والعاصفة الرملية أو العاصفة الترابية أو العجاج عاصفة تحمل فيها الرياح كميات من الرمل في الهواء. وتشكل الرمال المحمولة في الرياح سحابة فوق سطح الأرض، ولا ترتفع معظم الرمال إلى أعلى من 50 سم، ولكن بعض حبات الرمل تصعد إلى ارتفاع مترين. ويتراوح متوسط قطر الحبات التي تحملها الرياح ما بين 0,15 و 0,30ملم. وخلال العواصف الرملية تصل سرعة الرياح إلى 16كم في الساعة وأكثر، كما يستمر هبوب العواصف من ثلاث ساعات إلى خمس ساعات.
ويتعرض سطح كوكب المريخ بين الحين والآخر لرياح قوية تحرك التراب وتغير مواقع التلال الرملية، بحسب ما أكد علماء أشاروا إلى ضرورة أن تكون الروبوتات المرسلة إلى سطح الكوكب الأحمر مجهزة لذلك.
هل يوجد عواصف رملية على المريخ ؟
كان معلوما منذ زمن طويل أن الرياح تطبع التضاريس الرملية لكوكب المريخ، وتمكن العلماء في السابق أيضا من رصد عواصف رملية، لكن الاعتقاد السائد أن الرياح ذات القوة الكافية لتحريك حبيبات الرمل نادرة، بسبب طبيعة الغلاف الجوي.
فالغلاف الجو للمريخ أقل كثافة بمئة مرة من كثافة الغلاف الجوي لكوكب الأرض.
وقال فرنسوا أيوب الباحث في علوم الكواكب في جامعة كاليفورنيا لوكالة فرانس برس “لقد تبين لنا أن الكثبان الرملية على سطح المريخ تتحرك، وأن سرعة تحركها تختف باختلاف الفصول، وهذا اكتشاف يغير المفهوم الذي كان سائدا أن شكل سطح المريخ ثابت لا يتغير بسبب ندرة الرياح القوية”.
وتوصل العلماء إلى هذه النتائج بالاستعانة بالصور التي التقطها المسبار الأميركي “مارس روكونينس أوربيتر” من مدار المريخ لمنطقة يطلقون عليها اسم “نيلي باتيرا”، وذلك على مدى سنة مريخية كاملة.
وقال أيوب “اكتشفنا أن هذه المنطقة تشهد بشكل شبه متواصل هبوب عواصف رملية خلال فصل الرياح”.
وتمكن العلماء أيضا من قياس قوة الرياح الدنيا الكافية لنقل حبيبات الرمل من مكان لآخر.
وبحسب الباحثين فإن نتائجهم هذه مهمة للروبوتات العاملة على سطح المريخ التي ينغي أن تبقى بمنأى عن العمل في أماكن هبوب العواصف الرملية في حال لم تكن مجهزة لذلك.
ومن المرتقب مثلا أن يمر الروبوت كوريوسيتي، الذي حط على سطح المريخ قبل أكثر من عامين، في منطقة نيلي باتيرا ومن المرجح أن يواجه بعض الرياح المحملة بالأتربة، وفقا للباحثين.