شخصيات تاريخية مصرية فرعونية
كانت ولا زالت الشخصية المصرية لها تأثيراً على الحضارة الإنسانية على مدى عصور ، فقد كان لها تأثيراً مهماً في العصور التاريخية والحديثة وحتى العصر الاسلامي الحديث وقد برز ذلك في عدة مجالات ذكرناها لكم في مقالات سابقة وسنذكرها في مقالات أخرى ، فلا أمتع ولا أجمل من الحديث عن دور الشخصية المصرية في حضاراتنا الإنسانية ولا نمل من الحديث عن هذه الشخصية وعن الشخصيات المصرية التي برزت في مجالات عديدة مثل “حتشبسوت” و”نفرتيتي” و”كليوباترا” ربما خُلدت هذه الأسماء في أذهان الكثيرين باعتبارهن أشهر الملكات اللاتي حكمن مصر الفرعونية، لكن ملكاتٍ كثيرات لم يذكرهن التاريخ بعد.
فكثيرًا ما وصلت المرأة إلى حكم مصر، وكان بعضهن يحكم البلاد بالنيابة عن أبنائهن الذين لم يبلغوا سن الرشد، أو كان العرش هو حقهن الشرعي الذي توارثوه عن آبائهن.
شخصيات فرعونية نسائية
وفيما يلي أشهر الملكات اللاتي حكمن مصر القديمة :
1- الملكة “مريت نيت” :
تعتبر أول امرأة تصل إلى حكم مصر، وتنتمي إلى الأسرة الفرعونية الأولى ويعود حكمها إلى عام 2970 قبل الميلاد.
اكتشفت مقبرتها منذ عام 1900 ميلاديا فى “أبيدوس”، ويعتبرها علماء الآثار مفتاحا للكثير من الأسرار عن حكم الفراعنة فى عصر الأسرات.
2- الملكة “خنت كاوس” الأولى :
“ملكة مصر العليا والسفلى” و”أم ملوك مصر العليا والسفلى” هكذا كانت ألقاب الملكة “خنت كاوس” الأولى، حيث أشارت الكثير من الأدلة التاريخية إلى أنها حكمت مصر بمفردها في نهاية الأسرة الرابعة.
وهي ابنة الملك “منقرع” وزوجة الملك “شبسس كاف”، حيث جلست على عرش مصر بعد وفاته، وانجبت اثنين من ملوك الفراعنة، ويصفها علماء الآثار بـ”الهرم الرابع”، حيث كانت من أوائل الملكات اللاتي شيدن مقبرةً عظيمةً ظلت باقية لألفي عام.
3- الملكة “سبك نفرو”:
“سبك نفرو” هي أول ملكة فرعونية يعترف بها عالميًا، فهي ابنة الملك “أمنمحات الثالث”، حيث جلست على العرش وتولت حكم مصر عقب وفاته عام 1789 قبل الميلاد، وغالبًا ما تذكر على أنها آخر ملوك الأسرة الثانية عشر.
دام حكمها قرابة الأربعة سنوات، وكانت أول حاكمة يتم تسميتها على اسم الإله “سوبك” رمز القوة لحاكم مصر، والذي اتخذ شكل إنسان ذو رأس تمساح، أو تمساح كامل.
أسست “سبك نفرو” العديد من المعابد في مدينة “هيراكونوبوليس” و”تل الضبعة”، واستكملت بناء هرم والدها في منطقة “هوارة”، وأنشئت أيضًا هرم خاص بها بالقرب من منطقة دهشور.
4- الملكة “حتشبسوت” :
من أشهر الملكات اللاتي حكمن مصر في التاريخ الفرعوني، تولت عرش مصر ما بين عامين 1479 إلى 1458 قبل الميلاد.
تميزت بقوة شخصيتها، واستطاعت أن تسلب عرش مصر من ابن زوجها “تحتمس الثالث” لصغر سنه، وظهرت في زي الرجال، حيث ارتدت الذقن و”النقبة الصغيرة”.
من أشهر إنجازاتها على الصعيد التجاري، التبادل التجاري مع بلاد البونت، واستقدام البخور والعطور.
وحينما تولى الملك “تحتمس الثالث” حكم مصر، أقدم على حرق معظم تماثيلها كنوع من الانتقام، فكان يريد محو تاريخها، ويعتبر معبد حتشبسوت الواقع بالدير البحري، من أشهر معابدها التي مازالت موجودة.
5- الملكة العظيمة وسيدة كل النساء
هي ابنة الملك “أمنمحات الثالث”، لم يطل حكمها أكثر من ثلاثة أعوام وأربعة أشهر وعشرين يوما كما جاء في بردية تورين بين اعوام 1782 و 1778 ق.م، وتولت عرش مصر بعد وفاة أخيها “أمنمحات الرابع ” .
