المحتويات
تحضير درس فقه الاسرة الزواج الاحكام والمقاصد
النصوص المؤطرة لدرس فقه الأسرة: الزواج الأحكام والمقاصد
قال الله عز وجل: (ومن ءايته أن خلق لكم من انفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لايت لقوم يتفكرون)
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ”إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض“ سنن الترمذي كتاب النكاح باب ما جاء: إذا جاءكم من ترضون دينه.
مضامين النصوص
1-بيان الآية الكريمة أن سنة الزواج من الآيات الدالة على عظمة الله عزو وجل، وأن من مقاصد الزواج السكن والمودة والتراحم بين الزوجين.
تحليل درس فقه الأسرة الزواج الأحكام والمقاصد
المحور الأول: مفهوم الأسرة ومكانتها في الإسلام
1-مفهوم الأسرة
-الأسرة لغة: هي عشيرة الرجل وأهل بيته، فأسرة الرجل هي: عشيرته وقرابته التي يتقوى بها.
– اصطلاحاً: هي نواة المجتمع التي تنشأ برابطة زوجية بين رجل وامرأة، ثم يتفرع عنها الأولاد، وتظل على صلة وثيقة بأقارب الزوجين معا من آباء وأجداد وأخوال وأعمام.
2-مكانة الأسرة في الإسلام:
اقتضت الحكمة الإلهية في الخلق أن تستمر هذه المخلوقات في الوجود من خلال التزاوج، قال تعالى: ( ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون) الذاريات: 49.
وقد جعل سبحانه وتعالى ميلاً فطرياً بين زوجي كل جنس، فكل ذكر يميل إلى أنثاه، والعكس، وذلك لتكاثر المخلوقات واستمرار الحياة على وجه الأرض.
وقد جعل سبحانه الميل بين الرجل والمرأة مختلفاً عن باقي الكائنات، فالميل عند الإنسان غير مقيد بوقت ولا ينتهي عند الوظيفة الجنسية، وذلك لاختلاف طبيعة الإنسان عن طبيعة الحيوان، فالصلة القلبية والتعلق الروحي عند الإنسان، لا يقفان عند قضاء المأرب فحسب، بل يستمران مدى الحياة.
ولما كان الإنسان مكرماً مفضلاً عند خالقه – عز و جل – فقد جعل تحقيق هذا الميل واتصال الرجل بالمرأة عن طريق الزواج الشرعي فقط، و لهذا خلق الله آدم عليه السلام وخلق منه حواء، ثم أسكنهما الجنة، قال تعالى: (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها) الأعراف: 189. وقال تعالى: ( وقلنا يــا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة) البقرة: 35 ، وهكذا كانت أول أسرة في تاريخ البشرية هي أسرة آدم عليه السلام، ثم تكاثرت الأسر وانتشرت لتتكون المجتمعات المختلفة، مصداقاً لقوله تعالى: (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) الحجرات: 13.
وتبرر أهمية الأسرة ومكانتها من خلال ما يأتي:
1 – تحقق النمو الجسدي والعاطفي، وذلك بإشباع النزعات الفطرية والميول الغريزية، وتلبية المطالب النفسية والروحية والجسدية باعتدال ووسطية.
2 – تحقيق السكن النفسي والطمأنينة، قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) الروم: 21.
3 – الأسرة هي الطريق الشرعي الوحيد لإنجاب الأولاد الشرعيين، وتربيتهم، وتحقيق عاطفة الأبوة والبنوّة، وحفظ الأنساب.
4 – تعد الأسرة مؤسسة للتدريب على تحمل المسؤوليات، وإبراز الطاقات، إذ يحاول كل من الزوجين بذل الوسع للقيام بواجباته، واثبات جدارته لتحقيق سعادة الأسرة.
5 – تعد الأسرة هي اللبنة الأساسية لبناء المجتمع، فالمجتمع يتكون من مجموع الأسر.
