المحتويات
فيلم فورست غامب ويكيبيديا
فورست غامب (بالإنجليزية: Forrest Gump) هو فيلم تراجيكوميديا أمريكيٌ إنتاج عام 1994 وهو مأخوذ من روايةٍ حملت نفس الاسم للكاتب ونستون جروم عام 1986. الفيلم من إخراج روبرت زيميكس ولعب دور البطولة كلٌ من توم هانكس، وروبين رايت، وغاري سينيز وسالي فيلد. تحكي القصة عن عدة عقودٍ من حياة فورست غامب؛ وهو شخصٌ بطيء الفهم ذو قوّةٍ بدنيةٍ مميزةٍ، من ولاية ألاباما، عاش وتأثر ببعض الأحداث الجليّة التي حدثت في النصف الأخير من القرن العشرين في الولايات المتحدة، تحديداً في فترة نشأته من 1944 إلى 1982. تختلف أحداث الفيلم كثيراً عن الأحداث التي تقوم عليها رواية ونستون جرووم، بما فيها شخصية غامب والعديد من الأحداث التي تم تصويرها.
صوّر الفيلم في أواخر عام 1993، وكان المكان الرئيسيّ للتصوير في ولاية جورجيا، وولاية كارولينا الشمالية، وكارولينا الجنوبية. استخدمت التأثيرات البصريّة على نطاقٍ واسعٍ لدمج بطل الفيلم في لقطاتٍ أرشفيّةٍ ولتطوير العديد من المشاهد. استخُدمت كذلك موسيقى تصويريّةٍ شاملةٍ في الفيلم، بهدف تحديد الفترات الزمنية التي تظهر على الشاشة. الإصدار التجاريُّ جعل منها الموسيقى التصويرية الأكثر مبيعاً، وبيع أكثر من اثني عشر مليون نسخةٍ في جميع أنحاء العالم.
صدر الفيلم في الولايات المتحدة في 6 يوليو 1994، ونجح تجارياً بأن أصبح من الأفلام الأكثر حصدًا للإيرادات الصادرة في ذلك العام في أمريكا الشمالية، وأصبح كذلك أول نجاحٍ كبيرٍ لباراماونت بيكتشرز منذ بيع الاستوديو لشركة فياكوم في وقتٍ سابقٍ من العام. حصد الفيلم إيراداتٍ فاقت 677 مليون دولار أمريكي في جميع أنحاء العالم خلال عرضه بصالات السينما. يحتل الفيلم المركز الثالث عشر في قائمة موقع قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت لأفضل الأفلام في التاريخ بتقييم 8.8 حسب آراء ما يُقارب المليون مستخدم في الموقع.[5] في عام 1995، فاز الفيلم في حفل توزيع جوائز الأوسكار السابع والستون بجوائز أفضل فيلمٍ وأفضل مخرجٍ لروبرت زيميكس، وأفضل ممثلٍ لتوم هانكس، وأفضل سيناريو، وأفضل مؤثراتٍ بصريةٍ وأفضل مونتاج فيلم. حصل أيضاً على جوائزٍ وترشيحاتٍ أخرى متعددةٍ، بما في ذلك جوائز غولدن غلوب، وجوائز بيبول تشويس وجائزة الفنان الصغير وغيرها. منذ إطلاق الفيلم، صيغت تأويلٌ متفاوتةٌ عن بطل الفيلم ورمزيّة الفيلم السياسيّة. في عام 1996، افتُتح مطعمٌ أطلق عليه “شركة جمبري بوبا غامب” مأخوذاً من الفيلم، ومنذ ذلك الحين توسع وافتتح مواقعًا عديدةً في جميع أنحاء العالم. في الغالب يشير مشهد ركض غامب حول أمريكا، عندما يحاول الأشخاص الواقعيين الإنجاز.[6] في عام 2011، تم اختيار الفيلم من قِبل مكتبة الكونجرس لحفظه في سجلات الأفلام الوطنية للولايات المتحدة كونه “ثقافياً، وتاريخيّاً أو ذا مغزىً جميلاً”.
القصة فيلم
يبدأ المشهد الأول بريشة تتطاير في السماء. وتسقط في النهاية بجوار قدم فورست جامب (توم هانكس)، المنتظر باستراحة محطة الحافلات. بينما هو في انتظار الحافلة رقم “9”، يقوم فورست بسرد قصة حياته للغرباء الجالسين بجواره في انتظار حافلاتِهم. ويبدأ روايته لقصة حياته بعام 1954 مع دعامات الساق التي كان عليه ارتدائها وهو صغيرٌ، والتي بسببها لاقى معاملةً قاسيةً من الأطفال الآخرين. عاش فورست مع والدته (سالي فيلد)، التي كان لها دورٌ كبيرٌ في تنشئته، وتأثيرٌ عميقٌ على أفكاره، فكانت لها تعبيراتٌ خاصةٌ في توضيح الأمور له. كانت والدته تدير منزلها الكبير، الملئ بالغرف الفارغة، التي تؤجرها للغرباء والمسافرين، من أجل الحصول على المال. يُعَلِّم فورست أحد النزلاء، وهو الشاب إلفيس بريسلي (بيتر دوبسون)، رقصة الهيب المتأرجحة. يلتقي فورست في يومه الأول في المدرسة أثناء ركوبه الحافلة بجيني (روبين رايت)، ويقع في حبها على الفور، وتصبح صديقته المفضلة. في أحد الأيام أثناء هربه من بعض المتنمرين، اكتشف فورست أن بإمكانه الركض بسرعةٍ عاليةٍ، على الرغم من ذكائه الأقل من المتوسط، فقد حصل على منحةٍ مقدمةٍ من بير برايانت للدراسة في جامعة ألاباما عام 1962. أثناء وجوده في الكلية، شهد وقفة جورج والاس على باب مبنى المدرسة، وحصل على لقب (All-America) لكرة القدم الأمريكية الجامعية التي تقدمها الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات، والتقى أيضًا بالرئيس جون كينيدي.
