شرح قصيدة في مدح سيف الدولة للصف التاسع الفصل الثاني في مادة اللغة العربية للمتنبي وهو أبو الطيّب أحمد بن الحسين المُتنبِّي، وُلِد في مدينة الكوفة سنة 303هـ، وهو الشاعر الذي ذاع صيته في القرن العاشر الميلاديّ، حيث عبَّر في شِعره عمّا يختلج في نفس الإنسان من مشاعر الحزن، والاكتئاب، والاعتزاز بالنفس، وقد تجاوزت أشعارُه المسافات، والأزمان لتصل إلى النفس العربيّة في كلّ مكان، وزمان، ومن الجدير بالذكر أنّ المُتنبِّي عاش في زمنٍ مُضطرِب، ناهيك عن الأسى الذي خلَّفَته في نفسه بعض الأحداث في الحياة التي كان يعيشها، وقد انعكس ذلك على شعره؛ فلم يكن والده ذا شأن في تلك الفترة، أمّا والدته فقد تُوفِّيت في طفولته، إضافة إلى أنّه كان قد تربّى على يد جدّته التي تأثَّر بوفاتها، وفي ما يتعلَّق بسبب تسميته بالمُتنبِّي؛ فقد قِيل إنّه كان نتيجةً لأبيات شِعرٍ قالها، ممّا أدّى إلى اتّهامه بادّعاء النبُوّة، حيث سُجِن على إثر تلك الحادثة عام 322هـ، كما عُرِف عنه مدحه للأمراء، مثل سيف الدولة الحمدانيّ، وممّا لا بُدّ من ذِكره أنّ المُتنبِّي تُوفِّي مقتولاً؛ انتقاماً منه لهجائه رجلاً يُدعى (ضبة)، حيث مات ابنه المحسد، وكلّ من كان برفقته من خَدَم، ومُرافِقين في ذلك اليوم.
كان المتنبي يعرف سيف الدولة قبل أن يلتقيه أو يراه ، فقد كان يسمع الكثير عن أفضاله وصفاته الحسنة التي امتدت الى خارج حلب ، مع العلم أنه تعرف إليه بواسطة أبي العشائر وهو (ابن عمّ سيف الدولة، ووالي أنطاكية)، إذ عَرَض المُتنبِّي عليه أن يمدحه في شِعره، فرحَّبَ به سيف الدولة، وضمَّه إلى بلاطه، فكان من أخلص خُلَصائه، ورفاقه، وانغمرَ في الحياة التي يعيشها سيف الدولة، وشاركه غزواته، وحروبه، بل كرَّس حياته مُدافعاً عنه ضِدّ أعدائه، ومَن يفترون عليه، وقد نجحَ المُتنبِّي في الحصول على مكانة رفيعة في بلاط الأمير، ممّا أوغرَ عليه قلوب جُلسائه، وحُسَّاده، وكَثُرَ كارهوه، ومَن يحملون في قلوبهم الضغينة تجاهه.
وقد حاول حُسّادُه أمثال الشاعر أبو فراس الحمداني الإيقاع بينهما، ونجحوا في ذلك، فأحدثوا بينه، وبين سيف الدولة شِقاقاً وجفوة لم تَطُل بعدها إقامته بين ندمائه، وجلسائه؛ حيث افتعل المُتنبِّي مُشاجَرة تافهة في البلاط، فلم ينتصر له سيف الدولة، ولم يأخذ له حقَّه، ممّا اعتبره المُتنبِّي خذلاناً، وإهانةً له، فغادرَه إلى مصر غير مُتحمِّس؛ لتلبية عَرض أبي المسك كافور، فنزل عندَه، وصار مُقرَّباً لديه، كما صارَ مديحه خاصّاً به، وكان المُتنبِّي يسعى بذلك؛ للحصول على ولاية عسكريّة في صيدا، إلّا أنَّ ما كان يسعى إليه لم يتحقَّق، فقرَّر أن يغادر مصر، وأعدَّ لرحيله العُدّة سِرّاً، ثمَّ عاد إلى الكوفة حيث مسقط رأسه، وبعدها انتقل إلى بغداد، ويبدو أنَّه كان شديد الحنين إلى سيف الدولة، إلّا أنّه تخلَّى عن هذه الفيرال، خاصّة وأنَّ النكسات العسكريّة قد لَحِقَت بالأمير في حروبه ضِدَّ البيزنطيّين.
