المحتويات
تلخيص نص في معنى الجاهلية؟
تلخيص نص في معنى الجاهلية؟ يعتبر من أكثر المواضيع التي كثر البحث عنها من خلال محركات البحث جوجل، ويريد الكثير التعرف على شرح هذا النص وكاتبه والقيم التي يتضمنها هذا النص، فالجاهلية مصطلح إسلامي ورد في السور المدنية في القران الكريم، يشير إلى حياة الأمم قبل الإسلام، ويربطها بجهل تلك الأمم من الناحية الدينية، وهي إشارة ليست خاصة بالعرب، بل تشمل جميع الشعوب قبل بعثة النبي محمد.
الدلالة الدينية
ورد مصطلح الجاهلية في النص القرآني ﴿ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ [آل عمران:154] و ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ [المائدة:50] و “﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب:33] و﴿إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ [الفتح:26].
الدلالة التاريخية
يطلق اصطلاح العصر الجاهلي على حال الأمم قبل الإسلام تمييزاً وتفريقاً مع العصر بعد البعثة النبوية وظهور الإسلام. فلقد كان الناس في بلاد فارس يعبدون النار، وكان أهل اليمن يعبدون النجوم الأوثان ويقدمون لها القرابين، وانحرفت اليهودية في الحجاز كما انحرفت النصرانية في الشام والحبشة، وغيرها من الأديان والملل المتفرقة هنا وهناك. وكان يسود الحكم القسري المطلق، حتى جاء الرسول محمد برسالة الإسلام لينتشل الأمم من هذه الحالة، فراسل ملوك الحبشة وفارس والروم، ودعاهم إلى دين الله؛ ليحررهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.
حال الأمم في الجاهلية
اجتماعيًا
كانت الحياة الاجتماعية تختلف من بلد إلى اخر، فقد ترسخت العبودية في بلاد فارس من خلال تأليه الحاكم، وكان المجتمع الفارسي مقسما إلى سبع طبقات، كانت أدناها طبقة عامة الشعب، ولم تكن لهم أية حقوق على الإطلاق، حتى إن الجنود كانوا يربطون بالسلاسل في المعارك. وقد كان بعض أهل فارس يبيحون الزواج من داخل الأسرة، مدعين أنه تقليد ديني إلزامي، وعلاوة على ذلك ادعى الكهنة أن الزواج بين المحارم ينتج أقوى الذكور، وإناثا ذوات خصال حميدة، ويأتي بأكبر عدد من الأطفال، وأنه محمية لنقاء الجنس.
في العراق كانوا يحرمون المرأة من الميراث الذي هو حق شرعي لها، وكانوا أحياناً يرغمونها على الزواج من فلان بعينه دون أن يعطوها حق الاختيار.[3] وكان من أنواع النكاح المعمول به في العراق وبلاد فارس نكاح المقت (ويسمى الضيزن) أن يكون ابن الميت أولى بزوجة أبيه، إذا لم تكن أمه، وهو باختصار زواج المرأة من ابن زوجها، والمقت في لسان العرب هو جرم ممقوت يوجب غضبَ الله، وهو ذنب عظيم. وفي ذلك قال أوس بن حجر التميمي يهجو أهل العراق:
والفارسية فيهم غير منكرة | فكلهم لأبيه ضيزن سلف |
وكان أهل مصر أيضا يقدمون الفتيات قرابين للنهر، خوفا من فيضانه وغضبه (والقربان عموما هو أحياناً معادن أو حيوان أو إنسان، يقدم عادة للقوى التي يعتقد البشر بأنها تتدخل في حياتهم، وذلك خوفا أو حبا، وتكون في أوقات محددة، قد تكون دورية، أو لحدث بعينه، وعادة ما يرتبط تقديم القرابين بطقوس أخرى، يجري شعائرها وفق ترتيبات معينة كاهن أو كاهنة، كما يمكن لأي شخص أن يقوم بذلك وفقا لاختلاف العقائد والأحوال).[4]
وكان زواج الاخوة معمولا به في مصر، واشتهر عن الفراعنة أنهم يبيحون زواج الأخ من أخته، وكانت كثير من ملكات مصر كالملكة نفرتيتي، قد تزوجن بإخوتهن، واستمر ذلك إلى عهد البطالسة (خلفاء الإسكندر المقدوني الذين حكموا مصر من عاصمتهم الإسكندرية التي بناها الإسكندر في القرن الرابع قبل الميلاد إلى العهد الروماني في حكم الملكة كليوباترا) وقد ذكر «ديودور الصقلي» وهو أشهر عشابي اليونان، والذي عاش في الإسكندرية، أن زواج الأخ من أخته كان مستمرا في مصر في عهد البطالمة.
