المحتويات
هل أصل الكون مادي ام معنوي مقالة جدلية ثانية ثانوي
ما أصل الكون والوجود ؟ يبقى هذا السؤال محط اهتمام الكثير من الأفراد حول العالم ، فمن مباحث الإنسان انشغاله بالتفكير ، خاصة ما يتعلق بالوجود ومظاهره ؛غير أن هذا التفكير لم يكن مكتمل النمو مع بداية الإنسان الأول . وبدا التفكير يبرز كتفلسف في بداية القرن السادس قبل الميلاد مع فلاسفة اليونان ، إذ حاولوا الإجابة عن ثلاثة أسئلة هي : ماذا … فوق الأشياء ؟. واعتقدوا أن هناك قوى غيبية هي التي تتحكم في مختلف الظواهر الإنسانية والطبيعية على حد سوى ، ثم تساءلوا عن كيفية التعايش مع هذه الأشياء ، ثم عن ماذا وراء هذه الأشياء ؟ إلا أن هؤلاء لم يكونوا على محل من الاتفاق ، فالبعض من الفلاسفة ارجع أصل الكون إلى الحقائق المادية ،في حين أرجعه البعض إلى حقائق مجردة ولتهذيب هذا التعارض يمكننا أن نتساءل : هل أصل الكون العناصر المادية ،أم يعود إلى حقائق مجردة ؟ وهذا ما سنوضحه لكم في هذا المقال ؟
ما هو أصل الوجود؟
النقد والمناقشة، : لكن ما يلاحظ على أنصار هذا الموقف أنهم ركزوا على العناصر المادية في أصل الكون باعتبار أن العناصر الفيزيائية هي الأصل الأول لجميع الموجودات وأهملوا العناصر المعنوية وبالتالي قد نتساءل : ألا يمكن إرجاع العالم إلى مستوى تجريدي ؟.ثم ما هي النظرية التي اعتمدها كل من طاليس و هيروقليدس في إثبات حججهم؟. ألا يمكن أن تكون مجرد افتراض وخرافة بعيدة عن العلم والواقع ؟.
هل أصل الكون مادي ام معنوي مقالة جدلية ثانية ثانوي
الأطروحة الثانية : ( الكون أصله العناصر المجردة ) يرى أنصار هذا الموقف بان أصل الكون العناصر المجردة حيث يؤكد امبادوقليدس بان أصل الوجود يعود إلى قوتين متناقضتين هما : الحب والنفور أو المحبة والكراهية . فالمحبة علة الجمال والخير والنظام والكراهية علة الاضطراب والشرور. هذا وقد أضاف أنا كسي غوراس بان وراء جميع الأشياء قوة غيبة عاقلة مجردة تدبر شانها ، فتولد الحركة في الأشياء حتى تتكون منها جميع العوالم . يقول : ( إن العقل هو ألطف الأشياء جميعا واصفاها لنفسه بسيط مفارق للطبيعة المادية كلها … عليم بكل الأشياء ، قادر عليها متحرك بذاته في ذاته). لكن ظل يعتقد بان العقل الفعال لم يخلق المادة من عدم ، بل أوجدها من عنصران قديمان
أزليان نشا كل منهما بذاته ، ثم طرا العقل على المادة فبعث فيها الحركة والنظام . أما فيثاغورس فقد أكد بان العدد كمفهوم مجرد هو أصل الأشياء ، ومنه تتعدد ؛ لان الأشياء مهما اختلفت صفاتها في مستوى المسموعات والمرئيات… فهي تتأسس على العدد ، فكل عنصر أو نوع موجود في الكون له عدده ، لهذا فقد اعد العدد جوهر الوجود وحقيقته . وكل ما تقع عليه العين مركب من مجموعة أعداد . أما ديموقريطس فقد رأى بان أصل الأشياء هو عنصر واحد متجانس يعرف (بالذرة أو العنصر الفرد ) لأننا لو عملنا على تفتيت الأشياء إلى أجزاء توصلنا إلى وحدات لا تكون قابلة للتقسيم وهي لا نهائية أي هي العدد .
هل أصل الكون مادي ام معنوي مقالة جدلية ثانية ثانوي
النقد والمناقشة : لكن أنصار هذا الموقف هم الآخرون لم يسلموا من الاعتراضات ،كونهم عمدوا إلى إرجاع الكون إلى العناصر المجردة والمعنوية . دون وجود عناصر مادية فيزيائية تتدخل في تشكيله فالعنصر الفيزيائي عنصر مهم في تشكيل الكون وحقيقة ضرورية أكدها الواقع . إذ العناصر المادية عناصر ضرورية لفهم الوجود والواقع .