يحتمل إن تلك الملكة شيدت هرمها علي مقربه من هرم “امنمحات الثالث” في “هوارة”، فقد عثر علي بعض آثار باسمها علي مقربة من ذلك الهرم في القرن الماضي .
هى الزوجة الملكية لـ”سوبك” أم ساف والتي تدعى “بنخعس” على لوحة محفوظة بمتحف اللوفر بفرنسا منقوش عليها سلسلة نسب هذه الملكة التي وصفت بأنها بنت رئيس القضاة “سبك ددو”، ومن ألقابها الزوجة الملكية لعظيمة والوارثة العظيمة وسيدة كل النساء .
وبنهاية حكم هذه الملكة، تنتهى الأسرة الثانية عشرة، وتنطوى صفحات عصر من أمجد عصور مصر القديمة، لتدخل مصر مرحلة زمنية جديدة تعد نكسة فى تاريخها، وهى الفترة التى تعرف بـ (عصر الانتقال الثانى)، والتى نجح “الهكسوس” أثناءها فى احتلال مصر .
6- الملكة “أرسينوي الثانية”:
هي شقيقة الملك “بطليموس الثاني”، وتزوجت اثنين من ملوك مقدونيا لذلك حملت لقب “ملكة مقدونيا”، لكنها عادت إلى مصر وعاشت مع شقيقها مرة أخرى، وتزوجت منه، لتصبح ملكة مصر.
وأشارت الدراسات التاريخية إلى أنها حكمت مصر بمفردها خلال فترة من الزمان، وحملت لقب “ملكة مصر العليا والسفلى”.
وسارت على نهج ملكات الفراعنة السابقات فارتدت ملابسهن وحملت نفس الألقاب مثل “ابنة رع”.
وكانت “أرسينوى الثانية” و”بطليموس الثانى” أول من يقيم علاقات رسمية مع الإمبراطورية الرومانية من خلفاء “الإسكندر الأكبر”، وكان ذلك عام 273 قبل الميلاد.
وحققت “أرسينوى الثانية” العديد من الإنجازات فى السياسة والحرب والعلم والثقافة، وأصبحت مصدر إلهام كثير من الملكات اللاتي حكمن بعدها، وكانت أشهرهن الملكة “كليوباترا”.
7- الملكة كليوباترا:
هي آخر ملوك الأسرة المقدونية، التي حكمت مصر منذ وفاة الإسكندر الأكبر في عام 323 قبل الميلاد، وحتى احتلال مصر من روما عام 30 قبل الميلاد.
كانت كليوباترا ابنة بطليموس الثاني عشر المصري، الذي خلفته كملكة سنة 51 ق.م، مشاطرة العرش مع شقيقها بطليموس الثالث عشر، والتي كانت دائمة النزاع معه حتى طردها من مصر.
حاولت كليوباترا العودة إلى مصر، فتوسلت إلى القيصر الروماني لمساعدتها في العودة إلى حكم مصر مرة أخرى، وبالفعل ساعدها في التغلب على بطليموس، وحكمت مصر بضع سنوات.
ووصفت كليوباترا بأنها كانت جميلة وساحرة، عكس ما أظهرته الصور التي وصلت إلينا، وأوقعت الكثير من الرجال في غرامها حيث أعجبهم شخصيتها القوية وذكائها.
8 – برنيقة ..الملكة التى حكمت بعد وفاة زوجها
بعد وفاة بطليموس التاسع لم يكن له وريث للملك؛ فتولت حكم مصر زوجته الثالثة “برنيقة” وعرف بعد ذلك أن هناك أبنا للملك الأسبق، وهو بطليموس العاشر موجودًا في روما فعاد إلى مصر وتزوج “برنيقة” وحكم مصر.
9 – تـاوسـرت
اختلف الباحثون في شخصية هذه الملكة، وما إذا كانت مجرد زوجة لأحد هؤلاء الملوك، أم أنها تمكنت لفترة ما من الاستيلاء على العرش بالحق الشرعي أو بالاغتصاب، فيرى “ألن جاردنر” أنها آخر ملكة تحكم في الأسرة التاسعة عشرة، ويحدد مدة حكمها بثماني سنوات في الفترة ما بين (1202-1194 ق.م). إلا أن المؤكد منه إن بعد موت الملك “مرنـﭙتاح” آخر الملوك الأقوياء في الأسرة التاسعة عشرة، عمّت البلاد فوضى شاملة، واجتاحتها موجة من الاضطرابات التي تخللتها كثير من المؤامرات بُغية الوصول إلى عرش البلاد، وفي هذه الأثناء ظهر على مسرح الأحداث كثير من الأسماء التي تتنافس على العرش، مثل “ساﭘتاح”، و”آمون مس”، و”سيتي الثاني”؛ والملكة “تاوسرت “.
