نستعرض لكم في فقرة سؤال وجواب على موقع فيرال , اجابة سؤال الجناس الناقص هو ؟ حيث سنتطرق للحديث عن الجناس ما هو وما هي أنواعه , ويعتبر الجناس في علم البلاغة أحد المحسنات البديعية في اللغة العربية والتي استخدمها العرب لتحسين معانيهم وألفاظهم …
المحتويات
ما هو الجناس
هو تشابه اللفظين في النطق واختلافهما في المعنى , وقد سُمّي الجناس بهذا الاسم لأنّ تركيب حروف ألفاظه من جنسٍ واحد , ويعتبر الجناس من أهم المحسنات البديعية الّتي استخدمها العرب لتحسين معانيهم وألفاظهم، كانت وظيفة الجناس تزيين اللّفظ في الجمل، فبوساطته يعود للمتلقي اللفظ ذاته بمعنى مختلف، وهنا تحصل الفائدة منهما، ويتفاجأ المتلقّي بما بين يديه، ويُرسّخ المعنى لدى المتلقّي ويُشدّ انتباهه نتيجة التّماثل في الصّورة.
أنواع الجناس
للجناس أنواعٌ متعدّدةٌ، يُنظر إلى كلٍّ منها بحسب حروفه وأنواعها، وعلى ذلك ينقسم الجناس إلى قسمين رئيسَين، هما جناس تام وجناس ناقص، وكثيرًا ما يسأل الدارسون: ما الفرق بين الجناس التّام والجناس الناقص؟، فيما يلي الفرق بينهما.
الجناس التام
هو ما اتّفق فيه اللفظان في أربعة أمور، وهي: نوع الحروف وعددها وترتيبها وهيئتها “أي حركاتها وسكناتها”، ولهذا الجناس ثلاثة أنواع:
- الجناس المماثل : أن يتّفق لفظاه في الاسميّة أو الفعليّة، ومثال الجناس التام في الشعر في هذا النوع قول البحتري: إذا العَيْن راحت وهي عَيْنٌ على الهوى فليس بسرٍّ ما تسرُّ الأضالع , العين الأولى بمعنى “العين الناظرة” والثانية بمعنى “الجاسوس”، وكقولهم أيضًا: “لو هويتَ الاجتهاد ما هويت”، فهويت الأولى بمعنى “أحببت” أمّا الثّانية فهي بمعنى “أخفَقتَ”.
- الجناس المستوفى : أن يأتي أحد لفظيه اسمًا ويأتي الآخر فعلًا، وذلك على نحو قولهم: ارعَ الجار ولو جارَ، فإنّ الجار الأولى اسم ومعناه المجاور في مكان السكن، والجار الثانية فعل بمعنى ظلم.
- الجناس المركب : أن يأتي أحد لفظيه كلمة واحدة واللفظ الآخر مركّب من كلمتين، أو أن يأتي كلاهما مركّبًا، وذلك نحو قول الشّاعر: إذا ملِكٌ لم يكنْ ذا هبة فدعه فدولتُه ذاهبة فإنّ “ذا هبة” كلمة مركّبة معناها صاحب عطاء وكرم، و”ذاهبة” اسمٌ مفردٌ معناه “فانية وزائلة”، ومنه أيضًا قول الشاعر: فلم تُضع الأعادي قَدْرَ شاني ولا قالوا: فلانٌ قدْ رشاني الاسم الأوّل مركّبٌ من القدر والشّأن، والاسم الثّاني مركّبٌ من “قد” الحرفيّة والفعل الماضي المشتق من الرشوة.
الجناس الناقص
يُقال في تعريف الجناس الناقص أنّه ما اختلف فيه اللفظان في واحدٍ من أربعة أمور، وهي نوع الحروف أو عددها أو ترتيبها أو هيئتها “أي حركاتها وسكناتها”، ولهذا الجناس أنواع عدّة، منها:
- الجناس المصحف : لو سأل سائل ما هو الجناس التصحيفي، أو ما هو الجناس المصحّف؟، لكانت الإجابة واحدة وهي أنّه ما اختلف فيه اللفظان في النقط فقط، بحيث لو أزيلت هذه النقط لم يمكن التّمييز بين الكلمتين، وذلك نحو قول الشّاعر: من بحر جودك أغترف وبفضل علمك أعترف إنّ كلًا من “أغترف” و”أعترف” قد اختلفتا في الحرف الأوّل فقط، واتّفقتا فيما دون ذلك.
- الجناس المقلوب : هو الجناس الذي يختلف لفظاه في ترتيب الحروف فقط، وينقسم هذا النوع إلى “القلب الكلي” وهو الذي ينعكس ترتيب حروفه تمامًا، وذلك على نحو: حسامه فتحٌ لأوليائه حتفٌ لأعدائه، فإنّ “حتف” هي مقلوب “فتح”، والنوع الثّاني للقلب “قلب بعض” وهو الذي تنعكس فيه ترتيب الحروف جزئيًّا، وذلك على نحو قولهم: رحم الله امرأً أمسك ما بين فكّيه وأطلق ما بين كفّيه، فإنّ القلب قد أصاب أول حرفين من اللفظين فقط دون غيرهما. أمّا النوع الثالث للقلب فهو “المجنّح” وهو ما كان أحد الألفاظ المقلوبة في أول البيت والثاني في آخر البيت، وسمّي بذلك لأنّه يعدّ كالأجنحة للبيت الشّعري، ومن ذلك قول الشّاعر: سَاقٍ يُريني قَلْبُهُ قَسْوَةً وَكُلّ ساقٍ قَلْبُه قاسِي , فـ”قاس” هي عكس حروف “ساقٍ” وقد وردت أحدهما في أول البيت والثانية في آخره، وأمّا النوع الأخير للقلب فهو “المستوي” وهو ما يمكن قراءة ألفاظ العبارة فيه طردًا وعكسًا، وذلك على نحو قول الشّاعر: أرانا الإلهُ هلالًا أنارا
- الجناس المضارع : هو الجناس الذي يكون حرفاه المختلفان متقاربين في المخرج، وهو إمّا أن يأتي في أوّل اللّفظ، وذلك على نحو: بيني وبين بنيَّ ليلٌ دامسٌ وظلامٌ طامسٌ، فإنّ كلًّا من “دامس وطامس” قد اختلفا في الحرف الأوّل وكان حرفاهما متقاربين في المخرج، وإمّا أن يأتي في وسط اللفظ، وذلك على نحو قوله تعالى: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ}، وإمّا أن يأتي في آخر الكلمة، وذلك نحو قوله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث: “الخيلُ معقودٌ في نواصيها الخيرُ”.
الجناس الناقص هو
هو اختلاف اللفظين في الحروف إما من حيث النوع، أو الهيئة، أو العدد، أو الترتيب، مع وجود اختلاف في المعنى، وسمي ناقصًا لعدم حصول التطابق التام بين حروف اللفظتين.