ما هي الضروريات الخمس؟
الضرورات هي: “الأشياء والأمور التي لا غنى عنها لقيام مصالح الدين والدنيا، بحيث إذا فقدت لم تجر مصالح الدنيا على استقامة، بل على فساد وتهارج، وفوت حياة، وفي الأخرى فوت النجاة والنعيم، والرجوع بالخسران المبين”، وهذه الضروريات خمس وهي: حفظ الدين والنفس والنسل والعقل والمال، وقد يُسمّى حفظ النسل بحفظ النسب.
فقد قدّم الإمام الشاطبي حفظ المال على حفظ العقل، أمّا الإمام الغزالي فقد قدّم العقل على النسل والمال، كما أنّ بعض العلماء يُقدّم النفس على الدين، وبالنسبة لترتيبها من حيث الأهمية؛ فهو محل خلاف بين العلماء، قال بعض أهل العلم أنّ القضية اعتبارية وكل واقعة تفرض ما كان حفظه أكثر أهمية من الآخر بحسب الظروف القائمة.
ما هي الضروريات التي تتوقف عليها حفظ حياة الانسان عددها ؟
الجواب :
حفظ الديون. أنقذ نفسك. تنظيم النسل. حفظ العقل. وفر المال.
حفظ الدين
حفظ الدين يعني تصحيح العقائد وتثبيت قواعد الإيمان وحماية جناب التوحيد بالإضافة إلى المحافظة على العبادات والفرائض كالصلاة والصيام، وتقديم ذلك على كل ما هو دونه وقد أمر الله -عزّ وجلّ- بحفظ الدين في الكثير من الآيات القرآنية، ومنها قوله تعالى: {أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}، وقال أيضًا: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، ومن الأحكام الشرعية التي جاءت لحفظ الدين إقامة سلطان المسلمين حد الردة علي من تحقّقت فيه شروطها، وتشريع الجهاد وبذل النفس والمال لإعلاء كلمة الحق.
حفظ النفس
نهى الله -سبحانه وتعالى- عن إهلاك النفس وإقحامها فيما يُعرّضها للخطر والتلف بلا حاجة، وقد دلّت الكثير من الآيات القرآنية على هذه الغاية ومنها ما جاء في تحريم قتل النفس التي حرّم الله بغير حق، والوأد وما شابه ذلك، فقد قال تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}، وقال أيضًا: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ}، وقال أيضًا: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ}، ومن الأحكام الشرعية التي بُنيت على ضرورة حفظ النفس تشريع القصاص والديات، ومن التطبيقات المعاصرة على حفظ النفس تطبيق الحجر الصحي عند حدوث الأوبئة وما شابه.
حفظ النسل
شرّع الإسلام الأحكام الشرعية للحفاظ على النسل ومنع اختلاط الأنساب، ومن هذه الأحكام تحريم الزنا وارتكاب الفواحش، وقد قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ}، وقال أيضًا: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}.
حفظ العقل
حفظ العقل هو مقصد من مقاصد الشريعة وضرورة من ضرورياتها، ولأجل هذه الغاية تمّ تحريم الخمر والمسكرات وجميع المواد التي تضر بالعقل وتؤدي إلى إتلافه،[٤] وإقامة الحد على من شرب الخمر وتعاطى شيئًا من المسكرات.
حفظ المال
من التطبيقات العملية على حفظ المال وكونه ضرورة من الضروريات الخمس تحريم إتلافه، وتحريم الإسراف وبيان خطورة أكل مال اليتيم ونقص المكيال والميزان، والدعوة إلى الاستقامة في هذه الأمور جميعها، وقد قال تعالى: {وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ}.