أما في الحبشة فكان الزواج يختلف من قبيلة إلى أخرى، وكانت بعض قبائل الحبشة يشترك فيها الرهط من الرجال في الدخول على امرأة واحدة في أسبوع واحد، ويعطونها الحق في الولد أن تلحقه بمن شاءت منهم، ويسمى هذا (زواج الرهط). والذي قال فيه السليك ابن السلكة: (الكامل)
أنا لستُ روميّاً ولا مستبضَعاً | كلّا، ولا حبشيَ من رَهْطِ | |
أنا إبنُ أكرَمِهِم بكلِ مَفاخِرٍ | من غيرِ تقصيرٍ ولا فَرْطِ |
وكانت بلاد الروم من أشد المجتمعات انحطاطا وقذارة، فكانوا يشربون الدم وأبوال البهائم، ويأكلون الروث، ولا يتطهرون من جنابة ولا يعرفون الحمامات، وكانت كنائس أوروبا تنظر إلى الاستحمام كأداة كفر وخطيئة، وكانوا يأكلون خراء قساوستهم ويخلطونه في طعامهم، ولا يغيرون ثيابهم إلا بعد أن تتسخ وتفوح منها الروائح الكريهة، وكان بعض ملوكهم يتبولون واقفين على الجدران، ولم يكن لديهم حمامات، وانتشر الطاعون في بلادهم لشدة قذارتهم.
كان الروم يتميزون بوحشية مفرطة، سواء في حربهم أم حتى في لهوهم، فقد كان الملوك والوزراء يستمتعون بمشاهدة افتراس الحيوانات للعبيد، وكان المجتمع مقسوما إلى طبقة الأحرار، وطبقة السادة، وطبقة العبيد التي كانت تشكل ضعف الأحرار من حيث العدد، ولم تكن لهذه الفئة العريضة أية حقوق، وإنما كان مصيرها بيد أسيادها.
وكان بعض الرجال في مجتمع الروم يدفع بزوجته إلى رجل قوي ووسيم، (رغبة منه في تحسين النسل) فيجامع هذا الرجل المرأة، وحين يقع حملها تعود إلى زوجها، لتلد له ولداً يرث كل صفات الجمال والكمال التي يحملها ذلك الرجال، وقال في ذلك الشاعر الحارث الحضرمي:
لا دُرَّ درُّ الرومِ، ذلك أنّهم | نسلُ الحرامِ أتَوا منِ اسْتبضاعِ | |
قومُ الرذائلِ، قيلَ في أمثالهم | تكفيك سمعَتُهم شُرورَ سماعِ |
أما المرأة اليهودية فكانت تعيش حياة متحررة للغاية، فكانت تتخذ عشيق أو اثنين، لتأكل عند هذا وذاك في أوقات القحط، وكان هذا السلوك يسمى الضماد (والضمد أيضا: أن يخالها خليل أو خليلان) وفي المعاجم اللغوية، الضماد هو أن تتخذ المرأة عشيق أو اثنين. وفي قصة امرأة يهودية كانت زوجة لخالد بن زهير، فطلبت أبو ذؤيب الهذلي لكي تتخذه عشيقاً، فقال في ذلك:
أَرَدْتِ لِكَيْما تَضْمُديني وصاحِبي | أَلا لَا أَحِبِّي صاحِبي ودَعِيني | |
فيا ويحَهم قومِ اليهودِ وجرمِهِم | وما قد جنَوه بعدَ علم يقينِ |
وقال أيضاً في ابيات أخرى:
لا يُخْلِصُ الدَّهْرَ خَلِيلٌ عَشْرَا | ذاتَ الضِّمَاِد أَو يَزُورَ القَبْرا | |
لا تكمني بنت اليهود الشرا | أو تحسبيني في البلايا غرا | |
إِنّي رَأَيتُ الضَّمْدَ شَيْئاً نُكْرَا |
وقال في قصيدة ثالثة:
تُريدينَ كَيما تَجمَعيني وَخالِدًا | وَهَل يُجمَعُ السَيفانُ وَيحَكِ في غِمدِ | |
يهوديةٌ قُبِّحتِ من كلِّ جانبٍ | وقُبِّحَ ما أعطَتْ يداكِ مِن النَّكْدِ |
أما في شبه الجزيرة العربية، فكان في المجتمع العربي طبقات وبيوت النبلاء ترى لنفسها فضلا على غيرها، وامتيازاً، فتترفع على الناس ولا تشاركهم في عادات كثيرة، وكانت طبقات مسخرة وطبقات سوقة وعوام، فكان التفاوت الطبقي من مسلمات المجتمع العربي، حتى في بعض مناسك الحج، فلا تقف بعرفات وتتقدم على الناس في الإفاضة والإجازة، وتنسأ الأشهر الحرم، وكان النفوذ والمناصب العليا والنسيء متوارثاً، يتوارثه الأبناء عن الآباء (النسئ هي شعيرة من شعائر العرب في الجاهلية كان يقوم بها بنو فقيم من قبيلة كنانة العدنانية من أهل الحرم المكي، حيث كانوا ينسأون الشهور على العرب فيحلون الشهر من الأشهر الحرم ويحرمون مكانه الشهر من أشهر الحل، ويؤخرون ذلك الشهر).
تلخيص نص في معنى الجاهلية؟