فالاستشفاء والرقية ونحوهما بسور معينة من القرآن؛ اعتمادا على التجربة، مما اختلف فيه أهل العلم، وهو محل نظر، واجتهاد، وقد سبق أن تعرضنا لهذه المسألة، وذكرنا طائفة من أهل العلم الذين جوزوا ذلك، كما ذكرنا بالتفصيل أدلة المانعين منه ويبقى باب الاستعانة بالله تعالى، وصدق التوكل عليه، وحسن التوجه إليه، والتضرع بين يديه .. أسبابًا مشروعة، وأبوابًا مفتوحة؛ لنيل المآرب، وتحقيق المطالب، وقضاء الحوائج ، فما هي السورة التي نقصدها في السؤال المطروح ؟
سوره من القران تحقق الامنيات
سُورة البقرة
وهي أطول سور القرآن، آياتها 286، وترتيبها الثاني في المصحف بعد سورة الفاتحة، وقيل هي أول سورة نزلت في المدينة، إلا قوله تعالى: وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ فإنها آخر آية نزلت من السماء، ونزلت يوم النحر في حجة الوداع بمنى، وآيات الربا أيضا من أوائل ما نزل من القرآن. ويقال لها فسطاط القرآن؛ قاله خالد بن معدان. وذلك لعظمتها وبهائها، وكثرة أحكامها ومواعظها. وتعلمها عمر بن الخطاب بفقهها وما تحتوي عليه في اثنتي عشرة سنة، وابنه عبد الله بن عمر في ثماني سنين.
وتحتوي السورة على آية الكرسي التي رقمها 255، وهي أعظم آية في القرآن. عن أَبى هريرة قال: «وكلني رسول الله بحفظ زكاة رمضان فأَتاني آت فجعل يحثو من الطعامِ فأَخذته فقلت لأَرفعنك إِلى رسول الله فقص الحديث فقال إِذا أَويت إِلى فراشك فاقرأ آية الكرسيِ لن يزال معك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبِح وقال النبِي: صدقك وهو كذوب ذاك شيطان». كما أن بها أطول آية في القرآن وهي آية المداينة.
فضل سورة البقرة
روي عن النواس بن سمعان في صحيح مسلم رقم 1912:
|
قال: سمعت رسول الله يقول: «يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ». وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ — ثَلاَثَةَ أَمْثَالٍ مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ قَالَ «كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَأوَانِ بَيْنَهُمَا شَرْقٌ أَوْ كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا» |
|
- عن أَبي مسعود الاَنصارِيِ قال: قال النبِي : «الآيتان من آخرِ سورة البقرة من قرأَ بهِما في ليلة كفتاه».
- عن أبي هريرة أن رسول الله قال: «لا تجعلوا بيوتكم قبورا فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان».
- وعن سهل بن سعد أن رسول الله قال: «إنَ لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن البقرة، وإن من قرأها في بيته ليلة لم يدخله الشيطان ثلاث ليال».
- وعن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله يقول: «اقرأوا القرآن فإنه شافعٌ لأهله يوم القيامة، اقرأوا الزهراوين (البقرة وآل عمران) فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان، أو كأنهما فَرَقان من طير صواف يحاجان عن أهلهما يوم القيامة، ثم قال: اقرأوا البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة».
الزهراوان: المنيرتان، الغيابة: ما أظلك من فوقك، الفَرَق: القطعة من الشيء، البطلة: السحرة.