المحتويات
الحضارة المغربية ويكيبيديا
تاريخ المغرب يرجع إلى العصور السحيقة وتعاقبت عليه حضارات أشولينية، الموستيرية، العاتيرية، الإيبروموريزية، الكارديالية،الجرسية ثم القبصية. من الناحية الأركيولوجية أظهرت الأدلة الأثرية أن المنطقة كانت مأهولة للعيش منذ ما لا يقل عن 400000 سنة. يبدأ تاريخ المسجل للمغرب مع الاستعمار الفينيقي للساحل المغربي بين القرنين الثامن والسادس قبل الميلاد، على الرغم من أن المنطقة كان يسكنها الأمازيغ الأصليين منذ حوالي ألفي عام قبل ذالك. في القرن الخامس قبل الميلاد، وسعت مدينة قرطاج هيمنتها على المناطق الساحلية. حتى أواخر القرن الثالث قبل الميلاد.
تعتبر المملكة الموريطنية أول تنظيم سياسي حكمه ملوك محليون في المغرب القديم، في سنة 44 ميلادية ستتعرض المملكة لغزو روماني، ثم استقلال تحت حكم الباكوات المور الأمازيغ المسيح لتتعرض المنطقة فيما بعد لغزو الوندالي ثم البيزانطي.
في القرن الأول هجري الثامن ميلادي تم الفتح الإسلامي للمغرب وشمال أفريقيا زمن الخلافة الأموية، لكن الحكم الأموي لم يدم طويلًا اذ سرعان ما انفصل المغرب عن الخلافة الأموية بعد ثورة قادها ميسرة المطغري عرفت بثورة البربر سنة 740 ميلادية. لتتأسس عدة امارات أمازيغية مسلمة كإمارة بورغواطة و نكور و بنو مدرار ثم بعدها بنصف قرن، دولة الشرفاء الأدارسة. في عهد سلالة المرابطين والموحدين، تم القضاء على الامارة المحلية وتوحيد المغرب كما بسطو سيطرتهم على بلاد المغرب والأندلس، تلاها حكم سلالة السعديون البلاد من 1549 إلى 1659، ثم العلويون من عام 1667 إلى الآن، ومنذ ذلك الحين وهم السلالة الحاكمة في المغرب.
في عام 1912، بعد الأزمة المغربية الأولى وأزمة أكادير، تم التوقيع على معاهدة فاس، التي أصبح فيها المغرب تحت الحماية فرنسية وإسبانية. في عام 1956، بعد 44 سنة من الاحتلال الفرنسي، حصل المغرب على استقلاله، وسرعان ما استعادت معظم الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسبانية استقلالها أيضًا.
العصر الحجري
أظهرت الحفريات الأثرية وجود الإنسان قبل الإنسان العاقل في المغرب، وكذلك وجود الأنواع البشرية المبكرة. تم اكتشاف العظام المتحجّرة لإنسان عمره 400000 سنة في مدينة سلا عام 1971. وجد العديد من البقيا البشرية في جبل إيغود في عام 1991، وقد تم تأريخها باستخدام التقنيات الحديثة في عام 2017 ووجدت أن عمرها يعود لـ300000 سنة على الأقل، ممَّا يجعلها أقدم الآثار للإنسان العاقل المكتشفة في العالم. في عام 2007، تم اكتشاف حبات صدف صغيرة مثقبة في مغارة تافوغالت يبلغ عمرها 82000 سنة، مما يجعلها أقدم الحلي الشخصية الموجودة في العالم.
في العصر الحجري الوسيط ، بين 20000 و 5000 سنة، كانت جغرافية المغرب تشبه السافانا أكثر من المناظر الطبيعية القاحلة الحالية. في حين لا يُعرف الكثير عن المستوطنات في المغرب خلال تلك الفترة، فإن الحفريات في أماكن أخرى من المنطقة المغاربية تشير إلى وفرة من الغابات، مناسبة للصيادين وجامعي الثقافات من العصر الحجري الوسيط، مثل الثقافة الكابسية.
