المحتويات
من ثمرات صلح الحديبية وأبرز النتائج
نسلط الضوء في هذا المقال على حدث تاريخي وديني وهو صلح الحديبية وأحداث ومواقف وقعت في هذا الحدث ، لنستخلص معكم ثمرات صلح الحديبية فمن المعلوم أنَّ الجهاد باقٍ إلى قيام الساعة، وقد يمرُّ المسلمون بحالات ضَعف تتطلّب منهم إجراء الصلح إلى مدّة معينة قبل أن يستكملوا طريق جهادهم، لإحقاق الحق، واستعادة الأرض. وفقهُ أحكام الصلح يرفع عن المسلم الجهل بهذه القضية المهمة، ويعينه على ضبط ردود أفعاله بالضوابط الشرعية؛ فلا يسارع في إنكاره، فضلًا عن تخوين أو تكفير من يقوم به وهو يسعى لحقن دماء المسلمين، وصيانة أعراضهم، والإبقاء على قوتهم.
مثّل صلح الحديبية حدثاً مهماً في حياة المسلمين، ومنعطفاً بارزاً في مسيرتهم الدعوية والجهادية. وقد حمل هذا الصلح -والأحداث التي أحاطت به- الكثيرَ من الأحكام المتعلقة بالجهاد في سبيل الله، والاتفاقيات والمعاهدات التي يمكن للمسلمين أن يعقدوها مع الأعداء إذا تحققت المصلحة، وأعطاهم دروساً في فنون التفاوض، وفي فقه الموازنات.
وقد كان من بين بنود هذا الصلح أمور عدّها بعض المسلمين تنازلات غير مقبولة، لكنّ الرسول صلى الله عليه وسلم بحكمته وحنكته رأى فيها مصلحة وعزًا ونصرًا للمسلمين في القريب العاجل.
ما هو صلح الحديبية ؟
صُلح الحُديبية هو صلح عقد قربَ مكة في منطقة الحديبية التي تُسمى اليوم الشميسي، في شهر ذي القعدة من العام السادس للهجرة (مارس 627 م) بين المسلمين وبين مشركي قريش بمقتضاه عقدت هدنة بين الطرفين مدتها عشر سنوات فنُقضت الهدنة نتيجة اعتداء بني بكر بن عبد مناة من كنانة على بني خزاعة.
بنود صلح الحديبية:
نتج عن هذا الصلح اتفاق سمّي “صلح الحديبية” وكانت بنوده تنص على:
- وضع الحرب عشر سنين يأمن فيها الناس، ويكفّ بعضهم عن بعض.
- يردّ المسلمون من يأتي إليهم من قريش مسلمًا دون علم أهله، وأن لا ترد قريش من يأتيها مرتدًا.
- من أحبّ من القبائل أن يدخل في عقد محمد صلى الله عليه وسلم وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه.
- يرجع النبي صلى الله عليه وسلم عن مكة عامه ذاك فلا يدخلها، على أن يعود العام القابل فيعتمر.وتضمّن هذا البند بعض التفاصيل، منها: أن تخرج قريش من الحرم ليدخله النبي صلى الله عليه وأصحابه، ليس معهم من السلاح إلا سلاح الراكب، وتكون السيوف في القُرُب، ويبقى في مكة ثلاثة أيام.
- ترك المؤاخذة بما تقدم بين الفريقين من أسباب الحرب وغيرها، والمحافظة على الصلح. والتأكيد على ذلك بمنع ما يؤدي إلى رجوع الحرب بين الفريقين.
نتائج وثمرات صلح الحديبية
1. أحكامُ الصلح والمعاهدات أحكامٌ شرعية تؤخذ من الكتاب والسنّة، لذا كان صلح الحديبية من أهم ما يعتمد عليه في هذا الباب
2. مشروعية المبادرة بطلب الصلح
3. مشروعية عقد الصلح مع الأعداء إذا كان فيه مصلحة للمسلمين
4. مشروعية عقد الصلح مع الأعداء ولو كان في المسلمين قوّة وعزّة، لكنها قوة لا تكفي لاسترجاع الحق واسترداد الأرض وقهر العدو
فإذا كان المسلمون في حال ضعف ومهانة وقد تكالب عليهم الأعداء، فعقد الصلح جائز من باب أولى، حفاظًا على دمائهم وأعراضهم وأموالهم وقوتهم.
5. عقد الهدنة والصلح لا يعني بالضرورة الحصول على كافّة المكاسب، ولا استعادة كل الحقوق المسلوبة
6. الصلح يُعقد إذا توفرت دواعيه بغض النظر عن الثقة بالأعداء من عدمه
7. الصلح لا يعني تعطيل الجهاد
8. تحقيق السلم من خلال الصلح عمل مشروع
9. مدة العهد والصلح:
10. العناية بفقه الموازنات، والترجيح بين المصالح والمفاسد، والدفع بأقل المفاسد
11. التنازل عن بعض الشكليات لتحقيق الصلح
12. جواز توسيط المشركين في الصلح
13. جواز الاستعانة بالمشركين المأمونين في الحرب
14. جواز تكوين التحالفات مع غير المسلمين، إذا كان يصبّ في مصلحة المسلمين، ويزيد من قوتهم
15. الشورى وعدم الاستبداد بالرأي
16. مشاركة المرأة في الشورى والأخذ برأيها
17. من فقه المفاوض معرفته بحال المفاوضين من خصومه، والوسطاء بينهما، وطريقة تعامله مع كل منهم
18. هدي النبي صلى الله عليه وسلم في المفاوضات
20. الصبر وتكرار المفاوضات حتى الوصول إلى المعاهدة.
21. الحميّة للدين، والغضب لله تعالى، والغيرة على محارم الله أمر محمود
22. على القائد وأهل الحل والعقد الذين بيدهم إبرام العهود والمواثيق والصلح مع الأعداء أن يرفقوا بالناس ويُفهموهم المصلحة فيما قاموا به بالحكمة واللين والصبر
23. اتهام الرأي والابتعاد عن تخطئة الآخرين وتخوينهم
24. استثناء النساء من الشروط التي تبقيهن تحت سلطة العدو وقهره
25. وجوب الالتزام بالعهد والمصالحة. ك
26. نقض العهد إذا وقع من بعض المسلمين الذين ليسوا تحت سلطة الإمام الذي أبرمه فلا مسؤولية عليه ولا ضمان