المحتويات
الأسباب المانعة لرحمة الله
الله عز وجل أرحم الراحمين وهو أرحم بعباده أكثر من من الوالدة بولدها ، فبرحمته خلقنا وبرحمته رزقنا وبرحمته عافانا وأطعمنا وسقانا وكسانا وآوانا وبرحمته هدانا للإسلام والإيمان والعمل الصالح، وبرحمته علمنا ما لم نكن نعلم، وبرحمته دفع عنا شر البلايا والمحن، وبرحمته أنزل المطر وأنبت النبات، وبرحمته يدخل عباده المؤمنين الذين عملوا الصالحات الجنة، وبرحمته ينجيهم من النار، فالأمور كلها برحمة الله ، والعبد في غاية الضرورة والافتقار لرحمة الله ولا يستغني عنها طرفة عين، لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لن يُدخلَ أحداَ منكم عملُه الجنةَ، قالوا: ولا أنت يا رسول الله، قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه بفضل ورحمة).
الأسباب المانعة لرحمة الله
الحمدُ للهِ أولى من حُمِدَ، وأحقّ من عُبِدَ، وأوجبُ من ذُكِرَ، وأجدرُ من شُكِرَ، وأكرمُ من تَفَضّلَ، وَأَجْوَدُ مَنْ سُئِلَ، وَأَوْسَعُ مَنْ أَعْطَى، وأرحمُ من قُصِدَ، وَأَرْأَفُ مَنْ مَلَكَ، وَأَنْصَرُ مَنِ ابْتُغِيَ.. سبحانهُ وبحمده، عبادتهُ شرفٌ، وذكرهُ طمأنينةٌ، والتذلّلُ له عزٌّ، والافتقارُ إليهِ غِنى، والاعتمادُ عليهِ قوةٌ، والتوكلُ عليهِ إيمانٌ.. (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً) [النساء: 81].
وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ..
إليهِ وإلَّا لا تشدُّ الركائبُ *** ومنهُ وإلَّا فالمؤمِلُ خائِبُ
وفيهِ وإلَّا فالغرامُ مُضَيعٌ *** وعنهُ وإلَّا فالمحدِّثُ كاذبُ
لديهِ وإلَّا لا قرارَ لساكنٍ *** عليهِ وإلَّا لا اعتمادَ لطالبِ
وأشهدُ أن نبيَّنَا وإمامَنا وقدوتَنا محمدٌ بن عبدالله، رفعَ اللهُ ذِكرَهُ، فأعلاهُ وأجَلَّهُ، وفي أعلا المنازلِ أكرمَهُ وأحَلَّهُ، صلّى الله وسلَّمَ وباركَ عليه وعلى آله وأصحابهِ، من كانوا أعِزَّةً على الكفَّارِ، وعلى المؤمنين أَذِلَّةً، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ، قولاً وفعلاً وملةً.. وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا..
أمَّا بعدُ: فيا أيها النَّاسُ أوصيكم ونفسي بوصية اللهِ للأولين والآخرين، أن اتقوا اللهَ حقَّ التقوى، فقد وعدَ من اتقاهُ بالرحمة: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[يس: 45]، وبالنجاة من كلِّ شرٍ: (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)[الزمر: 61]، وبالفرجَ من كلِّ ضيقٍ: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً)[الطلاق: 3].. جعلني الله وإياكم من المتقين المرحومين..
أحبابي في الله: نقف اليوم مع أمرٍ جميلٍ جليل، شيءٍ لوْ حصل عليه العبدُ المسلمُ لصلُحتْ أحوالُه كُلُّها بفضل الله -تعالى-، ولعاش أسعدَ حياةٍ وأهنأها.. إنه الشيءُ الذي قال الله عنه في كتابه العزيز: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)[يونس: 58].. إنَّها رحمةُ اللهِ يا عباد الله.. رحمةُ الله هي المخرجُ من كل مأزق، والنجاةُ من هم وشر، رحمةُ الله هي فضله وبره وإحسانه..
وإن أكبر فوزٍ وأعظمُ رحمةً ينالها الإنسان هي دخولُ الجنَّةِ.. ودخول الجنةِ ليسَ بأعمالنا ولا بطاعتِنا، وإنَّما يُدخِلُ اللهُ عبادَهُ السُعداءَ جنَّتَهُ بمحض فضله ورحمتهِ.. قالَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: “سددوا وقاربوا وأبشروا فإنَّهُ لا يُدخلُ أحداً الجنَّةَ عملُهُ “قالوا ولا أنتَ يا رسولَ اللهِ؟ قالَ “ولا أنا إلا أن يتغمدنيَ اللهُ بمغفرةٍ ورحمةٍ“(البخاريُّ ومُسلمٌ).
