المحتويات
من هو الصحابي الذي تستحي منه الملائكة
نتناول اليوم حياة الصحابي الذي تستحي منه الملائكة وهو عثمان بن عفان والذي عرف بأنه كان شديد الحياء والأدب، لدرجة إن الملائكة الكرام كانوا يستحيوا منه، كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وكانت السيدة عائشة بنت أبو بكر رضى الله عنها وأرضاها قد روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه قد قابل يومًا ما سيدنا أبو بكر، والذي استأذن للدخول على النبي وهو مضطجع على فراشه، فإذن له وهو على حاله، فقضى الله حاجته ثم انصرف، وبعدها قد استأذن عمر رضى الله عنه للدخول على الرسول، فأذن له المصطفى وهو على هذا الوضع، فقضى الله حاجته ثم انصرف عمر، وبعدها جاء عثمان ابن عثمان واستأذن للدخول على النبي، فإذا بالمصطفى ينهض من نومته وأصلح ثيابه وأذن لعثمان بالدخول، فإذا بالسيدة عائشة تسأل المصطفى صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ، لم أرك فزِعْتُ لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان، ليأتي الرد من الرسول صلى الله عليه وسلم ليخبرها بأن عثمان رجل حيي وتستحي منه الملائكة.
متى أسلم سيدنا عثمان بن عفان
سيدنا عثمان بن عفان هو أحد المبشرين بالجنة وهو ثالث الخلفاء الراشدين بعد أبو بكر وعمر، وقد أسلم سيدنا عثمان على يد سيدنا أبو بكر الصديق وكان واحد من السابقين بالإسلام وقد شهد الهجرة الأولى والهجرة الثانية، وقد عرف عنه جهاده بماله فكان شديد الإنفاق في سبيل الله سبحانه وتعالى كما اختصه الرسول صلى الله عليه وسلم بكتابة الوحي.
سنتناول كل يوم من أيام شهر رمضان الكريم شخصية إسلامية لها باع طويل في صنع التاريخ الإسلامي.. وشخصية اليوم هي عثمان بن عفان الرجل الذي استحت منه الملائكة (ذو النورين)..
وإلى نص الحوار:
** من هو عثمان بن عفان؟
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، يلتقي مع الرسول “صلى الله عليه وسلم”، في عبد مناف، وأمه أروى بنت كريز وأم أروى أم حكيم، وهي البيضاء عمة رسول الله، “صلى الله عليه وسلم”، بنت عبد المطلب، أما كنيته فهي “أبوعمرو”، في الجاهلية، و”أبوعبد الله” في الإسلام، وعبد الله ابنه من السيدة رقية بنت النبي، “صلى الله عليه وسلم”.
** ولماذا سُمي بـ(عُثْمَانُ ذَو النُّورَيْنِ)؟
سُمِّيَ (عُثْمَانُ ذَو النُّورَيْنِ)؛ لأنه تزوج بنتي النبي، صلى الله عليه وسلم، وبدأ بالسيدة رقية، وبعد وفاتها تزوج السيدة أم كلثوم، وقيل: (لَمْ يَجْمَعْ بَيْنَ ابْنَتَيْ نَبِيٍّ مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ أَحَدٌ إِلَّا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ)…
وصفه:
كان عثمان، رضي الله عنه، رجلا ليس بالقصير ولا بالطويل، حسن الوجه، رقيق البشرة كث اللحية وعظيمها، أسمر اللون، عظيم ما بين المنكبين، كثير شعر الرأس، يصفر لحيته، وروى ابن الأثير أنه كان من أجمل الناس.