التركيب : وعموما نستنتج بان أصل الكون مصدره العناصر المادية والمعنوية معا : لان هناك تكامل بين الموقفين السابقين بدليل أن العالم في جانبه الفيزيائي أصله مادي واقعي ، وفي جانبه المعنوي أصله جميع العناصر المجردة . أما الرأي الصحيح فهو الذي يفسر الكون تفسيرا ماديا وآخر معنويا في الوقت نفسه ، لان جميع الآراء السابقة نظرت إلى مشكلة أصل الكون والعالم نظرة أحادية ومتعصبة ، في حين أن النظرة الموضوعية والسليمة هي التي تجمع بين العناصر المادية والروحية
حل المشكلة :
الخاتمة : وفي الأخير نصل إلى أن أصل الكون والعالم اجمع لا يمكن إرجاعه إلى الجانب المادي فقط أو إلى الجانب المعنوي أي المجرد ، وإنما قد نرجعه إلى وجود تكامل بين الموقفين باعتبار أصل الكون العناصر المادية والمعنوية الروحية
طرح المشكلة : من مباحث الإنسان انشغاله بالتفكير ، خاصة ما يتعلق بالوجود ومظاهره ؛غير أن هذا التفكير لم يكن مكتمل النمو مع بداية الإنسان الأول . وبدا التفكير يبرز كتفلسف في بداية القرن السادس قبل الميلاد مع فلاسفة اليونان ، إذ حاولوا الإجابة عن ثلاثة أسئلة هي : ماذا … فوق الأشياء ؟. واعتقدوا أن هناك قوى غيبية هي التي تتحكم في مختلف الظواهر الإنسانية والطبيعية على حد سوى ، ثم تساءلوا عن كيفية التعايش مع هذه الأشياء ، ثم عن ماذا وراء هذه الأشياء ؟. إلا أن هؤلاء لم يكونوا على محل من الاتفاق ، فالبعض من الفلاسفة ارجع أصل الكون إلى الحقائق المادية ،في حين أرجعه البعض إلى حقائق مجردة . ولتهذيب هذا التعارض يمكننا أن نتساءل : هل أصل الكون العناصر المادية ،أم يعود إلى حقائق مجردة ؟. بمعنى آخر . هل المصدر الأول للكون مادي خالص ، أم تتدخل في تكوينه عناصر روحية مجردة ؟.
هل أصل الكون مادي ام معنوي مقالة جدلية ثانية ثانوي
الأطروحة الأولى : (أصل الكون مجرد عناصر مادية )يرى أنصار هذا الموقف بان الكون يعود بالأساس إلى العناصر المادية الفيزيائية وهي التي يتشكل من خلالها الكون ومن دعاة هذا الموقف نجد أنكس ماندرس وطاليس والذي رأى بان الماء هو المادة الأولى التي تتشكل منها جميع الأشياء ، لان الأشياء على الرغم من تغيرها وتنوعها ترتد إلى مبدأ واحد . وهو الماء يقول طاليس : ( إن العالم نشا من المحيط ويعود في أخره إلى المحيط) ، فالحياة تدور مع الماء حيث تكون بوجود الماء وتنعدم حيث ينعدم الماء قال احد حكماء اليونان إن النبات الموجود في الأرض والحيوانات التي تعيش على سطحها جميعها تتغذى على الرطوبة ، ومبدأ هذه الأخيرة هو الماء ،واصل التراب هو الماء والأرض أنشاها الماء ، فأصبحت قرصا ، فاصل الأشياء إذن هو الماء ) ، هذا وقد برهن هيروقليدس على أن النار هي أصل الكون ومبدؤه الأول الذي قد تنتج عنه الأشياء وترجع إليه ، لان هذه الأشياء تتغير باستمرار وهذا استنادا إلى قوله : ( إننا لا نستحم في النهر الواحد مرتين ، لان هناك مياه جديدة تجري من حولنا ). وهذا ما يعني التغير وسبب التغير هو النار ،لأنها تساهم في تحويل الأشياء إلى أشياء أخرى . أما انكسي ماندرس رأى بان الهواء هو المبدأ الأول للكون ، لان جميع الموجودات قد حدثت منه بالتكاثف والتخلخل ، فإذا تكاثف الهواء نتج عنه الريح والسحب والمطر والتراب والصخور ، وان تخلخل نتج عنه النار والكواكب .
النقدوالمناقشة، : لكن ما يلاحظ على أنصار هذا الموقف أنهم ركزوا على العناصر المادية في أصل الكون باعتبار أن العناصر الفيزيائية هي الأصل الأول لجميع الموجودات وأهملوا العناصر المعنوية وبالتالي : قد نتساءل : ألا يمكن إرجاع العالم إلى مستوى تجريدي ؟.ثم ما هي النظرية التي اعتمدها كل من طاليس و هيروقليدس في إثبات حججهم؟. ألا يمكن أن تكون مجرد افتراض وخرافة بعيدة عن العلم والواقع ؟.
الأطروحة الثانية : ( الكون أصله العناصر المجردة ) يرى أنصار هذا الموقف بان أصل الكون العناصر المجردة حيث يؤكد امبادوقليدس بان أصل الوجود يعود إلى قوتين متناقضتين هما : الحب والنفور أو المحبة والكراهية . فالمحبة علة الجمال والخير والنظام والكراهية علة الاضطراب والشرور. هذا وقد أضاف أنا كسي غوراس بان وراء جميع الأشياء قوة غيبة عاقلة مجردة تدبر شانها ، فتولد الحركة في الأشياء حتى تتكون منها جميع العوالم . يقول : ( إن العقل هو ألطف الأشياء جميعا واصفاها لنفسه بسيط مفارق للطبيعة المادية كلها … عليم بكل الأشياء ، قادر عليها متحرك بذاته في ذاته). لكن ظل يعتقد بان العقل الفعال لم يخلق المادة من عدم ، بل أوجدها من عنصران قديمان
أزليان نشا كل منهما بذاته ، ثم طرا العقل على المادة فبعث فيها الحركة والنظام . أما فيثاغورس فقد أكد بان العدد كمفهوم مجرد هو أصل الأشياء ، ومنه تتعدد ؛ لان الأشياء مهما اختلفت صفاتها في مستوى المسموعات والمرئيات… فهي تتأسس على العدد ، فكل عنصر أو نوع موجود في الكون له عدده ، لهذا فقد اعد العدد جوهر الوجود وحقيقته . وكل ما تقع عليه العين مركب من مجموعة أعداد . أما ديموقريطس فقد رأى بان أصل الأشياء هو عنصر واحد متجانس يعرف (بالذرة أو العنصر الفرد ) لأننا لو عملنا على تفتيت الأشياء إلى أجزاء توصلنا إلى وحدات لا تكون قابلة للتقسيم وهي لا نهائية أي هي العدد .