المحتويات
سبب وفاة نزار بنات
الموت كأس على كل إنسان في هذه الدنيا أن يشربه، والموت يوجع الأحياء، فعند موت أحد أقاربنا أو من نحب من أصدقائنا نذوق مرارة الفقد الحقيقية، فلا شيء سوف يجمعنا بعدها، ونبقى على ذكراهم نجتر ألم وحزن بعدهم عنا، وفي مقالي هذا سوف تجد بعض العبارات مؤثرة عن الموت ، واليوم ننعي وفاة المعارض السياسي نزار بنات الذي توفي فجر اليوم الخميس في ظروف غامضة داخل معتقله في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية .
تشريح جثمان نزار بنات في مشفى عالية الحكومي بالخليل
كان المعارض السياسي نزار بنات معتقلاً من قبل الأمن الفلسطيني في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة ، ليتفاجئ الجمهور اليوم بوفاته في ظروف غامضة ، وبدأوا بالبحث عن مسببات الوفاة هل على اثر تعذيبه أم أنها وفاة طبيعية .
من داخل مستشفى “عالية” الحكومي في مدينة الخليل ، أكدت مصادر وشهود عيان أنّ عناصر عدة من الأمن الفلسطيني دخلوا في الصباح الباكر إلى المستشفى، وتوجهوا من مدخلها إلى المشرحة ووضعوا جثة في ثلاجة المستشفى دون تسجيل الجثة حسب الأصول كما هو معتاد.
ونحو الساعة السادسة صباح اليوم، وصلت جثمان نزار بنات إلى مستشفى عالية الحكومي في الخليل وجرى نقله الى مشرحة المستشفى وسط تكاثف عناصر أمن وعناصر من النيابة العامة، وفي حدود السابعة والنصف من صباح اليوم، غادر عناصر الأمن والنيابة المستشفى ومعهم جثمان بنات.
عمار بنات ابن عم نزار بنات يكشف تفاصيل
صرح عمار بنات، ابن عم المعارض نزار بنات، لإذاعة محلية، إنّ “قوة من الأجهزة الأمنية قامت بتفجير أبواب بيت العائلة في مدينة دورا حيث تواجد نزار، واقتحمته دون احترام حرمته”.
وأشار إلى أنّ “القوة الأمنية وجهت ضربات من عتلة حديدية وهراوات خشبية على رأس نزار بمجرد استيقاظه، وقاموا برش 3 علب غاز فلفل في وجهه”.
وتابع “لم ينته الأمر عند ذلك الحد، بل قاموا بتجريده من ملابسه، ثم سحلوه وضربوه أثناء جره إلى سيارة الاعتقال وشتموه وأهانوا عائلته، وكانت الدماء تسيل منه”، مبيناً أنهم “توجهوا به إلى جهة غير معلومة”.
وأردف ابن عم بنات “ثم تواصلنا مع الأجهزة الأمنية من أجل معرفة جهة اعتقاله، فقالوا بالحرف الواحد لنا: “(نزار غير موجود)، وتبين لنا أنه تم اغتياله بعد ساعتين من اعتقاله”.
وأكد أنه “لم يتواصل معنا أي جهاز أمني أو مدني لإبلاغ العائلة بوفاته”.
وكشف أنّ “وفداً من العائلة توجه إلى مستشفى عالية. لم نجد الجثة. تبين لنا أنهم أعلنوا وفاته هناك، لكنه لم يكن هناك، وحتى الآن لا نعلم أين الجثة”، مشيراً إلى أنّ “العائلة وأقارب نزار الذين تواجدوا معه في المنزل وقت اقتحامه اليوم، سيعقدون مؤتمراً صحافياً في وقت لاحق”.
وأعلن محافظ الخليل، اللواء جبرين البكري، وفاة الناشط نزار بنات بعد تدهور صحته، عقب اعتقاله من قبل أجهزة الأمن بناءً على مذكرة إحضار من قبل النيابة العامة.
وذكر البكري، في بيان صادر نُشر على صفحة المحافظة في “فيسبوك”، صباح اليوم الخميس، أنه “على أثر صدور مذكرة إحضار من قبل النيابة العامة لاعتقال المواطن نزار خليل محمد بنات، قامت فجر اليوم قوة من الأجهزة الأمنية باعتقاله، وخلال ذلك تدهورت حالته الصحية، وفوراً حُوِّل إلى مستشفى الخليل الحكومي، وعاينه الأطباء، حيث تبين أن المواطن المذكور متوفى، وعلى الفور أُبلِغَت النيابة العامة التي حضرت وباشرت بإجراءاتها وفق الأصول”.
كذلك أكد محامي الهيئة المستقلة، فريد الأطرش، على صفحته في “فيسبوك”، وفاة الناشط نزار بنات بعد اعتقاله من الأمن الفلسطيني، قائلاً: “الحديث عن وفاة الناشط نزار بنات بعد اعتقاله من الأمن الفلسطيني، للحديث بقية، إنا لله وإنا إليه راجعون”.
وكانت الصفحة الرسمية للناشط بنات على “فيسبوك” قد نشرت: “الآن سلطة دايتون تعتقل الناشط السياسي نزار بنات وتقوم بمصادرة جميع مقتنياته من أجهزة حاسوب وهاتف وقامت بالاعتداء الوحشي عليه، سلطة دايتون وعبدة الرواتب لنا ميعاد”.
ويعد نزار بنات ناشطاً سياسياً، ومعارضاً لاذعاً في انتقاده للسلطة الفلسطينية ونهجها، وتعرض للاعتقال السياسي والاعتداء عليه في أكثر من مرة.
وكان بنات قد ترشح ضمن قائمة انتخابية أطلق عليها قائمة “الحرية والكرامة”، وذلك في الانتخابات التشريعية التي ألغيت بقرار من الرئيس محمود عباس بعد منع الاحتلال الإسرائيلي إجراءها في القدس المحتلة، وكان من المفترض عقدها في 22 من مايو/ أيار الماضي.