علم التصنيف، عن اليونانية القديمة: τάξις الترتيب وνόμος المنهج) هو علم يُعنى بتسمية وتعريف وتصنيف الكائنات الحية. يرتبط علم التصنيف بشكل وثيق بما يسمى التصنيف العلمي للأحياء.
غالبا ما تكون التصنيفات الحيوية متسلسلة هرميا ترسم بشكل أشجار، أو تمثل أحيانا بشكل مخططات علاقاتية بدلا من مخططات هرمية، فتمثل ببنى شبكية. بعض التصنيفات قد تحوي طفل وحيد لعدة أسلاف فمثلا السيارة في مخطط علاقاتي قد تظهر تحت مركبة وآليات فولاذية. كما يمكن ان يكون ذو تنظيم بسيط يرتب الأغراض في مجموعات بسيطة، أو حتى حسب الترتيب الأبجدي.
المحتويات
تعريف علم التصنيف
العلم الذي يقوم بتسمية الكائنات المختلفة من نباتات وحيوانات، ووصفها وتصنيفها على بعض من الأسس البيولوجية، وكذلك الصفات الوراثية والسلوكية، حيث يقوم العلماء بفرز الأصناف وترتيبها وإعطاء المسميات الخاصة بها.
وتقوم عمليات التصنيف وفق معلومات بيولوجية خاصة، وقد قام العلماء بتصنيف 1.80 مليون نوع من الكائنات الحية، إلا إن المؤشرات تقول إن هذا العدد قليل مقارنة مع الأنواع الغير معروفة والتي يتراوح عددها بين 5 إلى 30 مليون نوعا من الكائنات المختلفة.
كيفية تصنيف الكائنات المختلفة
يتم تصيف الكائنات لأنواع محدده ومعروفة باسم، ويعرف النوع على أنه مجموعة من الكائنات الحية القادرة على إنجاب فصيلة من نوعها عن طريق التكاثر، وهذا يفسر صعوبة تزاوج نوعين مختلفين من الكائنات.
تتم عملية التصنيف بناء على الأسس المعرفية التي تم اكتشافها من قديم الزمان، وكذلك يمكن الاستعانة بالهياكل الموجودة في المتاحف، ويمكن القيام بعملية التحليل الحمضي للكائن الحي.
فإذا كان من فصيلة الأنواع المعروفة باسم مسبق، تدرج تحت قائمته، وإلا وضع العلماء اسما لهذا النوع المكتشف ويتم نشره للاطلاع عليه من قبل العلماء الآخرين، ويمكن إجراء الدراسات عليه لمعرفة خصائصه، وكل هذا يستغرق سنوات كثيرة.
قد تأخذ بعض الكائنات أسماء مختلفة نتيجة اختلاف الثقافات والحضارات، ولكن جميعها تشير إلى نفس النوع، ويمكن للأشخاص التعرف عليه بمجرد ذكر اسمه، لذلك في تعريف علم التصنيف نجد اسم لاتيني لكل نوع واحد من الكائنات المختلفة.
أهمية تصنيف الكائنات الحية المختلفة
تصنيف الكائنات يساعد على معرفة الخصائص المختلفة للأنواع، وكيفية الاستفادة من تلك الأنواع، والتخلص من الضار منها.
حيث لاحظ علماء البيئة أن هناك نقص في أنواع الكائنات المختلفة، نتيجة خلل بشري وتصرفات غير مسبوقة من بعض الكائنات، ولكي يتم حماية تلك الأنواع لابد من معرفة الخصائص المختلفة لكل نوع، حتى يتم معرفة كيف نستفد من الكائنات المفيدة.
وكذلك معرفة المناطق التي يمكن أن تعيش فيها بسلام، كل هذا لن يتم إلا من خلال عمليات التصنيف البيولوجي الذي يتيح معرفة شاملة لخصائص الكائنات المختلفة.
كما أن المعلومات الصحيحة التي يستعملها المراقبون لتلك الكائنات، تتيح لهم معرفة التعامل الصحيح مع تلك الكائنات عند حدوث أي تغيرات تظهر على سلوكهم.
يتيح هذا التقسيم للبلدان النامية معرفة الأنواع المهاجمة الدخيلة على تلك الأنواع التي تنمو في بيئتها، وبالتالي إمكانية السيطرة على المكان من تلك الأنواع الدخيلة.
مع العلم أن مشاركة المعلومات عن التصنيف توفر الكثير من التكاليف عند القضاء على الكائنات الدخيلة، بمجرد عدم مطابقتها لتلك المواصفات المذكورة في التصنيف.
المبادئ الأساسيّة لعلم التصنيف
اعتمد علم التصنيف على مبادئ أساسيّة، تتمثل في:
- استخدام اللغة اللاتينيّة في تسمية الكائنات الحيّة.
- اطلاق أسماء ثنائيّة على الكائنات، حيث يُعبر الاسم الأول عن جنس الكائن الحي، والثاني عن النوع.
- استخدام المراتب في التصنيف، وتترتب من العليا إلى الدُنيا، فتذكر المملكة، ثم الشعبة، والطائفة، والرتبة، والفصيلة، والجنس، والنوع.
المراحل التاريخيّة لنظام علم التصنيف المرحلة القديمة
هي إحدى المراحل الابتدائية التي بدأ الإنسان من خلالها بالتعرّف على الكائنات الحيّة المحيطة به، كالطيور، واللبائن، والحشرات، بالإضافة إلى بعض النباتات، حيث اهتم بالكائنات التي تتصل به بشكلٍ مباشر، وتعرّف عليها بطريقته الخاصّة، وقد تم التوصل من خلال الرسومات والنقوش القديمة على الجدران إلى بعض خصائص الكائنات الحيّة التي كان للإنسان علم بها في الماضي.
دراسة الأحياء المحلية
تميّزت هذه المرحلة بمنح الكائنات الحيّة المختلفة أسماء محلية، حيث اختلفت هذه الأسماء من منطقة إلى أخرى، ومن شعب إلى آخر، وأصبح من الصعب تحديد دلالاتها بسبب كثرتها، فتم البحث عن نظام علمي جديد؛ لتوحيد أسماء الأحياء.
مرحلة التسمية العلميّة
تعرف بمرحلة لينايوس، وتتمثل في النظام العلمي الذي ظهر من قبل العلماء قبل ظهور لينايوس، حيث قام بجمع الأنظمة، ووضعها تحت قانون موحد ومنتظم، وأشارت الأسماء التي قام بوضعها إلى مراتب الأحياء، من حيث العائلة، والرتبة، والصنف، ولا يزال استخدام هذه التصنيفات شائعاً حتى وقتنا الحاضر.
التطور العضوي
ظهرت هذه النظرية على يد دارون، وتقوم على أساس أنّ الكائنات الحية غير ثابتة، وتتغيّر بشكلٍ مستمر، ممّا يؤدي إلى ظهور أنواع وأشكال جديدة منها.
مرحلة الوراثة
ظهرت هذه المرحلة على يد العالم مندل، وأضافت لهذا العلم تصنيفاً للكائنات الحيّة على أساس المراتب، وهو تصنيف ذوعلاقة وثيقة بالجهاز الوراثي، والذي يشكل أهميّة كبيرة في حفظ الصفات التي تنتقل بين الأجداد، والآباء، والأحفاد، وبالتالي فإنّ حدوث أي تغيير في هذه الصفات يُسجل فوراً، وينتقل للأجيال الأخرى، ممّا يُحدث التغيير المستمر في صفاتهم.