خلال العصر الحجري الحديث، بعد العصر الحجري، اِستَوطنت سافانا من قبل الصيادين والرعاة. ازدهرت ثقافة هؤلاء الصيادين والرعاة في العصر الحجري الحديث حتى بدأت المنطقة تجف بعد 5000 سنة قبل الميلاد نتيجة للتغيرات المناخية. تشترك المناطق الساحلية للمغرب الحجري الحديث في صناعة الفخار كارديم، والتي كانت شائعة في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط في ذلك الوقت. تشير الحفريات الأثرية إلى أن تدجين الأبقار وزراعة وكذلك الحصاد بدأ في هذا الوقت. .
العصر الحجري السفلي
أدت الأبحاث الأركيولوجية في جنوب غرب الدار البيضاء إلى اكتشاف موقع أثري على بعد حوالي 8 كلم أطلق عليه اسم مقالع طوما، وترجع أهمية الموقع إلى مجموعة من الاكتشافات التي تمت به، حيث تم العثور على بقايا ما يسمى “بالإنسان القائم” (فك سفلي، عظام الجمجمة وفك علوي) وبقايا عظام الحيوانات ترجع إلى حوالي 400.000 وكذلك على أدوات حجرية ترجع إلى الفترة الأشولينية حوالي 700.000 سنة.
العصر الحجري الأوسط
بالنظر إلي ندرة المواقع الأثرية التي تعود إلى هذا العصر، فمن الصعب تحديد البدايات الأولى له في المغرب. وحسب أغلبية الباحثين فهذا العصر ينقسم إلى حضارتين : الحضارة الموستيرية والحضارة العاترية
الحضارة الموستيرية
ترجع المعطيات التاريخية المتوفرة ظهور الحضارة الموستيرية بالمغرب إلى حوالي 300 ألف سنة قبل الحاضر على الأقل، وقد وجدت أقدم آثارها بجبل ايغود، و آخر ظهور لها كان قبل 80 ألف سنة في مغارة الغفص بنواحي وجدة. و يرجع اختفائهم إلى التغير المناخي الذي طرئ على المغرب، حيث كان قبل 300 ألف سنة أكثر رطوبة وأشد حرارة، وكان الوسط الطبيعي يتميز بوجود غطاء نباتي يغلب عليه الزيتون البري وشجر الخروب، ثم أصبح حوالي 90 ألف سنة قبل الحاضر أكتر قحولة وأشد برودة خصوصا مع بداية تشكل ما يسمى الصحراء الكبرى. وتميزت هاته الفترة بالتطور الحاصل في الأدوات التي يستعملها الإنسان خصوصا في شمال أفريقي
الحضارة العاتيرية
يعتبر المغرب مهد الحضارة العاترية التي نشأت قبل 000 145 سنة. حيث تم العثور على بقايا عظمية تنتسب إلى لهاته الحضارة في الواجهة الأطلنطية لوسط المغرب ما بين الرباط و تمارة في مواقع ككهف دار السلطان 1و2، مغارة المهربين، ومغارة الهرهورة.
تخصص العاترييون في صيد الغزلان بدليل ما عثر عليه من عظامها المتعددة في المواقع التي خلفوها وقد مكنتهم صناعة واستعمال الأدوات ذات السويقات مثل السهام والرماح من إصابة الهدف من بعيد. و قد عثر أيضا على بقايا لحيوانات ضخمة كالثور البدائي و الجاموس والحصان في مواقعهم. وقد ساهم هذا في قدرتهم على التكيف مع الظروف المناخية الجديدة التي حلت بمنطقتهم وكانت سببا في اندثار الحضارة الموستيرية.
العصر الحجري العُلوي
تعود بداية العصر الحجري القديم الأعلي في المغرب إلى حوالي 22 ألف سنة قبل الآن كما تم تسجيل ذلك بموقع كهف الحمام بتافوغالت و قد عرف المغرب في هذا العصر نموا سكانيا ملحوظا، وقد يشهد على ذلك عدد القبور التي تعود لهاته الفترة والتي وجدت في بعض المواقع بعضها تضم أكثر من مئة رفات بشري خصوصا بكهف الحمام بتافوغالت. و قد طغت الحضارة الإيبيروموريسية على هاته الفترة حيث تميزو بعدة ابداعات في المستوى التنظيمي والفني والثقافي. بيد أن أهم ما يميزهم هو أدواتهم، أذ كانت غاية في التخصص سواء في تقطيع اللحوم وبشر الجلود أو معالجتها. كما تمكنوا من معالجة العظام وصنع مخارز وشبه معالق وكذا أسنة الرماح انطلاقا من العظام.