ولو تأمل العبد في سعة رحمة الله -سبحانهُ وتعالى-، فسيجدُها في كُلِّ شيءٍ (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)[الأعراف: 156]، سيجدها في كُلِّ موضعٍ، وفي كُلِّ حالٍ، وفي كُلِّ مكانٍ، وفي كُلِّ زمانٍ.. يقول أرحم الراحمين في كتابه الكريم عن هذه الرحمة العظيمة: (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[فاطر: 2].
فما من نعمةٍ من نعمِ اللهِ، يُمسكُ اللهُ معها رحمتَهُ، إلا وتنقلبَ هذه النعمةٌ إلى نقمة وعذاب، وما من محنةٍ تحفُّها رحمةُ اللهِ، إلا وتكونَ هيَ بذاتها نعمةً… ينامُ الإنسانُ على الشوكِ واللظى، فإذا هو معِ رحمةِ اللهِ مِهادٌ وحريرٌ، وينامُ على أرائك الحريرِ وقدْ أُمسِكتْ عنهُ رحمةُ اللهِ فإذا هو شوكٌ وجمر … المال والولد والقوة والجاه والسلطان ونحوهُا، قد تُصبحُ مصادرَ قلقٍ وتعبٍ ونكدٍ إذا أُمسكتْ عنها رحمةُ اللهِ، فإذا فتحَ اللهُ أبوابَ رحمتِهِ، كانَ فيها السَكَنُ والراحةُ والسعادةُ والاطمئنان.. يبسُطُ اللهُ الرزقَ معَ رحمتِهِ، فإذا هو متاعٌ طيبٌ ورخاءٌ وهناء، ويَمسِكُ رحمتَهُ عنْ هذا الرزقِ، فإذا هو مصدر قلقٍ وخوفٍ، ومَثارُ حسدٍ وشحناء وعداوات..
وكل من طلب رحمةَ اللهِ وبذل أسبابها فسيجدها بإذن الله وفضله ورحمته، فقد وجدها إبراهيمُ -عليهِ السلامُ- في النَّارِ، ووجدها يوسُفُ -عليهِ السلامُ- في الجُبِّ وفي السجنِ، ووجدها يونُسُ -عليهِ السلامُ- في بطنِ الحوتِ في ظُلماتٍ ثلاثٍ، ووجدها موسى -عليهِ السلامُ- في موج اليم، وفي قصر فرعون الطاغية، ووجدها أصحابُ الكهفِ في ذلك الكهفِ الموحش، في حينَ افتقدوها في بيوت وأحضان آبائهم وأمهاتهم، حتى قالَ بعضُهم لِبعضٍ: (فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً)[الكهف: 16].
ووجدها المصطفى -صلى الله عليه وسلم- هو وصاحبُهُ في الغارِ الضيِّق، ووجدها شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ -رحمه اللهُ- عندما أُدخِلَ السجن، فالتفتَ إلى السجانِ وتمثَّلَ قولَ اللهِ -تعالى-: (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ)[الحديد: 13]. وسيجدُها كلُّ من طلبها مخلصاً للهِ، قاصداً بابَه الكريم من دونَ الأبوابِ كُلِّها..
ولمن أراد أن يستجلبُ رحمةَ اللهِ فإن هناك طرقاً كثيرة وأسباباً عديدة، سنحاول في هذه الخطبة بإذن الله أن نذكر جملة منها.. فنقول مستعينين بفضل الله وبرحمته:
الايمانُ هو أول وأعظم الأسباب الجالبة لرحمة الله -تعالى-: فرحمةَ اللهِ -تعالى- لا يمكن أن تحصلُ إلا لمن آمنَ به -تبارك وتعالى-.. الإيمانَ الحقيقيَ بجميعِ أركانهِ الستةِ: الإيمانِ باللهِ، وبملائكتهِ، وكتبهِ، ورسلهِ، وباليومِ الآخرِ، وبالقدرِ خيرهِ وشرهِ، قالَ -جلَّ وعلا-: (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ)[الجاثية: 30].
ومن أعظم الأسباب الجالبة لرحمة الله -تعالى-: طاعةُ اللهِ -تبارك وتعالى-، وطاعةُ رسولِه -صلى الله عليه وسلم-، قالَ -جلَّ وعلا-: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[آل عمران: 131]. وقال -تبارك وتعالى-: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[النور: 56].
