الحقل الدلالي الاجتماعي في نص إنسان ما بعد الموحدين؟ بكل دواعي السرور والسعادة نطل عليكم طلابنا وطالباتنا الغوالي لنفيدكم بكل ما هو جديد من حلول فنحن على موقع فيرال نحاول جاهدين أن نقدم لكم الحلول المناسبة والأسئلة المميزة والنموذجية ونعرض لكم الحقل الدلالي الاجتماعي في نص إنسان ما بعد الموحدين؟
المحتويات
الحقل الدلالي الاجتماعي في نص إنسان ما بعد الموحدين؟
ان المقصود بمفهوم العهد ما بعد الموحدي أو (إنسان ما بعد الموحدين) يُقصد به عصر الانحطاط الإسلامي، والذي تربطه علاقة وثيقة بمفهوم مركزي آخر هو مفهوم “القابلية للاستعمار”، هذا الإنسان الذي آثر العودة إلى حياة أسلافه البدو، على أن يركن إلى حياة متحضرة. بادئاً ذي بدء أقول إن أزمة الأمة الإسلامية هي في جوهرها أزمة سياسية، العلمانيون قالوا إن هذه المشكلة تكمن في النص، والإسلاميون قالوا أن المشكلة تنبع من السياق التاريخي، وأنا أقف إلى جانب الإسلاميين في رأيهم لعدة أسباب ستتضح في الأسطر القادمة.
شرح الحقل الدلالي الاجتماعي في نص إنسان ما بعد الموحدين؟
وعليه قسّم علماء الفكر السياسي الإسلامي تاريخ المجتمع الإسلامي إلى ثلاث مراحل:
أولها: مرحلة الإسلام الأولى في دفعته الإيمانية الحية، التي أُسّست فيها نواة الدولة ورسّخت فيها قواعد الحكم وهزمت فيها الوثنية والفارسية والرومانية، ودامت هذه المرحلة ثلاثون عاماً فقط، انتهت بمعركة صفين.
ثانيها: مرحلة المدنية الإسلامية، وهي مرحلة التفكير والازدهار الحضاري والتوسع العلمي والعمراني، وانتهت بسقوط دولة الموحدين في الأندلس.
ثالثها: مرحلة الجمود والانحطاط، أو كما أحب أن أسميها مرحلة السقوط الحضاري الإسلامي.
هذا السقوط لم يكن سوى نتيجة حتمية للانفصال الذي حدث في (صفين)، فأحل السلطة العصبية محل الحكومة الديمقراطية، فخلق بذلك هوّة بين الدولة وبين الضمير الشعبي، وكان ذلك الانفصال يحتوي في داخله جميع أنواع التمزق، الأمر الذي سبب إرباكاً كبيراً في النظرية السياسة للحضارة الإسلامية، فيوم صفين انتهت الشرعية السياسية لتاريخ الإسلام وبدأ التكيف مع واقع القهر حتى أن القيم الإسلامية بقيت أجنّة ولم تجد سياقاً مناسباً للنمو الطبيعي كما يقول شاعر الإسلام إقبال.
تحليل الحقل الدلالي الاجتماعي في نص إنسان ما بعد الموحدين؟
كما تحدث إقبال أكثر من مرة أيضاً عن السرعة الهائلة التي يتحرك بها عالم الإسلام (الممثل في مجتمع ما بعد الموحدين اليوم) في جانبه الروحي نحو الغرب، في ظاهرة سبق أن أدركها المؤرخ الكبير ابن خلدون في عمومها، حين قال: إن المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده، وقد أطلق الاصطلاح الحديث على هذه الظاهرة (قانون التكيف)، لكن المصيبة أن نرى كيف أن الأوربي لم يفد إلى الشرق بوصفه ممدّناً، بل بوصفه مستعمراً، والشاب المسلم للأسف، لم يذهب إلى أوربا إلا لكي يحصل على لقب جامعي، أو لكي يشبع فضوله السطحي التافه.
إن حالة الهرولة هذه هي التي كَوَت وعي إنسان ما بعد الموحدين ليصبح كائناً أميبياً متقبلاً لكل أصناف القهر والذل والاستبداد والاستعمار، مما يفرض علينا نتيجة منطقية وعلمية، هي: أنه لكي نتحرر من (أثر) هذا الاستعمار، يجب أن نتحرر أولاً من (سببه) وهو القابلية للاستعمار. ويبدو لنا أن هذا الشرط قد بدأ يتحقق شيئاً فشيئاً في واقع العالم الإسلامي منذ قضية فلسطين، فهي بلا ريب أخطر حدث بل أعظم الأحداث بركة في تاريخ العالم الإسلامي الحديث.