تعتبر الملكة “تاوسرت” آخر الملكات الحاكمات حتى نهاية الدولة الحديثة .
10- نفرتارى.. أشهر ملكة فرعونية
ولدت سنة 1300 قبل الميلاد وكانت كبيرة الزوجات الملكيات (أو الزوجة الرئيسية) لرمسيس العظيم، ونفرتاري تعني المصاحبة الجميلة و يترجم الاسم بمعاني مختلفة “المحبوبة التي لا مثيل لها ” أو ” جميلة جميلات الدنيا” وهي واحدة من أكثر الملكات المصرية شهرة .
ظلت “نفرتاري” أهم زوجات الفرعون من ثماني زوجات في صعيد مصر لمدة طويلة وكانت شريكته فى الحكم وتوفت سنة 1250 قبل الميلاد.
اكتشفت مقبرة نفرتارى سنة 1904 ، و لم تفتح للجمهور منذ اكتشافها إلا في أوائل عقد التسعينات من القرن الماضي، وذلك لحدوث بعض التلف في النقوش والزخارف بسبب ترسب الأملاح وتزخر المقبرة بالنقوش والرسوم الجدارية الحية وهناك لوحة حائطية تُصور الملكة وهى تلعب لعبة شبيهة بالشطرنج.
11 – نفرتيتى..أجمل ملكات مصر التى قضت على أعدائها
إحدى أقوى النساء في مصر القديمة، ويعني اسمها “المرأة الجميلة قد أقبلت، وقد عثر على قبرها بالقرب من قبر الملك توت عنخ آمون ابن زوجها “إخناتون”،الذي حكم مصر في القرن الرابع عشر قبل الميلاد .
تنتمي للأسرة الـثامنة عشر قبل الميلاد في مصر الفرعونية، وعاشت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد- وكانت لها منزلة رفيعة أثناء فترة حكم زوجها الفرعون “أمنوفيس الرابع” أو “أمنحتب الرابع”، المعروف باسم “إخناتون”، ومثل ما حدث مع زوجها، فقد تم محو اسمها من السجلات التاريخية كما تم تشويه صورها بعد وفاتها .
كانت دائماً تلبس ثوباً رقيقاً طويلاً و تاجاً ذا ريشتين مرة، وأخرى بتاج ذي ريشتين وتحته قرص الشمس، فهي لم تكن ملكة فقط بل تمتعت بمركزية تامة .
ومن ألقاب نفرتيتى الملكية الزوجة الملكية العظيمة، وقد أنجبت نفرتيتى من أخناتون ست من البنات.
وكانت نفرتيتي تساند زوجها أثناء ثورته الدينية والاجتماعية، ثم انتقلت حيث لعبت دورا أساسيا في نشر المفاهيم الجديدة التي نادي بها زوجها، وظهرت معه أثناء الاحتفالات صورت فيها الملكة وهى تقوم بالقضاء على الأعداء وتمتعت بسلطة واسعة ليس لها مثيل فى قيادة البلد .
ويمكن مشاهدة ذلك على جدران معابد آتون ومقابر الأشراف بتل العمارنة. والطقوس، وبالمشاهد العائلية، وكذلك في المناظر التقليدية للحملات العسكرية وحصلت على لقب الزوجة الملكية العظمى .
وتوفيت نفرتيتي في العام الرابع عشر لحكم إخناتون، ودفنت في مقبرتها بالمقابر الملكية، في تل العمارنة.
12 – شجر الدر
شجرة الدر، واحدة من السيدات اللاتى حكمن مصر، وهى المرأة الوحيدة التى استطاعت تولى عرش مصر وحكمها من بعد الفتح الإسلامى وإلى الآن، ليوضع اسمها جنبًا إلى جنب مع حتشبسوت وكليوباترا.
و”شجرة الدر” هى جارية السلطان الصالح نجم الدين أيوب، سابع سلاطين الدولة الأيوبية، وزوجته وأم ولده خليل، وكانت حظية عنده وكانت فى صحبته فى بلاد المشرق فى حياة أبيه الكامل.
يبقى الكثير من سيرة شجرة الدر مجهولاً، فى تواريخ الميلاد والوفاة والنسب والدفن وحتى طريقة الموت، فمن أين أتت شجرة الدر وما أهم ما يجهل عنها.
كانت جارية للملك الصالح نجم الدين أيوب وحظيت عنده بمكانة متميزة بحيث، ولدت له ولد اسمه خليل مات صغيرًا، لكن لا يوجد فى الموسوعات التاريخية تاريخ ميلادها، كما لا يعرف أصلها، فبحسب ما ذكر كتاب “السلوك لمعرفة دول الملوك” للمورخ تقى الدين المقريزى، إنها تركية الجنسية، وقيل أرمنية.