بحث عن سديم الجبار في الفضاء هو سديم انتشاري يقع جنوب حزام الجبار. يعتبر أحد أكثر الأجرام السماوية دراسة وتصويرًا في سماء الليل، ويبين أكثر الظواهر السمائية دراسةً. يكشف السديم عن عملية تكوّن النجوم والمجموعات الكوكبية من سحب من الغاز والغبار. وقد شاهد الفلكيون فيه مباشرة أقراصًا كوكبية هي مراحل أولية لتكوين مجموعات تماثل المجموعة الشمسية وأقزاما بنية وحركات سريعة وعواصف للغازات والغبار، وتأثيرات النجوم على تأين ما يحيط بها من غاز مثل مناطق هيدروجين II وكذلك انزياح المادة من حول النجوم الموجودة في وسط السديم بسبب ما تصدره من ضوء وجسيمات، فتنزاح الغازات والغبار نحو خارج السديم مما يجعلنا نستطيع من الأرض رؤية قلبه والنجوم التي فيه.
المحتويات
ما هو السديم
السديم في الفضاء هو عبارة عن سحابة مليئة بالغبار والغازات، وهي توجد بشكل أساسي في الفراغ الموجود بين النجوم في الفضاء، وتعتبر السدم من الظواهر الكونية التي يهتم الناس بدراستها، وفي قديم الزمان كانت السدم صغيرة ولا يمكن رؤيتها إلا باستخدام أجهزة التكبير، أما في وقتنا الحالي فأصبح هناك سدم كبيرة يمكن ملاحظتها بالعين، وتحتوي السدم من الداخل على العديد من الغازات المختلفة مع الغبار حيث أنها تحتوي على غاز الهيدروجين كما أنها تحتوي على بعض الغازات المتأينة، كما أنها تتميز بأنها تضئ بنفس ضوء النجوم، ومن أشهر أنواع السدم كبيرة الحجم التي يمكن رؤيتها دون أجهزة مكبرة هو سديم الجبار.
مقدمة بحث عن سديم الجبار في الفضاء
نبدأ بحثنا عن سديم الجبار بأنه من الظواهر الكونية المميزة التي تلفت انتباه العديد من الناس عندما يصعدون إلى الفضاء حيث أنه من السدم كبيرة الحجم التي تتميز بضوء وحرارة عالية بسبب ما تحتويه داخلها من نجوم، حيث تم اكتشاف هذا السديم منذ ملايين السنين على يد بعض العلماء، ومن الجدير بالذكر أن هذا السديم يمكن رؤيته من قبل الناس على الأرض إذا كانت السماء معتمة تمامًا، فهو لا يحتاج إلى أجهزة تكبير من أجل رؤيته لأنه من السدم الكبيرة في الكتلة والحجم.
بحث عن سديم الجبار في الفضاء
هو أحد أشد السدائم بريقًا، ويمكن مشاهدته بالعين المجردة في سماء الليل. يبلغ قدره الظاهري 4,0 وهو يقع على بعد 25±1350 سنة ضوئية من الأرض، وينتمي إلى مجرتنا، مجرة درب التبانة.وهو أقرب منطقة للأرض تنشأ فيها نجوم جديدة بكثرة. يُقدر عرض سديم الجبار بنحو 24 سنة ضوئية. أشارت النصوص القديمة كثيرًا إلي سديم الجبار باسم السديم الأعظم في الجبار أو سديم الجبار الأعظم. بينما النصوص الأقدم تشير إليه باسم إنسيس Ensis، وهو أيضًا اسم النجم.
تقع كوكبة الجبار في النصف الشمالي للكرة الأرضية تظهر النجوم الثلاثة اللامعة: النظام والنطاق والمنطقة في خط مستقيم؛ وهذا الخط المستقيم يمثّل حزام برج الجبار (الجوزاء)؛ ويمكن رؤية برج الجبار بسهولة في الأفق الجنوبي في فصل الشتاء، كما يمكن رؤية سديم الجبار في وسطها بالعين المجردة وذلك بعد غروب الشمس ويظل في السماء حتى ظهور أول ضوء للصباح.
أما النجم اللامع الذي يمثّل كتف اليسار لبرج الجبار فهو منكب الجوزاء (بالإنجليزية:Betelgeuse).
وأسفل حزام برج الجبار (الجوزاء) يوجد السيف والذي يتكون من ثلاث نجوم ضعيفة الإضاءة؛ وفي مركز السيف يوجد سديم الجبار العظيم والذي يظهر كنجم لامع في السماء، وبقربه سديم رأس الحصان. وسديم رأس الحصان هو عبارة عن سحابة من الغبار المظلم أمام سديم لامع.
في برج الجبار (الجوزاء)، هناك تجمعات نجمية وسدم ونجوم مزوجة. .وأهم النجوم في برج الجبار (الجوزاء): ألفا الجبار (منكب الجوزاء)، وبيتا الجبار (رجل الجبار)، وغاما الجبار (نجم الناجذ)، ونجم (المنطقة (دلتا الجبار)، ونجم النظام(إبسلون الجبار)، ونجم النطاق (زيتا الجبار)، وإيوتا الجبار (نجم نير السيف)
السديم يعد أحد محاضن النجوم العملاقة القريبة من الأرض، ففيه تولد نجوم جديدة من الغاز والغبار، كما اكتشف فيه لأول مرة ما يُعرف بالأقزام البنية وهي مرحلة ما بين الكوكب والنجم (أو ما يعرف بالنجوم الفاشلة) لأنها فشلت في أن تصبح نجوما لصغر كتلتها.
