انتصر المسلمون في غزوة بدر بفضل
حقق المسلمون أول نصر ساحق ضد قبيلة قريض في غزوة بدر 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة ، ولكن كيف حقق المسلمون هذا النصر العظيم ؟ ليس أحد إلا ويعرف تفاصيل هذه الغزوة من ناحية السرد التاريخي ولكن اليوم نقف عند نقطة معمه في هذه الغزوة المباركة وهي ضمن اسباب انتصار المسلمين في غزوة بدر ، فبفضل ماذا انتصر الاسلام على قبيلة قريش في غزوة بدر ؟
انتصر المسلمون بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد ابن عبدالله في السابع عشر من شهر رمضان في السنة الثانية للهجرة ، في معركة بدر الكبرى التي دارت بين المسلمين و مشركي مكة ، حيث كانت هذه الغزوة فرقاناً بين الحق والباطل، وآية أن النصر من عند الله وحده.
لو قيست غزوة بدر بالمعارك الطاحنة التي امتلأت بها صفحات التاريخ فإنها لن تتعدى أن تكون معركة صغيرة بين طائفتين قليلتين في العدد والعدة، سواء من جهة المسلمين، الذين لم يتجاوز عددهم 313 مقاتلاً، أو من المشركين، الذين لم يصلوا إلى ألف مقاتل. أما إذا اعتبرنا أهمية المعارك بنتائجها فإن غزوة بدر ستتصدر أهم معارك التاريخ قاطبة، من ناحية أنها غيرت مجرى التاريخ..
وقد كان هذا فحوى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الموقعة حين قال: «اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض». فكانت غزوة بدر رفعة للإسلام وأهله وركيزة من ركائز انطلاق دعوة الإسلام، ولا مبالغة إن قلنا إن غزوة بدر أعطت شهادة الميلاد الحقيقي لدولة الإسلام بقيادة الرسول الأكرم محمد عليه الصلاة والسلام.
لقد قامت على كواهل أهل بدر من الصحابة الكرام مهمة بناء صرح هذا الدين، ولذلك نرى في التراجم أن حضور هذه الغزوة يعد شهادة عظيمة يؤرخ له ويحكم من خلاله لصاحبه بالفضل الزائد والشرف الرفيع، فتراهم في تراجمهم يقولون:
وقد شهد بدراً، وهذا ساطع الوضوح في قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه في حق حاطب بن أبي بلتعة حين بعث برسالة إلى قريش يخبرهم فيها بخروج الرسول إلى مكة فاتحاً، حيث قال له: «إنّه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله أن يكون اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم».
اسباب انتصار المسلمون في غزوة بدر بفضل
- التدبير العظيم من الله تعالى، فلم يكن فيها التكافؤ بالعدد والعدّة، فقد كان لدى المشركون مئة فرسٍ وسبعمئة بعيرٍ، أمَّا المسلمين فلم يكن معهم إلا فرسان وسبعون بعيراً، كما إنَّ المسلمين لم تكن لديهم الرغبة في الانتقال، إلا إنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أراد أن يردَّ لهم الاعتبار بعد ما قدَّموا من التضحيات في سبيل نصرة الإسلام، أمَّا الكفار فقد خرجوا بقيادة أبو جهلٍ بكل كبرياءٍ ورياءٍ حتى قال أبو جهل: “والله لا نرجع حتى نرد بدرا، فنقيم بها ثلاثا، فننحر الجزور، ونَطعم الطعام، ونُسقى الخمر، وتعزف لنا القيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبدا فامضوا”.
- استعلاء الكفار على المسلمين مع قصد الشهرة والسيطرة ما هو إلا توقيعٌ على الانهزام، فعندما استشعر أبو لهبٍ بالخوف وهو أحد زعامات قريش، وأشدّهم كيداً للإسلام والمسلمين، أناب عنه رجلاً بثلاثة آلاف دينار، وما أن سمع بهزيمة المشركين حتى أصابته الحمَّى ومات من غيظه.
- فضيلة الدعاء، فهو السلاح الذي لا يمكن قهره، فبعد أن أعدَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- جيشه للقتال، اتّجه إلى الله -تعالى- يتضرّع ويدعو قائلاً: (اللَّهم أنجِز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إِن تهلك هذه العصابة من أَهل الإِسلام لا تُعبد في الأرض).
- الالتزام بالأخلاق الحسنة؛ كخلق الإيثار، فقد كان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زميليّ النبي -صلى الله عليه وسلم- في الركوب، فلما كان دورهم في الركوب قالوا له نحن نمشي عنك، فقال: (ما أنتما بأقوى مني ولا أنا بأغنى عن الأجرِ منكما).
- انتشار روح الرضا، وسلامة الصدر بين جموع المسلمين، فقد ساوى النبي -صلى الله عليه وسلم- بين صفوف المسلمين، وفي يده قدحٌ يعدل به القوم، فمرَّ بسواد بن غزية وهو خارجٌ عن الصف، فناداه أن يا سواد استو، وطعن في بطنه بالقدح، فقال سواد: أوجعتني يا رسول الله وقد بُعثت بالحق والعدل، فكشف النبي -صلى الله عليه وسلم- عن بطنه، فما كان من سواد إلا أن أقبل عليه واعتنقه وقبله، ثمَّ قال: “أردت أن يكون آخرُ العهد بك أن يمس جلدي جلدك”، فدعا له النبي -صلى الله عليه وسلم- بالخير. إخلاص النوايا وسلامة القصد كان سبباً في تأييد الملائكة، كما إنَّ غشيانهم بالنعاس كان سبباً في إعدادهم نفسياً ورفع معنوياتهم.