجرة النبي محمد وأصحابه من مكة إلى يثرب والتي سُميت بعد ذلك بالمدينة المنورة؛ بسبب ما كانوا يلاقونه من أذى وعذاب من زعماء قريش، خاصة بعد وفاة أبي طالب، وكانت في عام 14 للبعثة، الموافق لـ 622م، وتم اتخاذ الهجرة النبوية بداية للتقويم الهجري، بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب بعد استشارته بقية الصحابة في زمن خلافته، واستمرت هجرة من يدخل في الإسلام إلى المدينة المنورة، حيث كانت الهجرة إلى المدينة واجبة على المسلمين، ونزلت الكثير من الآيات تحث المسلمين على الهجرة، حتى فتح مكة عام 8 هـ.

أسباب الهجرة النبوية

إن هجرة رسول الله ﷺ لم تكن مجرد عرض طارئ طرأ عليه ﷺ، وإنما كانت نتيجة لعدة أسباب تتابعت وتراكمت، وتنفيذا لتخطيط مدة زمنية، فقد خطط رسول الله ﷺ لهذا الحدث الكبير وانتظر إذن الله جل وعلا، فما إن أذن له الله حتى خرج من مكة المكرمة، وأهم الأسباب التي هاجر من أجلها النبي ﷺ من مكة إلى المدينة المنورة:


إيذاء المشركين للنبي ﷺ و للصحابة

  • حيث اشتدت الأذية عليه ﷺ وعلى أصحابه، فقد كان المشركون أعداء الله يحاربون الإسلام بشتى الطرق، فكانوا يستهزؤون به ﷺ ويكذبونه ويؤذونه ويضربون أصحابه ويعذبونهم، والقصص في هذا الشأن كثيرة جدا.

إعراض المشركين عن دين الله

  • وكذلك فإن المشركين وخاصة كبار قريش أعرضوا عن دين الله ورفضوه رفضا قاطعا، بل ونصبوا له العداء وصاروا يعملون ليلا ونهارا لإسقاط هذه الدعوة، وهذا من شأنه أن يمنع ظهور الإسلام إذا بقي بينهم رسول الله ﷺ ما داموا هم سادة قريش وكبرائها.

بيعة العقبة

  • وبيعة العقبة حدث مشهور جدا في سيرة رسول الله ﷺ، وبيعة العقبة هذه بيعتان: الأولى والثانية، أو كما تعرفان أيضا: الصغرى والكبرى.

بيعة العقبة الصغرى

  • وملخصها أن ستة من أهل يثرب أسلموا في موسم حج السنة 11 من بعثة النبي ﷺ، وواعدوا رسول الله ﷺ أن يبلغوا رسالته في يثرب في قومهم، وفي السنة التالية جاء اثنا عشر رجلا، منهم خمسة من الذين أسلموا في السنة الفائتة، واتصلوا برسول الله ﷺ والتقوا به عند العقبة بمنى فبايعوه على أن لا يشركوا بالله شيئا، وأن لا يسرقوا ولا يزنوا ولا يقتلوا أولادهم ولا يأتوا ببهتان يفترونه بين أيديهم وأرجلهم، وأن لا يعصوا رسول الله ﷺ في معروف، وأن من وفى منهم فأجره على الله، ومن فعل شيئا من هذه المنهيات فعوقب به في الدنيا كان عقابه ذلك له كفارة، ومن ستره الله حين فعله فأمره إلى الله إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه. وهذه كانت بيعة العقبة الصغرى، أو بيعة العقبة الأولى.

