خاض الرسول صلى الله عليه وسلم العديد من الغزوات والحروب من أجل استمرار الدعوة الاسلامية ضد من يحاول طمسها، حيث شهد التاريخ الاسلامى في عهد النبى صلى الله عليه وسلم العديد من الغزوات , ولما كان القرآن الكريم هو دستور الدعوة الاسلامية، فكان لابد ان يتحدث عن تلك الغزوات، حيث ذكر العديد منها في آياته الكريم، ومن بينهم غزوة حنين، فهيا بنا نتعرف أكثر عن تلك الغزوة، وعن السورة التي جاءت فيها.
ما هي السورة التي ذكرت فيها غزوة حنين
ذكرت أحداث غزوة حنين في سورة التوبة من خلال الحديث عن غرور بعض المقاتلين وهروبهم من المعركة عقب انقضاض جيش هوازن وثقيف عليهم، ووصف الأمر بأنهم تسببوا في تضييق الأرض عليهم رغم اتساعها, حيث جاءت الآيات معبرة عن ما حدث في الغزوة وعن الدرس الكبير الذى جاء منها والذى استفاد منه المسلمون جيدا في العديد من حروبهم عبر التاريخ1, ثم يشير المولى عز وجل أنه أنزل سكينته بعد ذلك عليهم ومنحهم النصر على الأعداء وثبت أركان الدولة الإسلامية، وأكد على عذاب الكافرين، ثم اكد ان الله تعالى تاب على المسلمين بعد أن عرفوا الأخطاء جيدا من أجل تدراكها الفترات المقبلة.
نبذة عن غزوة حُنَيْن :
هي غزوة وقعت في الثالث عشر من شهر شوال في السّنة الثامنة للهجرة بين المسلمين وقبيلتي هوازن وثقيف في واد يسمّى حنين بين مدينة مكّة والطائف. كان قائد المعركة وسببها رجل يسمّى مالك بن عوف النّصري من قبيلة هوازن وقد سيّر جيشه حتى وصل بالقرب من مكة، وعندما وصلت الأخبار للمسلمين وجّه المسلمون جيشًا كبيرًا وكان يضم الكثير ممّن أسلموا بعد فتح مكّة وقد أعجبت كثرة الجيش وعدّته وعتاده المسلمين ووصلوا بثقتهم بالجيش إلى حد الغرور وقد قال بعض المسلمين لن نغلب اليوم من قلّة.
إن غزوة حنين هي من الأحداث التي تلت صلح الحديبية، وغزوة خيبر، وغزوة مؤتة، وفتح مكة، وقد جرت هذه الغزوة في فترة ازدهار وانتشار الإسلام في داخل الجزيرة العربية وخارجها، حيث كان صلح الحديبية هو السبب في هذا الازدهار والانتشار لهذا الدين، فقد تفرغ الرسول خلال مدة هذا الصلح إلى الدعوة ومراسلة الملوك في داخل الجزيرة العربية وخارجها. وقعت غزوة حنين بالتحديد في شهر شوال من السنة الثامنة للهجرة، وقد بدأت القصة بعد فتح مكة المكرمة، واستسلام العديد من القبائل في الجزيرة العربية، وتسليمها بالأمر الواقع، إلا بعض القبائل القوية مثل: هوازن وثقيف ونصر وجشم، وقبائل سعد بن بكر، فما رضيت هذه القبائل بالإستسلام والخضوع، فتحالف من تحالف معها، وقررت إعلان الحرب على المسلمين، وكان قائدهم في هذه الحرب هو مالك بن عوف النصري، وهو شاب في الثلاثين من عمره.