سيرته في قومه:
كان عثمان بن عفان، رضي الله عنه، تاجرًا في الجاهلية والإسلام، وقد درت عليه هذه التجارة ثروة واسعة ومالاً كثيراً لم يبخل به على الإسلام والمسلمين، فقد اشترى بئرا كان يملكها يهودي في المدينة ووهبها للمسلمين وابن السبيل، كما أنه جهز جيش العسرة من ماله الخاص، أما عن سيرته في قومه، فقد كان عثمان كريم الشيم حسن السيرة عفيفًا حييًا محببًا في قومه مأمونًا عندهم أثيرًا لديهم حتى إن المرأة من العرب كانت ترقص صبيها وهي تقول: أحبك والرحمن حب قريش عثمان
إسلامه:
كان عثمان بن عفان، رضي الله عنهم من النفر الذين أسلموا بفضل دعوة أبي بكر لهمم إلى الإسلام، وقد ذكر ابن الأثير أن هؤلاء النفر، ومنهم عثمان، بعد أن لبوا دعوة أبي بكر إلى الإسلام، ذهبوا معه إلى رسول الله، “صلى الله عليه وسلم”، فعرض عليهم الإسلام وقرأ عليهم القرآن، وأنبأهم بحق الإسلام فآمنوا، وأصبحوا مقربين وكان هذا سبق لهم إلى الإسلام، وكان عثمان يقول: إني لرابع أربعة في الإسلام، وقد تمسك عثمان بالإسلام، وسعد به، وتفانى في نصرته ، فيروى أنه عندما أَسْلَمَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ أَخَذَهُ عَمُّهُ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ فَأَوْثَقَهُ رِبَاطًا وَقَالَ: أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ آبَائِكَ إِلَى دِينٍ مُحْدَثٍ؟ وَاللَّهِ لَا أَحُلُّكَ أَبَدًا حَتَّى تَدَعَ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنْ هَذَا الدِّينِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: وَاللَّهِ لَا أَدَعُهُ أَبَدًا وَلَا أُفَارِقُهُ، فَلَمَّا رَأَى الْحَكَمُ صَلَابَتَهُ فِي دِينِهِ تَرَكَهُ.
لماذا تستحي الملائكة من عثمان رضي الله عنه ؟
أخلاق سيدنا عثمان: فضلا عما سبق من عفته وحسن سيرت؛ مما أدى إلى شدة حب الناس له، فإن عثمان بن عفان كان شديد الحياء، فأضفى ذلك عليه هيبة ووقارًا، وحياء من الآخرين حتـى من الملائكة، ولعله تفرد بدرجة هذا الحياء: فقد أخرج البخاري عن عائشة قالت: ” كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مضطجعًا في بيتي، كاشفًا عن فخذيه، أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له، وهو على تلك الحال، فتحدث ثم استأذن عمر فأذن له، وهو كذلك، فتحدث، ثم استأذن عثمان، فجلس رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وسوى ثيابه، فدخل فتحدث، فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتش له، ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك! فقال: (ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة).
وفى موقف آخر شبيه بهذا كان “صلى الله عليه وسلم”، متضجعًا، وظل على ذلك عندما دخل عليه أبو بكر وعمر، وعندما دخل عثمان استوى، “صلى الله عليه وسلم”، فسألته عائشة عن ذلك فقال: صلى الله عليه وسلم: (إن عثمان رجل حيي، وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال، ألا يبلغ إلي في حاجته).
ثم جاءت هجرته إلى الحبشة، فَكَانَ عُثْمَانُ مِمَّنْ هَاجَرَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الْأُولَى وَالْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ وَمَعَهُ فِيهِمَا جَمِيعًا امْرَأَتُهُ رُقْيَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ “صلّى الله عليه وسلم”، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ “صلّى الله عليه وسلم”: “إِنَّهُمَا لَأَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى اللَّهِ بَعْدَ لُوطٍ”.
** هل هو الوحيد منذ أن خلق الله الأرض الذي يتزوج ابنتين لنبي؟
نعم، مصاهرته للنبي، “صلى الله عليه وسلم”، زوجه رسول الله، “صلى الله عليه وسلم”، بعد إسلامه ابنته رقية، وكانت معه في هجرتيه الأولى إلى الحبشة، والثانية إلى المدينة، وبعد أن توفيت السيدة رقية زوجه الرسول، “صلى الله عليه وسلم”، بأختها أم كلثوم.
ولذلك كان يلقب بذي النورين
ولما ماتت السيدة أم كلثوم، قال، “صلى الله عليه وسلم”، لو كان عندي ثالثة زوجتها عثمان.