بيعة العقبة الكبرى

  • ولما بايعوه على ذلك أرسل رسول الله ﷺ مع هؤلاء النفر صحابيا جليلا من السابقين الأولين، وهو مصعب بن عمير رضي الله عنه، أرسله مع هؤلاء الأنصار حتى ينشر دين الله في أهل يثرب ويعلمهم الإسلام. فما كان العام التالي إلا وقد حضر من الأوس والخزرج بضع وسبعون نفرا كلهم مسلمون، جاؤوا ضمن حجاج قومهم من المشركين، ولما وصلوا مكة جرت بينهم وبين رسول الله ﷺ اتصالات سرية، اتفقوا فيها على الاجتماع في أوسط أيام التشريق عند العقبة حيث الجمرة الأولى في منى، وتم هذا الاجتماع ليلا في الظلام سرية. وكل هذا وهم يخفون أمر إسلامهم عن قومهم.
  • فبايع الأنصار رسول الله ﷺ عند العقبة على: السمع والطاعة في النشاط والكسل (أي في الحرب والسلم)، والنفقة في العسر واليسر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى القيام في الله لا تأخذهم في الله لومة لائم، وعلى نصر رسول الله ﷺ إذا قدم إليهم، وأن يمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم وأزواجهم وأبناءهم. ولهم الجنة.
  • وهذه البيعة كانت على مستوى كبير من الخطر، إذ أن من شأنها أن تساهم في تغيير مجرى التاريخ، وقد حدث.
  • وقد كان لبيعة العقبة الكبرى والصغرى الأثر الكبير والدور المهم في وقوع الاختيار على يثرب كوجهة للهجرة، فقد آمن منهم نفر كثير وبايعوا رسول الله ﷺ على أن يحموه مما يحمون منه أنفسهم.

المهاجرون إلى المدينة من الصحابة

  • هجرة عدد كبير من مسلمي قريش إلى يثرب قبل هجرة رسول الله ﷺ، وقد كان عددا كبيرا أكثر بكثير من الذين هاجروا إلى الحبشة.

قصة محاولة اغتيال الرسول ﷺ

  • وقد اجتمع كبار قريش في دار الندوة لما رأوا من أمر هجرة أصحاب رسول الله ﷺ إلى يثرب، فأدركوا أنه إن نجح في الخروج من مكة إلى المدينة ظهر أمره ونصره أهل يثرب من الأوس والخزرج، فاجتمعوا يتشاورون في أمره، يريدون القضاء على هذا الدين الجديد في عقر داره.
  • وبعد أخذ ورد ونقاشات، تم الاتفاق على الرأي الذي اقترحه عدو الله أبو جهل، فقد قال:
  • الرأي أن نأخذ من كل قبيلة فتى شابا جلدا، ثم نعطي كل واحد سيفا صارما، ثم يعمدوا إلى محمد فيضربوه ضربة رجل واحد فيقتلوه ونستريح منه، فيتفرق دمه في القبائل، فلا يستطيع بنوا عبد مناف (عشيرة رسول الله ﷺ) أن يحاربوا قومهم جميعا فيرضون بالدية فنعطيهم إياها.

  • وقد كانت خطة خبيثة ماكرة جدا، وهكذا يخطط أعداء الله، لكن هؤلاء يمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين.

مراحل الهجرة النبوية

  • 1: الخروج من مكة في هجرة الرسول ﷺ

إذن الله لنبيه محمد ﷺ بالهجرة من مكة إلى المدينة

ولما خطط هؤلاء هذا التخطيط الخبيث، وعزموا على تنفيذه أوحى رسول الله ﷺ لنبيه وأنبأه بما يمكرونه، وأذن له في الخروج، ولما كان اليوم الذي يسبق ليلة خروجه، ذهب إلى بيت أبي بكر الصديق رضي الله عنه في حر الظهيرة، فلما وصل إلى بيت أبي بكر أخبره مخبر بذلك وكان في البيت، فقال رضي الله عنه:

ما جَاءَنَا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في هذِه السَّاعَةِ إلَّا لأمْرٍ حَدَثَ

فاستأذن النبي ﷺ أبا بكر في الدخول فأذن له، فقال له ﷺ: {أخْرِجْ مَن عِنْدَكَ} فقال له أبو بكر: {يا رَسولَ اللَّهِ إنَّما هُما ابْنَتَايَ} يعني عائشة وأسماء، فلما دخل ﷺ قال: {أشَعَرْتَ أنَّه قدْ أُذِنَ لي في الخُرُوجِ} فقال أبو بكر: {الصُّحْبَةَ يا رَسولَ اللَّهِ} فقال له ﷺ: {الصُّحْبَةَ}. فقال أبو بكر رضي الله عنه: {يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ عِندِي نَاقَتَيْنِ أعْدَدْتُهُما لِلْخُرُوجِ، فَخُذْ إحْدَاهُمَا} فقال ﷺ: {قدْ أخَذْتُهَا بالثَّمَنِ}. هذا الحوار الذي جرى روته عائشة رضي الله عنها في حديث رواه البخاري.

                     
السابق
معدلات القبول تخصصات شعبة علوم تجريبية 2022؟
التالي
من هو الشاب الذي يبرز في صف القتال

اترك تعليقاً