شرح ابيات قصيدة ابو الطيب المتنبي في مدح سيف الدولة .
ما هي مناسبة قصيدة في مدح سيف الدولة.
مناسبة قصيدة في مدح سيف الدولة :
قالها المتنبي في واقعة خذلان امير سيف الدولة عندما مر سيف الدولة في غزوة بسمندو وعبر نهر آلس العظيم نزل سيف الدوله على صارخة حيث احرق الكنائس و ربضها وقتل الكثير واقام بها ايام ثم رحل ومر بنهر آلس راجعا ومكث في منطقة بطن لقان فلقي القائد الدمستق وكان على رأس الاف الخيول فظن الى مقدمة خيول المسلمين فظن انها سريه فهاجم المسلمين وهزمهم، لكن سيف الدولة نزل عليه بقوة كبيرة وهزم الدمستق فقتل من فرسانه كثير واسر حاشيته ووزرائه وافلت القائد الدمستق، فلما عاد سيف الدولة الى معسكره ورجع الى عقبة تعرف بمقطعة الاثفار صاف ليحميهم، ولكن انحدر على رأسهم فخرج من الفرسان جماعة فنزل بهم سيف الدولة بمنطقة بردى وهي نهر عظيم وضبط العدو في عقبة السير وهي شاهقة فلم يقدر صعوده لكبرها وكثرة العدو بها بعدها اشار عليه بعض الادلة الى التوجه نحو متياسرا.
وفي النهار جاءه العدو من خلفة وقاتله الى العشاء، واظلم الليل وتسلل سيف الدولة يطلبون سوادهم ولما خف عنه اصحابه سار حتى وصل منطقة السواد قريبه من بحر الحدث ولكن العدو قد احاط به من الجبلين الجانبين فستنفر الناس فلم ينفر احد، ومن نجا من العقبة نهارا لم يرجع ومن بقي فيها لم يكن منتصرا، وتخاذل الناس من طول السفر، عندها امر سيف الدولة بقتل البطارقة والزراورة وكل من بقي في السلاسل وكان بها مئات.
واجتاز او الطيب بجماعة من المسلمين بعضهم نيام بين القتلى من التعب، وبعضهم يحركونهم فيجهزون على من تحرك منهم،
فقال هذه القصيدة يصف الحال بعد القفول وكانت هذه الواقعة والقصيدة في جماد آخر لسنة 9330 هجريه.
ما هو شرح قصيدة في مدح سيف الدولة؟
الشرح للقصيدة :
1 – غيري بأكثر هذا الناس ينخدع *** إن قاتلوا جبنوا أو حدثوا شجعوا
قال الشاعر هذا ولم يقل هؤلاء لأنه ذهب الى لفظ الناس لا الى المعنى لان شجاعتهم بالقول لا بالفعل فلا تغتر بقولهم.
2 – وما الحياة ونفسي بعد ما علمت *** أن الحياة كما لا تشتهي طبع
يقول كيف ترغب نفسه في حياة هي عار عليه وغير موافقه
ثم قال وقد علمت نفسي ان الحياة تنغص وكدر بما لا تشتهيه الانفس فيصفها بانها مرة فقر، ومرة تعب، فهي عار لنفسه بالحياة عليها.
3 – أأطرح المجد عن كتفي وأطلبه *** وأترك الغيث في غمدي وأنتجع
عنى الشاعر بالمجد والغيث هو السيف لان كليهما يدرك به، فالمعنى ان الشرف وسعة العيش انما يدركان بالسيف فلا اترك سيفي واطلبهما بشيء اخر.
