سؤال وجواب

صفات المؤمنين في سورة المؤمنون

دعا الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات عبادَه المؤمنين للاتصاف ببعض الأوصاف الجليلة التي يجب ان يتحلى بها المؤمنين , حيث ذكر بعض الصفات في بداية سورة المؤمنين ودعا عباده للتحلي والعمل بها , ونكتب هذا المقال لنتعرف على هذه الصفات الحميدة التي دعا لها الله عز وجل في سورة المؤمنين , تابعو معنا لمعرفة الصفات التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في سورة المؤمنين ….

المحتويات

صفات المؤمنين في سورة المؤمنون

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لقد أُنْزِلَ علينا عشرُ آيات من أقامهن دخل الجنة ثم قرأ (قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ) , ومن هذه الصفات التي ذُكرت في سورة المؤمنين التالي :


الخشوع في الصلاة

وهي أول صفات المؤمنين التي ذكرها الله -تعالى- في السورة الكريمة، حيث قال: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)، ويمكن تعريف الخشوع على أنّه الشعور بقرب الله تعالى، وحضور القلب بين يديه سبحانه، فتطمئن النفس ويسكن القلب لذلك، ممّا يؤدي إلى قلة الحركات والالتفاتات. بالإضافة إلى استحضار كامل أقوال الصلاة وأفعالها، بحيث لا يبقى مكانٌ لوساوس الشيطان والأفكارالرديئة، فالخشوع روح الصلاة والمقصود منها، والصلاة من غير خشوعٍ واستحضارٍ للقلب قد تكون مجزئةً، ولكن أجرها ناقصٌ؛ لأنّ الثواب على ما يعقل القلب من الصلاة.

الإعراض عن اللغو

من صفات المؤمنين تنزيه النفس، والترفّع عن الكلام الذي لا فائدة فيه ولا خير منه، مصداقاً لقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)، وبما أنّهم يجتنبون لغو الحديث، فاجتنابهم للمحرّم من القول أولى. وإذا ملك العبد لسانه ملك أمره، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حينما أوصى معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قائلاً: (ألا أخبرُكَ بملاكِ ذلِكَ كلِّهِ؟ قُلتُ: بلَى يا رسولَ اللَّهِ، قال: فأخذَ بلِسانِهِ قالَ: كُفَّ عليكَ هذا).

إيتاء الزكاة

ومن صفات المؤمنين أنّهم يحافظون على أداء الزكاة على اختلاف أجناس الأموال، ويحافظون كذلك على تزكية أنفسهم من الأخلاق الدنيئة، بتجنّب الأعمال التي تؤدي إلى سُوء الخُلق، وقد ذكر الله تعالى هذه الصفة في سورة المؤمنون حيث قال تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ).

حفظ الفروج

فيجتنب المؤمن الزنا، وكلّ ما يؤدي إليه من قولٍ أو فعلٍ، كالنظر، أو اللمس، أو غير ذلك، مصداقاً لقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ)، فالمؤمنون يحفظون فروجهم إلّا عمّا أحلّ الله لهم؛ كالزوجات، والإماء المملوكات، كما في قول الله تعالى: (إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ). ولكن من يبتغي غير ما أحلّه الله تعالى من الزوجة والسرية فقد تعدّى حدود الله تعالى، واجترأ على محارمه، مصداقاً لقول الله عزّ وجلّ: (فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْعَادُونَ).

بالإشارة إلى اشتراط المِلك الكامل في ملك اليمين حتى تحلّ لمالكها، أمّا إذا ملك نصفها لم تحلّ له، لأنّها ليست ملك يمينه، فقد قال الله تعالى: (أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ)، وكما لا يجوز اشتراك زوجين في زوجةٍ حرّةٍ واحدةٍ، كذلك لا يجوز اشتراك سيدين في أمةٍ مملوكةٍ.

حفظ الأمانة ورعاية الحقوق

من صفات المؤمنين أنّهم حريصون على أداء جميع الأمانات وحفظها، ومراعاتها، وتشمل الأمانات حقوق الله تعالى، كما قال الله تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)، وحقوق العباد.

كما في قول الله تعالى: (إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ). فكلّ ما أمر الله -تعالى- به عباده من الأمانات التي يجب على العبد القيام بها، ومن ضمن ما أوجبه الله -تعالى- حفظ أمانات الناس، كالأموال والأسرار وغيرها، وحفظ العهد مع الله عزّ وجلّ، ومع الناس أيضاً ويشمل العهد الالتزامات والعقود، مصداقاً لقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ)

المحافظة على الصلاة

حيث إنّ المؤمنين يحافظون على أداء الصلاة في وقتها، ويُراعون شروطها، وأركانها، وواجباتها، كما قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ)، وفي الحقيقة إنّ المحافظة على الصلاة والخشوع فيها من الأمور المكمّلة لبعضها البعض، فلا تصحّ المحافظة على الصلاة من غير خشوعٍ، أو الخشوع من غير محافظةٍ عليها.

خشية الله عز وجل

خشية الله -تعالى- من أعظم صفات المؤمنين، قال الله -تعالى-: {إِنَّ الذين هُم مِّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ مُّشْفِقُونَ}، والإشفاق؛ هو كمال الخشية، فهؤلاء المؤمنون خائفون من جلال الله وعظمته، يرجون رحمته ويحذرون عقابه، ويكثرون من الطاعات طلباً لرضوانه.

تصديق آيات الله

قال الله -تعالى-: {وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ}،ويشمل ذلك التصديق بآيات الله القرآنية، والبراهين الكونية، فهذا الكون العظيم دليل ناطق على وجود الله -عز وجل-، فيرى المتأمل فيه بديع صنع الله، فيزداد إيماناً ويقيناً، ويتزوّد من الأعمال الصالحة استعداداً لليوم الأخر.

توحيد الله

من صفات المؤمنين أنهم لا يعبدون مع الله غيره، بل يوحّدونه و يبتغون بأعمالهم وجهَ الله -عز وجل-، قال الله -تعالى-: (والذين هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ)، وهذا دليل على نفي الشرك الخفي. قال الله -تبارك وتعالى- في الحديث القدسي: (أنا أغْنَى الشُّرَكاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَن عَمِلَ عَمَلًا أشْرَكَ فيه مَعِي غيرِي، تَرَكْتُهُ وشِرْكَهُ).

فلا يُقبل العمل إن لم يكن خالصاً لله -تعالى- دون سواه، ولا يبتغي منه العبد رياءً ولا سمعةً، وإنما غاية مقصده نيلُ الرضوان، و دخول الجنان.

يقومون بالخير مع خشية عدم قبول أعمالهم

جاء عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أنهم إلى ربهم راجعون) قَالَتْ عَائِشَةُ: أَهُمُ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ؟ قَالَ: لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ، وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ، وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا تُقْبَلَ مِنْهُمْ).

فالمؤمنون يُصلّون الصلوات، ويعطون الصدقات، ويؤدون الطاعات وهم خائفون ألا تقبل منهم؛ خشية أن يكونوا قد قصّروا بأحد شروطها. قال الحسن: “إِن المؤمن جمع إِحساناً وشفقة، وإِن المنافق جمع إِساءةً وأمناً”.

 

                     
السابق
وش الغرض العام من ذكر جبل طويق
التالي
اي العبارات الاتيه تعكس العلاقه بين الرياضه والتوتر النفسي ؟

اترك تعليقاً