المحتويات
عدد اقسام التوحيد
التَّوحِيد، هو الإيمان بأنَّ الله واحدٌ في ذاته وصفاته وأفعاله، لا شريكَ له في مُلكه وتدبيره، وأنّه وحدَه المستحقّ للعبادة فلا تُصرَف لغيره. ويُعتبر التَّوحيد عند المسلمين محور العقيدة الإسلاميّة، بل محور الدِّين كلّه، حيثُ ورد في القرآن: 
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ 
، والتَّوحيد يشكِّل نصف الشهادتين التي ينطق بها مَن أراد الدخول في الإسلام، كما يُعتَبر الأساس الذي يُبنى عليه باقي المعتقدات الإسلاميّة ، ويقسم التوحيد الى ثلاثة أقسام وهي توحيد الإلهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات.
وإذا عرفها المؤمن ولو ما عرف الأقسام، إذا كان قد وحد الله، وآمن بأن الله ربه، وإلهه، ومعبوده الحق، وأنه ذو الأسماء الحسنى والصفات العلى، لا شبيه له، ولا كفء له؛ كفى ولو لم يعرف الأقسام، لكن إذا عرفها يكون من العلم الطيب.
المقصود بالتوحيد واقسامه
يُقصد من توحيد الله -جل في علاه-: إفراده بالعبادة وحده لا شريك له، وأنه هو الخالق وحده، المدبر لهذا الكون. وهذا هو دين الرسل الذي جاءوا به جميعهم وينقسم التوحيد إلى عدة أقسام، منها ما يأتي:
توحيد الذات هو الإقرار والاعتقاد الجازم بأن الله -تعالى- هو واحدٌ في ذاته، ولا شبيه له ولا مثيل ولا نظير، ومن الأمثلة على توحيد الذات: إفراد الله في الإحياء والإماتة. ومما يدلّ على أن الله -تعالى- واحد في ذاته، قوله -تعالى-: (قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ* اللَّـهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ)، وقوله تعالى: (فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
كم عدد اقسام التوحيد
توحيد الأفعال هو الاعتقاد الجازم بأن الله -تعالى- واحدٌ في أفعاله لا شريك له، فلا يقدر على فعلها غيره، فإن خالق العالم واحد وهو الله لا خالق غيره، ولو اجتمع الإنس والجن على أن يخلقوا مثل هذا العالم أو يخلقوا رجلا أو امرأة أو حتى طفلا رضيعا ما استطاعوا. ومن الأمثلة على توحيد الأفعال: قدرة الله -تعالى- على خلق السماوات والأرض، فقد قال -تعالى-: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ* الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ).
توحيد الألوهية هو إفراد الله -عز وجل- بجميع أنواع العبادات الظاهرة والباطنة، القولية والفعلية، ونفي العبادة عن كل من سواه، ومن الأمثلة على توحيد الألوهية: إفراد الله -عز وجل- بالعبادة من صلاة وصيام وزكاة وحج وصلة الأرحام وبر الوالدين ونحوها. قال -تعالى-: (قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّـهِ رَبِّ العالَمينَ* لا شَريكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرتُ وَأَنا أَوَّلُ المُسلِمينَ).
توحيد الربوبية هو الاعتقاد الجازم والإقرار بأن الله -عز وجل- هو رب كل شيء، ومالكه، وخالقه وحده لا شريك له، وأنه الرازق ذو القوة المتين، والمعطي، والمحيي والمميت، والمدبر، والنافع والضار، وأن أمر كل من السموات والأرض ومن فيهن بيده وتحت تصرفه.
ومن الأمثلة على توحيد الربوبية: توحيد الله -تعالى- بأفعاله من الإحياء والاماتة والرزق. قال -تعالى-: (قُل مَن يَرزُقُكُم مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ أَمَّن يَملِكُ السَّمعَ وَالأَبصارَ وَمَن يُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمرَ فَسَيَقولونَ اللَّـهُ فَقُل أَفَلا تَتَّقونَ).