سؤال وجواب

سبب وقوع قوم نوح في الشرك

سيدنا نوح المعترف به في الإسلام باعتباره نبيًا ورسول الله. إنه أحد أنبياء أولو العزم. كانت مهمة نوح لتحذير قومه ، الذي تعرض للفساد والخطيئة. كلف الله نوح بواجب الوعظ لشعبه ، ونصحتهم بالتخلي عن عبادة الأوثان وعبادة الله فقط والعيش حياة طيبة وطاهرة. هذا ما نتحدث عنه في هذا المقال عبر موقع فيرال عن سبب وقوع قوم نوح بالشرك .

في بداية الحياة بعد خلق سيدنا آدم -عليه السلام- ونزول أمنا حواء إلى الأرض كان الناس يعبدون الله تعالى الواحد الأحد الفرد الصمد، ثمَّ مرت عشرة قرون كاملة، والناس على الأرض يوحدون الله تعالى ويطبقون شريعته التي أرادها لهم، ثمَّ انتشر الناس وطال بهم الأمد فبدأ الشرك وبدأ الكفر، وكان أول من وقع فيهم الشرك هم قوم نبي الله نوح عليه السلام، قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه: “كان بين نوح وآدم عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين”، وقد وقع الشرك في قوم نوح أول ما وقع من خلال تعظيم قوم نوح للأموات والاعتكاف على قبورهم، وخاصة على قبور الصالحين، فعظموها كما يُعظَّم الله تعالى، فأشركوا فأخذهم الله بذنوبهم وأغرقهم بالطوفان العظيم، فكان الغلو في القبور وفي تعظيم الصالحين الميتين سببًا في الشرك وفي العذاب الأليم، والله تعالى أعلم.


من أول قوم وقع فيهم الشرك

يعتبر قوم نوح عليه السلام هم أول من وقع بالشرك ، فقد كان قوم نوح يعبدون القبور وفي الاعتكاف على قبور الصالحين منهم، فعبدوها وعظموها ومدوها، ثمَّ أنشؤوا للصالحين منهم الذي توفاهم الله تعالى أصنامًا فعبدوها، فكانوا أول قوم وقع فيهم الشرك، وقد قال تعالى في سورة نوح: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}, وقال البخاري في صحيحه وفقًا لما جاء عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في شرح الآية السابقة: “هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يدعون أنصابا، وسموها بأسمائهم ففعلوا، فلم تُعبَد حتى إذا هلك أولئك، ونُسخ العلم: عُبدت”، والله تعالى أعلم.

 قصة نوح عليه السلام

أثبت عن أهل العلم أن الشرك الأول في البشرية كان بسبب الشيطان، أمَّا الزمن الذي وقع فيه أول شرك في البشرية ففي هذا أقوال عديدة، نذكر من هذه الأقوال ما سيأتي:

  • القول الأول: يرى بعض العلماء أنَّ الشرك الأول في البشرية وقع بين ابني آدم، قابيل وهابيل، قال الإمام الطبري: “ذكر أن قابيل لما قتل هابيل، وهرب من أبيه آدم إلى اليمن، أتاه إبليس فقال له: إن هابيل إنما قبل قربانه وأكلته النار؛ لأنه كان يخدم النار ويعبدها، فانصب أنت أيضًا نارًا تكون لك ولعقبك، فبنى بيت نار، فهو أول من نصب النار وعبدها”، وهذا قول ضعيف.

 

  • القول الثاني: يرى أصحاب هذا القول أنَّ أول الشرك كان في زمن رجل اسمه يرد بن مهلائل، وهو والد نبي الله إدريس عليه السلام، قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه: ” في زمان يرد عملت الأصنام، ورجع من رجع عن الإسلام”.

 

  • القول الثالث: الشرك الأول الذي حصل على الأرض قام به أبناء قابيل، قال ابن الكلبي: “أول ما عبدت الأصنام أن آدم عليه الصلاة والسلام لما مات، جعله بنو شيث بن آدم في مغارة في الجبل الذي أهبط عليه آدم بأرض الهند”، وجاء عن عبد الله بن عباس أنَّه قال: “وكان بنو شيث يأتون جسد آدم في المغارة فيعظمونه ويترحمون عليه، فقال رجل من بني قابيل بن آدم: يا بني قابيل! إن لبني شيث دوارًا يدورون حوله ويعظمونه، وليس لكم شيء. فنحت لهم صنمًا، فكان أول من عملها”، والله أعلم.
                     
السابق
من هو مؤلف اغنية سالت العين التي غناها الفنان الراحل طلال مداح ؟
التالي
ما معنى كلمه الفرزدق ( وش الفرزدق )

اترك تعليقاً