4 – والمشرفية لا زالت مشرفة *** دواء كل كريم أو هي الوجع
يقول السيف دواء الكريم او داؤه لانه اما ان يملك به او يقتل فيهلك، وتعني لا كانت داء بل كانت دواء.
5 – بالجيش تمتنع السادات كلهم *** والجيش بابن أبي الهيجاء يمتنع
يعني ان عز الملوك وامتناعهم عن عدوهم بجيوشهم لانهم اعزاء بهم لذا فان عز جيشك يكون بك لانهم لا يمتنعون عن عدوهم اذا كنت انت فيهم.
6 – تغدو المنايا فلا تنفك واقفة *** حتى يقول لها عودي فتندفع
زعم الشاعر ان المنايا تنتظر ان يأمرها فهي واقفة منتظرة امره بالعودة اليهم.
7 – قل للدمستق إن المسلمين لكم *** خانوا الأمير فجازاهم بما صنعوا
يقول الشاعر ان هؤلاء الذين تركهم سيف الدولة وأسلمهم هم لكم فاصنعوا بهم ما شئتم فقد خانوا الأمير بالانصراف عنه فعاقبهم بما صنعوا انه سلمهم لكم.
8 – وجدتموهم نياما في دمائكم *** كأن قتالكم إياهم فجعوا
في دماء قتلاكم وذلك لانهم تخللوا القتلى وتلطخو بدم القتلى والقو انفسهم بينهم كأنهم قتلى خوفاً من الروم، كانهم كانو مفجوعين والقوا انفسهم بينهم تشبها بقتلاكم فهم فيما بينهم يتوجعون لهم.
9- لا تحسبوا من أسرتم كان ذا رمق *** فليس يأكل إلا الميت الضبع
أي لا تظنوا ان من اسرتم كان حيا، انما اسرتم الا كل ميت لم يبق فيه رمق، لانكم كالضباع تاكلون فقط الميت فلو كانو احياء لما اسرتموهم.
10- من كان فوق محل الشمس موضعه *** فليس يرفعه شيء ولا يضع
أي من بلغ النهاية في الرفعة لم يكن وراء النهاية محل يرفع اليه، فلا يرتفع بنصرة احد ولا يتضع بخذلان احد.
11 – ليت الملوك على الأقدار معطية *** فلم يكن لدنيء عندها طمع
يقول ليتهم يعطون الشعراء على اقدارهم في الاستحقاق بفضلهم وعلمهم وكان لا يطمع في عطائهم الا خسيس.
12 – الدهر معتذر والسيف منتظر *** وأرضهم لك مصطاف ومرتبع
الدهر معتذر اليك من مما يفعل، يقصد من ظفر الروم بأصحابه والسيف ينتظر كرتك عليهم فيشفيك منهم وارضهم لك منزل صيفاً وربيعاً، فالمصطاف والمصيف هو فصل الصيف، و المرتبع المربع يعني فصل الربيع.
13 – فقد يظن شجاعا من به خرق *** وقد يظن جبانا من به زمع
الخرق يعني الطيش،
الزمع هي الرواية والعزم وقيل هو الثبات. وقيل هب رعدة تصيب الرجل عند الغضب.
يقصد انه لم امحدك الا بعد التجربة فقد يحسب الاخرق المتهور في الحرب من غير تدبر شجاعاً، ويحسب الشجاع اذا قدم بالتدابير والعزم والثبات على الحروب جباناً، ويظن ارتعاده من الغصب انه جبان.
14 – إن السلاح جميع الناس تحمله *** وليس كل ذوات المخلب السبع
يعني ليس كل من يحمل السلاح شجاعا، كما انه ليس كل ذي مخلب أسد، فقد يحمل السلاح الجبان مثل الشجاع، وقد يكون لغير الاسد مخلب مثل الكلاب والضباع لها مخالب مثل الأسد.
ما اعراب أأطرح المجد.
إعراب أأطرح المجد كما يلي :
الهمزة للإستفهام .
أطرح : فعل مضارع مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ، و الفاعل ضمير مستتر تقديره أنا .
المجد : مفعول به منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة .