قال الرسول ﷺ قال في الحديث الصحيح لما سأله الرجل، قال: يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال : أمك ، قال: ثم من؟ قال: أمك ، قال : ثم من؟ قال: أباك، ثم الأقرب فالأقرب. وفي اللفظ الآخر: أختك وأخاك ، وأدناك فأدناك.
من هم الاولى بصلة الارحام ؟
فأول الأقارب وأحقهم بالصلة الآباء والأمهات ، والأجداد والجدات ، ثم الأولاد وأولادهم من الذكور والإناث ، ثم الإخوة وأولادهم ذكوراً وإناثاً ، ثم الأعمام والأخوال والخالات والعمات وأولادهم ، ثم الأقرب فالأقرب من بني العم ، درجات ، فأولاهم ، وأحقهم بالصلة الواجبة للآباء والأمهات ، والأجداد والجدات، هم أحق الناس.
المقصود أن الأصول والفروع هم أحق الناس بالبر والصلة ، ثم يليهم الحواشي من الإخوة والأخوات والأعمام والعمات ، وأولادهم إلى أخره، الأقرب فالأقرب ، والصلة واجبة حسب الطاقة ، فإذا استطاع أن يصل الأب والأم وصلهما ، ولا يلزمه صلة الأولاد والإخوة إذا عجز ، فإذا وصل الأولاد والآباء والأمهات ولكن عجز عن الإخوة سقط عنه ذلك ، فإذا استطاع أن يصل الإخوة سقط عنه عما عجز عنه من صلة بنيهم وصلة الأعمام والعمات والأخوال، وهكذا ، والأقرب فالأقرب مع القدرة إذا كانوا فقراء.
مفهوم صلة الرحم
تُعَدّ صلة الرحم من أفضل ما يتقرّب به العبد إلى الله -عزّ وجلّ-، وهي تُعدّ من الأمور الواجبة على كلّ مسلم، كما أنّها تحقّ له؛ وذلك بأن يصل رحمه ويصلوه، وقد ربط الله -تعالى- بين صلة الرحم، والبركة في الوقت، والرزق، وجعلها سبباً لهما، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)، فيجلس المسلم مع أقاربه، ويتسامرون، ويتناقشون في المواضيع المختلفة، والمُتنوّعة، ممّا يؤدّي إلى صفاء صدر كلٍّ منهم تجاه الآخر، وزيادة الألفة والمَحبّة فيما بينهم، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأرحام من أحقّ الناس وأولاهم بالإحسان، والرعاية، قال الله -تعالى-: (وَأُولُو الأَرحامِ بَعضُهُم أَولى بِبَعضٍ في كِتابِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ).