المحتويات
صحابي كانت تستحي منه الملائكة
الحمد لله.
كان عثمان رضي الله عنه من أحسن الناس خُلقاً ، وأشدهم حياءً ، فروى الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي : أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي أَمْرِ اللَّهِ : عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً : عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ …) . وصححه الألباني في “صحيح الترمذي” .
ولعله لأجل عِظَم هذه الخصلة الحميدة ، التي لا تأتي إلا بخير، كانت الملائكة تستحيي منه ، ما لا تستحيي من غيره .
روى مسلم (2401) عن عَائِشَةَ، قَالَتْ : ” كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِي ، كَاشِفًا عَنْ فَخِذَيْهِ ، أَوْ سَاقَيْهِ ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ ، فَأَذِنَ لَهُ ، وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ، فَتَحَدَّثَ ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ ، فَأَذِنَ لَهُ ، وَهُوَ كَذَلِكَ ، فَتَحَدَّثَ ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَسَوَّى ثِيَابَهُ ، فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ عَائِشَةُ : دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ ؟!
فَقَالَ: ( أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ ) ؟! ” .
وفي لفظ له (2402) : ( إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ ، وَإِنِّي خَشِيتُ ، إِنْ أَذِنْتُ لَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ، أَنْ لَا يَبْلُغَ إِلَيَّ فِي حَاجَتِهِ ) .
فهذا استحياء رسول الله صلى الله عليه وسلم منه رضي الله عنه .
وروى الطبراني في “المعجم الأوسط” (8601) عَنْ عَائِشَةَ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ عُثْمَانَ حَيِيٌّ سَتِيرٌ، تَسْتَحْييِ مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ ) .
وصححه الألباني في “صحيح الجامع” (2106) .
وقد روى أحمد (543) عن سَالِم أَبي جُمَيْعٍ قال : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، وَذَكَرَ عُثْمَانَ وَشِدَّةَ حَيَائِهِ ، فَقَالَ : ” إِنْ كَانَ لَيَكُونُ فِي الْبَيْتِ وَالْبَابُ عَلَيْهِ مُغْلَقٌ ، فَمَا يَضَعُ عَنْهُ الثَّوْبَ لِيُفِيضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ ، يَمْنَعُهُ الْحَيَاءُ أَنْ يُقِيمَ صُلْبَهُ ” .
قال الهيثمي في “المجمع” (9/82) : ” رجاله ثقات ” .
قال المناوي رحمه الله : ” كان يستحي حتى من حلائله ، وفي خلوته ، ولشدة حيائه كانت تستحي منه ملائكة الرحمن ” انتهى من ” فيض القدير” (1/ 459) .
راجع جواب السؤال رقم : (106249) لمعرفة خلق الحياء وصوره وآثاره .
والله تعالى أعلم .
اسم الصحابي الذي تستحي منه الملائكة في السماء ولماذا؟
هذا ما سنتعرف عليه لاحقًا، وهو أحد الشخصيات الإسلامية المشهورة لأنه كان من أكثر الناس طيبة وأحسنهم، وكان من أكثر الرجال وسامة حيث كانت لحيته تتميز بكثافتها ولطيف الوجه وحَسن الملامح أيضاً. ومن دعوة أبي بكر الصديق دخل هذا الصحابي الجليل الإسلام، وتزوج اثنين وهما ابنتي رسول الله محمد ومن شدة حب الرسول له تمنى لو كان لديه ابنة ثالثة ليُزوجها له
اسم الصحابي الذي تستحي منه الملائكة في السماء ولماذا؟
الجواب//
سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه، الملقب بـ”ذي النورين”، هو الصحابي الذي كانت تستحي منه الملائكة.
من هو عثمان بن عفان؟
عثمان عفان والده أبي العاص ووالدته أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وكان يحب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الجلوس معه في مكان يسمى عبد مناف. وعمته البيضاء عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أروى بنت كريز وأم أروى أم حكيم وكانت ابنة عبد المطلب أما لقبه في الجاهلية كان أبو عمرو، وكان لقبه في الإسلام أبو عبد الله، وكان يُلقب عثمان بن عفان بذي النورين.
لماذا سمي عثمان بن عفان بذي النورين؟
لقب عثمان بن عفان بذي النورين لأنه كان متزوج من ابنتي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، تزوج السيدة أم كلثوم بعد وفاة أختها السيدة رقية.
صفات سيدنا عثمان بن عفان رضي اللّه عنه
كان رقيق البشرة ولين الملامح ليس قصير وليس طويل، لونه قمحي مائلاً الأصفر، وتميزت لحيته الصفراء بالكثافة، وكان يقول وروي عنه أنه كان من أكثر الرجال وسامة.
ما سبب استحياء الملائكة من عثمان بن عفان رضي الله عنه؟
وفيما سبق روينا عن حسن سيرة عثمان بن عفان وعفته، وكان ذلك سبب في حب كثير من الناس له ورغم ذلك كان كثير الحياء، فزاد ذلك عليه وقاراً وهيبة، ومن شدة حيائه كان يستحي كثيراً من الملائكة:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعاً في بيتي، كاشفاً عن فخذيه، أو ساقيه.
فاستأذن أبو بكر فأذن له، وهو علي تلك الحال، فتحدث ثم استأذن عمر فأذن له، وهو كذلك، فتحدث.
ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسوى ثيابه، فدخل فتحدث.
فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله.
ثم دخل عثمان فجلست سويت ثيابك! فقال: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة.
فذلك الحديث جاء ليبين شدة حياء عثمان بن عفان.