يقع سديم الجبار بين نجوم سيف الجبار ويبعد عنا نحو 1350 سنة ضوئية (السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة كاملة وتعادل حوالي 9,5 مليون مليون كيلومتر). ويمكن رؤية هذا السديم بواسطة نظارة مقربة عادية كضبابة رمادية اللون، وبالتلسكوب يكون المنظر أفضل.
كيف نشأ سديم الجبار
يقال أن سديم الجبار نتج بسبب نوع الالكترونات الموجودة ضمن مدارات غاز الهيدروجين، والسبب في نزع هذه الإلكترونات هو ظهور مجموعة من النجوم المرتفعة في درجة الحرارة منذ آلاف السنين وهي التي سببت انتزاع الكترونات الهيدروجين من مداراته، مما أدى بدوره إلى تكون سحابات ضخمة تحتوي بداخلها على الكثير من الغبار والغازات المختلفة كما أنها تضم الكثير من النجوم وهو ما يعرف بسديم الجبار.
خصائص سديم الجبار
يتميز سديم الجبار بمجموعة من الخصائص التي تميزه عن غيره من أنواع السدم الأخرى ومن أهم الخصائص التي تميز هذا السديم ما يلي:
- يعتبر سديم الجبار من السدم كبيرة الحجم التي يمكن أن يراها العلماء ورواد الفضاء بالعين المجردة دون الحاجة إلى تليسكوب، كما يمكن أن يراها من هم على سطح الأرض عندما تكون السماء معتمة.
- يتميز سديم الجبار بأنه من السدم القريبة إلى كوكب الأرض حيث أنه يبعد عن الأرض بمقدار 1300 سنة ضوئية وهي مسافة قريبة نسببًا.
- يمتلك سديم الجبار كتلة كبيرة والتي تعادل كتلة الشمس بمقدار أربعين مرة.
- يختلف لون سديم الجبار حيث أنه يعطي أكثر من لون في السماء بسبب احتوائه على العديد من الغازات المختلفة حيث احتوائه على غاز الهيدروجين يجعله يشع اللون البرتقالي، بينما الأكسجين يجعله يشع اللون الأخضر وهكذا.
- يحتوي سديم الجبار بداخله على أربعة نجوم تكون شكل هندسي مع بعضها البعض والتي يمكن رؤيتها بالعين المجردة وهو ما يفسر درجة الحرارة المرتفعة لهذا السديم وكذلك لمعانه القوي.
لماذا سمي سديم الجبار بهذا الاسم
لقد سمي سديم الجبار بهذا الاسم لأنه جزء من أبراج موجودة في السماء يطلق عليها كوكبة الجبار، كما أن هناك مجموعة من الأساطير الموجودة منذ قديم الزمان والتي تقول أنه هناك جبار يسمى أوريون وقامت واحدة من الآلهة بقتله، لكنها ندمت بعد ذلك ووضعته في السماء، ولكن بالطبع هذه أساطير ليس لها أساس علمي ولكنها مجرد إدعاءات.
مم يتكون سديم الجبار
يتكون سديم الجبار من ثلاثة مناطق أساسية وهي M42 وهي المنطقة التي تتواجد في السديم من أسفل وهي لامعة مضيئة بشدة وهي ما تجعله لامع ومضئ في الفضاء، والمنطقة الثانية هي M43 وهو الجزء المفصول عن السديم لكنه جزء منه، والمنطقة الثالثة هي M78 وهي المنطقة التي تتكون فيها النجوم، حيث يتميز سديم الجبار أنه ينتج آلاف النجوم التي تظهر حوله بعد ذلك وتتميز النجوم الناتجة عن هذا السديم أنها قوية الضوء والحرارة.
خاتمة بحث عن سديم الجبار في الفضاء
سديم الجبار هو الجزء المرئي من سحابة مضيئة تمثل هي الأخرى جزءً من سحابة كبرى من الجزيئات تمتد عبر كوكبة الجبار. وينتمي إليها سديم رأس الحصان.
ونظرًا لكثافة المادة في سديم الجبار تنشا فيه نجوم جديدة. ويوجد فيه بجانب النجوم الناشئة ومن ضمنها مجموعة نجوم تجمع المعين Trapez وهي تعمل على تأين غاز الهيدروجين المحيط بها، وتكون منطقة هيدروجين II وتثير السحابة بحيث تضيئ. وتعمل الإضاءة والجسيمات الصادرة من النجوم الناشئة على تشتيت سحابة الغاز والغبار تاركة ورائها تجويفات كرية مضيئة.
ويوجد في داخل السديم أجرام كثيرة تمثل في شكلها الشكل المعهود لمناطق ولادة النجوم. منها عدة كرات بوك وهي من نوع سديم مظلم والاقزام البنية. كما توجد بعض الإشارات عن وجود نجوم في تلك المنطقة ذات حلقات قد تكون مراحل أولية لتكون كواكب.
ونظرًا لقربه النسبي للمجموعة الشمسية فيعتبر سديم الجبار واحد من أكثر السدم التي درست في مجرتنا، مجرة درب التبانة.
وقد قام العالم الفرنسي شارل مسييه بتسجيل الجزء الشمالي من سديم الجبار، وهو الجزء الذي يفصله حزام من الغبار المظلم عن بقية السديم وأعطاه الاسم مسييه 43. وتعرف تلك المنطقة أيضا بوجود نجم متغير NU Orionis وكذلك الجرم السماوي HD 37061 فيها والذي يحث سحابة الغاز حوله على الإضاءة.