الفقيرُ أشدُّ حاجةً مِنَ المِسكينِ، وهذا مذهَبُ الشافعيَّة ، والحَنابِلَة ، وقَولٌ للمالكيَّةِ ، واختاره ابنُ حزمٍ ، وابنُ باز وابنُ عُثيمين ، وفيما يلي نقدم لكم الفرق بين الفقير والمسكين .
المحتويات
المسكين أشد حاجة من الفقير
الاجابة : عبارة صحيحة
والآن نتطرق لتوضيح الفرق بين الفقير و المسكين ، وصفة الفقير و الغنى تختلف بحسب الزمان والمكان، فقد يحسب الشخص في عداد الفقراء المستحقين للزكاة في بلد، ولو قورن بأغنياء بلد آخر كان مثلهم أو أحسن حالا منهم، والفرق بين المسكين والفقير محل خلاف بين أهل العلم.
واختلف أهل العلم في معنى المسكين والفقير والفرق بينهما إلى عدة أقوال أهمها ما يلي:
أولًا: أن الفقير أحسن حالا من المسكين.
ثانيًا: العكس وهو أن المسكين أحسن حالا من الفقير.
ثالثًا: لا فرق بينهما من حيث المعنى وإن اختلفا في الاسم.
معنى الفقير
الفقراء: والمفرد: فقير، وهو المحتاج في اللغة، والفَقْر ضدّ الغِنى، أمّا الفقير في الاصطلاح الشرعيّ؛ فهو مَن لا يجد ما يكفيه، أو يجد بالكسب، أو غيره، بعض ما يكفيه، ممّا يقلّ عن نصف حاجته.
معنى المسكين
المساكين: والمفرد: مسكين، ويرجع إلى الجذر اللغوي سَكَنَ، وسكن الشيء؛ أي ذهبت حركته، ومنه: المسكين؛ لسكونه إلى الناس، والمسكنة تأتي بمعنى: الخضوع والقَهْر، أما المساكين في الاصطلاح الشرعيّ؛ فهم الذين يجدون أكثر كفايتهم، أو نصفها، من كسبٍ، أو غير ذلك، إلّا أنّهم لا يجدون كفايتهم، وكفاية مَن تلزمه نفقتهم كلّها.
واختلف العلماء في الفرق بين المسكين والفقير في أيهما أحوج؛ فذهب الإمام مالك إلى أنّ المسكين أشدّ حاجةً من الفقير، لأنّ المسكين هو الساكن عن الحركة، أي الذي لا يَقْدر على العمل والكسب، أمّا الفقير فقادر على العمل والكسب، وذهب الشافعيّة والحنابلة إلى أنّ الفقير أشد حاجةً من المسكين؛ مستدلّين بقول الله -تعالى- في سورة الكهف: «أَمَّا السَّفينَةُ فَكانَت لِمَساكينَ يَعمَلونَ فِي البَحرِ».
فقد ذكرت الآية الكريمة أن المساكين يعملون في البحر، وهو عملٌ يحتاج قوّةً، فكيف يكونون غير قادرين على الكسب، وقالوا إنّ السفينة للمساكين؛ فلا يكونون بذلك أقلّ حالًا من الفقراء، وردّ الحنفيّة والمالكيّة على ذلك بقولهم إنّ المقصود من الآية الكريمة أنّ المساكين يعملون في السفينة مقابل أجرٍ، أو أنّهم من ركّابها، لا أنّهم مالكوها.