المحور الثاني: مفهوم الزواج وأحكامه
1-مفهوم الزواج:
الزواج لغة: النكاح والضم والتداخل، ويطلق على الوطء وهو الاستمتاع المباح شرعا بين الزوجين الذكر والأ نثى.
واصطلاحا: هو (ميثاق تراض وترابط شرعي بين رجل وامرأة على وجه الدوام، غايته الإحصان والعفاف وإنشاء أسرة مستقرة، برعاية الزوجين) مدونة الأسرة، المادة 4.
2-حكم الزواج
تعتري الزواج الأحكام الشرعية الخمس فتارة يكون:
مندوبا: وهو حكم الزواج الأصلي.
واجبا: وهذا في حق من خشي على نفسه الزنا، ولا يدفعه عنه الصوم.
مباحا: في حق من لا يرغب في النسل، ولا تميل نفسه إليه، ولا يقطعه زواجه عن فعل الخير.
مكروها : في حق من يقطعه الزواج عن فعل العبادة غير الواجبة.
محرما: في حق من لا يخشى بترك الزواج زنا، ولا قدرة له على نفقة الزوجة، أو ينفق عليها من الحرام، وعلى من لا يستطيع الوطء.
3-أركان الزواج:
أ- محل الزواج:
وهما الزوجان الخاليان من الموانع الشرعية التي تمنع صحة النكاح.
ب-الصيغة:
وهي اللفظ الدال على رضا الطرفين بالنكاح، وتتكون من الإيجاب: وهو اللفظ الصادر من الزوج أو من يقوم مقامه، بأن يقول مثلا: زوجني ابنتك.
ومن القبول: وهو اللفظ الصادر من الزوجة أو من يقوم مقامها، بأن يقول: زوجتك فلانة أو أنكحتكها.
ج-الصداق أو المهر:
(وهو ما يقدمه الزوج لزوجته إشعارا بالرغبة في عقد الزواج وإنشاء أسرة مستقرة، وتثبيت أسس المودة والعشرة بينهما، وأساسه الشرعي هو قيمته المعنوية والرمزية وليس المادية).
4-شروط الزواج:
الأهلية: ومعناها أن يكون الزوجان عاقلين بالغين سن الزواج.
ـ عدم إسقاط الصداق: لا يصح الاتفاق على إسقاطه، ويجب أن يصرح به في عقد الزواج.
ـ موافقة النائب الشرعي: إذا كان أحد الزوجين قاصرا.
ـ سماع العدلين: أن يسمعا موافقة الطرفين على الزواج ويثبتانه في وثيقة عقد الزواج.
ـ انتفاء الموانع الشرعية: بأن تكون المرأة غير محرمة على من يريد أن يتزوجها.
المحور الثالث: مقاصد الزواج وغاياته
1 – تلبية الحاجات المتبادلة للزوجين: وهي الحاجات النفسية كالتقدير والمحبة والأنس والرحمة، والحاجات الغريزية كالاستجابة للميل الفطري لبعضهما، والحاجات الاجتماعية كإنجاب الأولاد وإقامة أسر مستقرة وسعيدة.
2 – إقامة الأسرة المسلمة وتكثير سواد الأمة بزيادة الذرية المسلمة الموحدة لله تعالى من خلال إنجاب الأولاد الصالحين.
3 – بقاء النوع الإنساني السليم: فالزواج سبب النسل الشرعي الذي يضمن بقاء الإنسان، وأي تناسل خارج مؤسسة الزواج يترتب عنه تشرد الأطفال أو حرمانهم من النسب ودفء الأسرة.
4 – التنشئة الاجتماعية السليمة: بإقامة الأسرة المسلمة ورعايتها والإنفاق عليها لحفظ الأنساب وترابط القرابة والأرحام وتربية الأجيال وقيام الأسر الشريفة التي تسودها الرحمة والصلة…