ومن أعظم الأسباب الجالبة لرحمة الله –تعالى-: اتباعُ الكتابِ والسنةِ.. قال -تبارك وتعالى-: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[الأنعام: 155]، وقال -عز وجل-: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)[الأعراف: 156- 157].
أعظم الأسباب الجالبة لرحمة الله
ومن أعظم الأسباب الجالبة لرحمة الله -تعالى-: رحمةُ الخلقِ، فكيف يريدُ العبد رحمةَ اللهِ وهو لا يرحمُ عبادَه، قالَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: “الراحمونَ يرحمُهم الرحمنُ، ارحموا من في الأرضِ يرحمُكم من في السماءِ“.
وفي الحديث أنه قيلَ لرسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: فلانةٌ تقومُ الليلَ وتصومُ النهارَ ولكنها تؤذي جيرانَها؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: “دعوها إنها من أهلِ النارِ“.
ومن ادَّعى أنه من أهل الإيمانَ وهو يؤذي عباد الله فهو على خطر عظيم، ففي الحديث “من لا يرحمُ لا يُرحمُ“.. وقدْ أخبرنا الصادقُ المصدوقُ -صلى الله عليه وسلم-: “أنََّ امرأةً بغياً رأت كلباً في يومٍ حارٍ يطوفُ ببئرٍ، قدْ أدلعَ لسانَه من العطشِ، فنزعتْ له موقِها (والموقُ هو الخفُّ) فغُفِرَ لها“(البخاري ومسلم).
من أعظم أسباب استجلاب رحمة الله -تعالى-: السعي في الصلح بينَ الأخوةِ المتخاصمين، قالَ -تعالى-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[الحجرات: 10]؛ لأنه لا صلاحَ لأحوالِ المجتمع إلا بالأخوَّةِ والتصالحِ..
ومن أعظم أسباب استجلاب رحمة الله: زيارةُ المريضِ، قالَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: “من عاد مريضًا لم يزلْ يخوضُ في الرحمةِ حتى يجلسَ، فإذا جلسَ اغتمسَ فيها“..
هذه هي رسالةٌ الإسلام يا عباد الله، أن نتراحمَ في الله، وأن نتحابَّ، وأن نتزاور في الله، يقول -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-: “ما مِنْ مُسلمٍ يعودُ مُسلِمًا -أي: يزورُ- مريضًا أو أخًا لهُ في الله غُدوةً في أوَّلِ النَّهار إلاَّ صلَّى عليهِ سبعُونَ ألفَ ملَكٍ حتَّى يُمسي، وإن عادَهُ عَشيِّةً أي: في المساء كذلك“(البخاري).
ومن أعظم أسباب استجلاب رحمة الله -تعالى-: التقوى، قالَ -سبحانه وتعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[الحديد: 28].
ومن أعظم الأسباب الجالبة لرحمة الله -تعالى-: الاستماع والإنصاتُ للقرآن الكريمِ، وكذلك مدارسته وتعلمه وتعليمه.. فالقرآنُ الكريمُ كلُّهُ بركةٌ ورحمةٌ وفضلٌ وهدى، وكلما أكثر العبد من قراءته وتعلمه كلما حصل َله المزيد من الفضلُ والبرُ والرحمةُ، قال -عز وجل-: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[الأعراف: 204]. وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “وما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوتِ اللهِ يتلونَ كتابَ اللهِ، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينةُ، وغشيتهم الرحمةُ، وحفتهم الملائكةُ وذكرهم اللهُ فيمن عنده“(مسلم).
ومن أعظم الأسباب الجالبة لرحمة الله -تعالى-: الإكثار من التوبة والاستغفارُ، فالإنسانُ محلُ الخطأِ والنسيان، لكنَّ اللهَ بلطفهِ ورحمتهِ شرع َالتوبة والاستغفارَ، قال -سبحانه وتعالى-: (لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[النمل: 46]، وقال شعيب -عليه السلام- في دعوته لقومه: (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ)[هود: 90].
كما أن من أعظم الأسباب الجالبة لرحمة الله -تعالى-: الصبرُ على المصائبِ، فالدنيا جُبِلَتْ على كدرٍ، وعلى تعبٍ وهمومٍ، ومن ثَمَّ فلن تستقيم حياةُ المسلم إلا بالصبرِ، قال -تبارك وتعالى-: (وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ)[البقرة: 155- 156].