انضم فورست إلى الخدمة العسكرية بجيش الولايات المتحدة بعد تخرجه، وكوّن صداقةً مع بوفورد بنيامين بلو “بوبا” (مايكلتي ويليامسون)، واتفقا على الخوض في الأعمال التجارية للجمبري معاً بعد انتهاء خدمتهم العسكرية. لاحقاً، يتم إرسالهم إلى فيتنام للمشاركة في الحرب، وأثناء قيامهم بدورية، يُنصب كمينٌ للفصيل. ينجح فورست في إنقاذ أربعةٍ من جنود الفصيل، بما في ذلك قائد الفصيل الملازم الأول دان تايلور (غاري سينيز)، ولكن بوبا يموت بعد أن أصيب بطلقٍ ناريٍّ في صدره. أُصيب فورست أيضًا في تلك الحادثة، وحصل نتيجةً ذلك على ميدالية الشرف من الرئيس ليندون جونسون. أثناء تعافيه من إصاباته في المستشفى، يلتقي فورست مرةً أخرى بدان تايلور، الذي قُطعت كلتا ساقيه بفعل إصابته، ويصب دان جام غضبه على فورست لأنه لم يتركه ليموت في المعركة حاله كحال أجداده وتركه “مُقعدًا”.
في المستشفى، يكتشف فورست قدرته على لعب تنس الطاولة، ويبدأ لعبها ضمن فريق الجيش الأمريكي، لينتهي به الأمر أخيراً إلى اللعب في الصين ضد الفريق الصينيّ في جولة النوايا الحسنة. بعد عودته من الصين منتصرًا، يظهر فورست في برنامج ديك كافيت إلى جانب جون لينون، ويصف تجربته في الصين بقدر ما يستطيع مُلهمًا جون لينون لكتابة أغنيته الناجحة تخيّل التي صدرت عام 1971. لاحقًا، يذهب فورست مرةً أخرى إلى البيت الأبيض ليلتقي الرئيس ريتشارد نيكسون الذي يقدم له غرفةً في فندق ووترغيت، حيث ساعد فورست دون قصد في كشف فضيحة ووترغيت. يلتقي فورست مرةً أخرىً بالملازم دان تايلور، الذي أصبح مُعاقرًا للخمر، ويعيش على إعانة الرعاية الاجتماعية. يستهزئ دان بخُطط فورست لدخول تجارة الجمبري ويَعده ساخرًا بأن يكون معاونًا له إذا نجح في خططه.
بعد سقوط سايغون تم إعفاء فورست من الجيش. واستخدم المال الذي ربحه من لعبه لتنس الطاولة من أجل شراء قاربٍ لصيد الجمبري عام 1975، وفاءً بوعده أثناء فترة الحرب لبوبا. قرر فورست تسمية قاربه “جيني”، الذي وصفه بأنه “أكثر الأسماء جمالاً في العالم”. وفي الملازم دان بوعده وانضم لفورست كمساعدٍ له. تعثر بهم الحظ في البداية، ولكن بعد إعصار كارمن الذي دمر كل قوارب الجمبري الأخرى في المنطقة، لاقت شركة “جمبري بوبا غامب” نجاحاً كبيراً لعدم وجود منافسين. وفي أثناء احتفالهم بعيد الغطاس خلال الإعصار، شكر دان أخيراً فورست لإنقاذ حياته. يعود فورست إلى المنزل لرعاية أمه المريضة، والتي يموت بعد ذلك بقليلٍ. يترك فورست الشركة في أيدي دان، الذي يستثمر ثرواتهم في أسهم “شركة فاكهة” شركة أبل، مما يجعلها من أصحاب الملايين.
تعود جيني لزيارة فورست وتبقى معه. يطلب منها فورست أن تتزوجه، لكنها ترفض وتغادر في وقت مبكر صباح أحد الأيام بعد أن مارسا الجنس سوياً. مضطرباً، قرر فورست أن يخرج ليركض قليلاً، الأمر الذي يتحول إلى ماراثون لمدة ثلاث سنوات من الساحل إلى الساحل (1976-1979). أصبح فورست من المشاهير وجذب العديد من الأتباع. خلال فترة ركضه، ألهم فورست العديد من أصحاب المشاريع الذين وبعد فشل حققوا نجاحاتٍ كبيرةٍ. في يوم من أيام ركضه توقف فجأةً وعاد إلى منزله. تلقى رسالة من جيني تطلب فيها مقابلته، الأمر الذي أتى به إلى محطة الحافلات حيث بدأ يحكي قصته. عندما لم شمله مع جيني، يكتشف فورست أن لديهم ابناً صغيراً، وقد أسمته جيني بفورست (هالي جويل أوزمنت). تعاني جيني من فيروس غير معروف. وتطلب منه الزواج بها ويوافق. عادا إلى ولاية ألاباما مع فورست الابن وتزوجا. كان دان تايلور من ضمن الحاضرين لحفل الزفاف، الذي أصبح أكثر سعادة وألطف، لأنه كان قادراً على المشي بفضل ساقيه الاصطناعية، وقد ارتبط بأحد النساء. ماتت جيني في 22 مارس، 1982. في نهاية الفيلم، ينتظر فورست مع ابنه الحافلة لتقله إلى المدرسة في يومه الدراسي الأول. بينما كانت الحافلة تغادر، جلس فورست على جذع الشجرة الذي جلست عليه والدته في يومه الأول للدراسة، ويشاهد الريشة تخرج من الكتاب وتطير مع الرياح.