سؤال وجواب

تحليل نص القول بالحرية يخفي جهلا بالاسباب؟

المحتويات

تحليل نص القول بالحرية يخفي جهلا بالاسباب

تحليل نص القول بالحرية يخفي جهلا بالاسباب؟، يرى سبينوزا بأن جهل الإنسان بما يسيطر عليه حقًا يجعله يتوهم أنه حر في أفعاله وسلوكياته ، مما يعني أن الإنسان مثل جميع المخلوقات الأخرى التي تحكمها الحتمية الطبيعية يخضع للضرورة بنفس الطريقة، فالصبي مثلا في نظر سبينوزا يعتقد انه يرغب في الحليب بحرية إلا انه في الحقيقة خاضع للضرورة البيولوجية ونفس الشيء إذا تعلق الأمر بالسكير الذي يعتقد انه يتكلم بحرية، إن ما يجعلنا نعتقد أننا أحرار هو فقط وعينا بأفعالنا بل يمكن القول مع سبينوزا إن ”الناس يظنون أنفسهم أحرارا لمجرد كونهم يعون أفعالهم ويجهلون الأسباب المتحكمة فيهم”.

تعريف بصاحب النص :

باروخ سبينوزا فيلسوف هولندي،
من أهم مؤلفاته : مبادئ فلسفة ديكارت1964 ، رسالة في اللاهوت والسياسة1670 ، الأخلاق 1677.

إشكال النص :

هل وعي الإنسان بأفعاله يؤكد على حرية الشخص في كل ما يصدر عنه من أفعال وقرارات مصيرية أم أن الشخص خاضع للضرورة والحتمية ؟

الأفكار الأساسية:

يعتبر سبينوزا أن جهلنا بالأسباب الحقيقية التي تحركنا هو ما يجعلنا نعتقد أننا كائنات نتصرف بحرية.

نص القول بالحرية يخفي جهلا بالاسباب التحليل:

أطروحة النص :


ينتقد سبينوزا كل حرية إنسانية خارج ما هو طبيعي بل أن يكون الشخص حرا يعني أن يمتثل للضرورة التي تفرضها عليه الطبيعة.

الأساليب الحجاجية :

اعتمد سبينوزا مجموعة من الأساليب الحجاجية للدفاع عن الفيرال القائلة بخضوع الإنسان للضرورة ، نذكر منها :

أسلوب المثال: ويتجلى ذلك في ” هناك حجرة مثلا… الطفل يعتقد بأنه يشتهي الحليب بحرية…”.

أسلوب التفسير: ويتمثل ذلك في ” تلك هي الحرية الإنسانية … و التي تقوم فقط في واقعة أن للناس وعي بشهواتهم و يجهلون الأسباب التي تحددهم حتميا …”.

استنتاج :

هناك حجرة مثلا من سبب خارجي يدفعها كمية معينة من الحركة، وعندما يتوقف الفعل الناتج عن السبب الخارجي، فإن قطعة الحجر ستواصل تحركها بالضرورة، و استمرارها في الحركة أمر مفروض من الخارج ليس من حيث هو ضروري،
بل من حيث انه راجع إلى دفعة ناتجة عن سبب خارجي، وما هو صادق عن الحجرة يجب أن ننسبه له، ومهما تعددت استعداداته لأنه كل شيء مفرد هو بالضرورة محروم من طرف علة خارجية على أن يوجد ويتصرف بصورة محددة.
ولنتصور ألان ـ إن أردتم ـ قطعة الحجر وهي تواصل الحركة وتفكر وتعرف بأنها تبذل مجهودا على قدر ما تستطيع لتستمر في حركتها، و من المؤكد أن هذه الحجرة من حيث إن بها وعيا بمجهودها فقط، و من حيث إنها مهمته فهي تعتقد بأنها حرة جدا، وبأنها لا تستمر في حركتها إلا أنها تريد ذلك. تلك هي الحرية الإنسانية التي يتبجح الكل بامتلاكها و التي تقوم فقط في واقعة أن للناس وعي بشهواتهم و يجهلون الأسباب التي تحددهم حتميا.
الطفل يعتقد انه يشتهي الحليب بحرية، و أن الطفل المنفعل يريد أن ينتقم أو يريد الهرب إذا كان رعديدا. والسكير يعتقد انه يقول بقرار حر من نفسه كما كان يود السكوت عنه و قد عاد إلى صحوه بعد ذلك. وكذلك فان الهذائي والثرثار و آخرين من نفس الطينة يعتقدون أنهم يتصرفون بقرار حر من النفس، و أنهم لا يخضعون لأي إكراه.
سبينوزا؛ الرسالة 58، إلى شولار،1957، ترجمة محمد سبيلا،
الفلسفة الحديثة، نصوص مختارة. ص ص 274 ـ 275 .

                     
السابق
حاسبة التمويل الشخصي بنك الإنماء السعودي
التالي
من هي زوجة بسام كوسا

اترك تعليقاً