المحتويات
“عين الحنش”
أو عين حنش موقع في ولاية سطيف يبعد حوالي 35 كلم عن سطيف ويتبع لبلدية القلتة الزرقاء بنواحي دائرة العلمة. اكتشف العالم الفرنسي أرامبورغ سنة 1947 في هذا الموقع أقدم آثار للإنسان في شمال أفريقيا تعود إلى 1.8 مليون سنة قبل الميلاد.
عثر في الموقع على عدة أدوات من حجر الصوان وبعض من عظام لحيوانات منقرضة اصطادها الإنسان ليأكلها ويستخدم عظامها كأداة إلى جانب سكاكينه الحجرية.
يحظى موقع “عين الحنش” بتوفر المعطيات الكرونولوجية، الباليونتولوجية، السلوكية والتأقلمية التي أضفت عليه أهمية كبرى. تدل هذه المعطيات على أنّ أولى السّلالات البشرية قد عمّرت البلاد المغاربية منذ 1.8 مليون سنة، مزامنة بذلك مثيلاتها بموقع أولدوفاي (تنزانيا) وكوبي فورا (كينيا). لقد استقرت هذه المجموعات البشرية الأولى بسهول نهرية، بمحاذاة الوديان والمنابع المائية بصحبة حيوانات السّفانا.
آثار عمرها 1.8 مليون سنة في «عين الحنش» الجزائرية
أعلن فريق من علماء الآثار والباحثين عن اكتشافات جديدة في منطقة «عين الحنش» الواقعة في ولاية سطيف شرق الجزائر تتضمن عظام حيوانات عمرها مليون و 800 ألف عام. وقال البروفيسور محمد سحنوني مدير مشاريع البحث في تلك المنطقة إن فريقه قدم لمتحف مدينة سطيف الأثري 884 قطعة أثرية قديمة في المدة الأخيرة.
وأوضح سحنوني أن «عين الحنش» هي أقدم موقع أثري في شمال إفريقيا، وفيه أقدم الآثار لوجود الإنسان وتعاطيه مع الطبيعة من خلال اكتشاف وسائل استخدمها منذ نحو مليون سنة. وكان تصريح البروفيسور سحنوني، الذي يشغل كرسي المحاضر في الانثربولوجيا في جامعة أنديانا الأميركية، خلاصة لدراسات أجراها 15 باحثاً جزائرياً وأجنبياً في الموقع الأثري أكدوا فيها أن بيئة المنطقة كانت تشبه إلى حد بعيد بيئة «سافانا» الموجودة في جنوب وشرق إفريقيا التي تعد مهد الحياة الإنسانية.
ويعتقد الباحثون أن الإنسان الإفريقي نزح شمالاً حتى وصل منطقة «عين الحنش» في الجزائر الحالية ومنها مر إلى قارة آسيا، ويشيرون إلى النمط المعيشي القديم بالمنطقة من خلال المقارنة بين عظام الحيوانات التي كانت متواجدة وقتها في المنطقة والتكنولوجيا الحجرية المستخدمة من إنسان ذلك الزمان.
وحسب المتحدث فإن نحو 15 مقالاً علمياً في دوريات أميركية متخصصة تناولت منطقة عين الحنش وأهميتها الأثرية ومنجزات الفرق العلمية الجزائرية والأجنبية بها، كما كانت موضوع عدد كبير من المحاضرات في أميركا وأوروبا و موضوع خمس رسائل ماجستير ودكتوراه في الآثار القديمة.وكان موقع « عين الحنش» الأثري قد صنف عالمياً ضمن أقدم مواقع حضارة ما قبل التاريخ وقد اكتشفه للمرة الأولى العالم السويسري رامبورغ عام 1947 في رحلة بحث عن الآثار في الجزائر، وتواصلت البحوث فعثر على بقايا حيوانات انقرضت من شمال إفريقيا منذ قرون طويلة ومنها وحيد القرن والزرافة والفيل وغيرها.
«عين الحنش» تشكك بلقب شرق إفريقيا
اكتشف علماء الآثار أدوات حجرية وعظام حيوانات بالجزائر عمرها 2.4 مليون سنة كانت تستخدم في القطع. ما يثير تساؤلات حول اللقب الذي حصل عليه شرق إفريقيا، لكونه مهد الإنسانية الأول وأن أصل البشر كان هناك. ووفق ما نشرته مجلة Science، اكتشف فريق من الباحثين العالميين يضم جزائريين، هذه الأدوات -التي تعد أقدم ما اكتُشِف في المنطقة حتى الآن- بمنطقة سطيفالتي تقع على بعد 200 ميل (300 كيلومتر) شرق الجزائر العاصمة. وتشبه الأدوات بشدةٍ تلك المسماة «الأولدوانية-Oldowan»، التي وُجِدت حتى الآن في شرق إفريقيا بشكل رئيسي. وعُثِر على الأدوات بجوار عشرات من عظام الحيوانات التي تحولت إلى حفريات واحتوت على علامات قَطع، كما لو كانت آثار قصابين من عصور ما قبل التاريخ. وتعود العظام إلى حيوانات مختلفة، تتضمن أسلاف التماسيح والأفيال وأفراس النهر. ذكر ت المجلة أن «منطقة شرق إفريقيا تعتبر إلى حد بعيد، موطنَ استخدام الأدوات الحجرية من قِبَل أجدادنا البشر القدامى، والتي يعود تاريخ أقدم الأمثلة عليها إلى 2.6 مليون سنة تقريباً». وأضافت أن «النتائج الجديدة تجعل من عين بوشريط أقدم موقع أثري في شمالي إفريقيا. حيث يوجد بالموقع دليل على استخدام لحوم أشباه البشر وأدوات حجرية مرتبطة بها، وتوحي بإمكانية اكتشاف أماكن مبكرة أخرى خارج صدع شرق إفريقيا». وهناك فرضية تقول إن الأسلاف المبكرين لبشر اليوم قد حملوا معهم أدوات حجرية إلى خارج منطقة شرق إفريقيا، واتجهوا نحو مناطق أخرى من القارة.