كم استمرت حرب المئة عام بين فرنسا وبريطانيا ؟ نتطرق في هذه المقالة للحديث عن حرب المئة عام والصراع الطويل بين فرنسا وإنجلترا الذي دام 116 سنةَ مِنْ 1337 إلى 1453 إدّعى الملوكُ الإنجليزُ العرشُ الفرنسيُ وكافحوا من أجله. هذه الحرب قوطعتْ بعِدّة فترات طويلة مِنْ السلامِ قَبْلَ أَنْ تنتهي بطردِ الإنجليزِ مِنْ فرنسا، باستثناء كاليه. وكانت الحرب سلسلة من النزاعاتِ ومقسمةُ إلى أربع مراحلِ:
المحتويات
كم استمرت حرب المائة عام بين فرنسا وانجلترا؟
الاجابة : استمرت حرب المائة عام لمدة 116 سنة ، فعلى مدى ما يزيد على قرن من الزمن ما بين عام 1337 وعام 1453 استمرّت تلك الحرب التي يطلقون عليها «حرب المئة عام بين فرنسا وإنجلترا. ذلك العداء الفرنسي ـ الإنجليزي التقليدي متأصل في النفوس أبعد من تلك الفترة، كما يقال ويتردد على لسان الكثيرين..
والجنرال شارل ديغول هو القائل عام 1962 ما مفاده:»إن عدوّنا الأكبر الموروث ليس ألمانيا بل كان إنجلترا. ومن حرب المائة عام حتى الفاشودة ــ حادث دبلوماسي بين انجلترا وفرنسا في الفاشودة، جنوب السودان ــ لم تتوقف عن مقارعتنا.. وهي لا تميل بالفطرة إلى أن تتمنّى لنا الحظ السعيد«. ومن الملاحظ أن العديد من المؤرّخين أولوا اهتمامهم في الفترة الأخيرة للعودة إلى»حرب المائة عام«.
ومن بين هؤلاء المؤرّخ دافيد غرين، الأستاذ في جامعة مدينة نيويورك ومؤلف العديد من الكتب عن حقبة العصور الوسطى، الذي يقدّم كتابا تحت عنوان»حرب المئة عام«. وهو يقدّم فيه»تاريخا شعبيا«لتلك الحرب، كما جاء في العنوان الفرعي.
يشير المؤلف بداية أن نشر هذا الكتاب يتزامن في واقع الأمر مع الذكرى 600 لنشوب معركة»أزيكورت«التي دارت بتاريخ 25 أكتوبر من عام 1415 بين الفرنسيين والإنجليز. ومما يتم ذكره أن تلك الحرب دارت في معظم الوقت على الأرض الفرنسية وليس على الطرف الإنجليزي.
والإشارة أيضا أن المؤرّخين الفرنسيين يتفقون على القول إن آثارها كانت»مأساوية«بالنسبة لبلادهم. ذلك أوّلاً من حيث استمرارها أكثر من قرن من الزمن، وثانياً من حيث إن الاستراتيجية الإنجليزية تركّزت في أغلب الوقت على تدمير فرنسا.
بل تتم الإشارة إلى أن أحد المؤرّخين الفرنسيين تحدّث عامّ 1976 عن أنه في نهاية سنوات 1430 وبداية عقد الأربعينيات التالي كانت نتائج»التدهور الاقتصادي«و»الاحتلال البريطاني«أشبه بـ»هيروشيما في النورماندي«، الموجودة على الشاطئ الفرنسي لبحر المانش.
ويشرح المؤلف أن الإنجليز الذين انتصروا في مختلف المعارك الكبرى»خسروا الحرب«. مع ذلك يُظهرون قدرا أكبر من الرؤية الإيجابية والقول إنها ساهمت في»رفع معنويات المجتمع«. يتعرّض دافيد غرين لـ»الفروسية« ولـ» طبقة الفلاحين«و»النبلاء«و»دور الكنيسة«و»الجنود«و»النساء«.
ولعل من أكثر الفصول إثارة في هذا الكتاب ذلك الذي يكرّسه المؤلف للسلوك»غير العقلاني«الذي لجأ إليه ملكا فرنسا هنري السادس وشارل السادس. هذا ويكرّس المؤلف عددا من الصفحات في هذا السياق لـ»أولئك الذين أرادوا التفاوض من أجل إبرام معاهدة سلام«. تلك الجهود الرامية لإحلال السلام تشكل موضوع الفصل الأخير من الكتاب.
لماذا سميت حرب المائة عام بهذا الاسم
سمبت حرب المائة عام بهذا الاسم نسبة الى عدد السنين التي دارت فيها الصراعات بين فرنسا وبريطانيا ، حيث اطلق المؤرخين هذا الاسم على الحرب التي درات بين فرنسا وانجتلرا، حيث عملوا على كتابة احداث هذه الحرب وويلاتها، وقد كانت البداية على يد الكاتب والمؤرخ الفرنسي فيليب كونتامين في كتابه الذي علم على نشره في القرن التاسع عشر الميلادي عام 1823م، ومن بعده صدر كتاب للكاتب الفرنسي باشليه عام 1852م يحمل نفس هذا الاسم للحرب، ومن ثم أصبح الاسم دارجا منذ ذلك الوقت، وتم انتشاره واستخدامه بشكل رسمي في المناهج التعليمية الفرنسية.
أسباب حرب المائة عام
- السبب الأول للحرب سياسي يتعلق برغبة أنجلترا التخلص من التبعية لفرنسا.
- السبب الثاني الحرب الاقتصادية ذلك أن إنجلترا كانت تعتمد في جزء هام من اقتصادها على إمارة الفلاندر التي كان تصدر إليها صوف الغنم الإنجليزي والذي كان يجد له سوقا رائجا في الفلاندر بجانب العنب والنبيذ، كانت كونتيه الفلاندر أحد تبعيات ملك فرنسا ولكنها كانت شبه مستقلة ولكن ملك فرنسا تدخل كثيرا في شؤنها الداخلية واحتل بعضا من مدنها كما تدخل في حرية الكونت أمير الفلاندر فاشتكى الكونت بدوره لملك إنجلترا فما كان من ملك فرنسا سوى احتلالها فأصبح ملك أنجلترا في مأزق اضطراب باب أقتصادي كان مفتوحا للإقتصاد الإنجليزي.
- السبب الثالث يتعلق بشخص ملك فرنسا الذي كان ضعيفا مسرفا في إنفاقه، ومحبا للبذخ والحفلات الصاخبة ولم يحكم البلاد بنفسه بل ترك امرها لخاصته وحاشيته وتكالب على حفلاته ومجالسه الكثير من أصحاب المصالح والمنتفعين ورجال الدين والأعيان، فكان الملك دائم الإفلاس واستدان من الجميع حتى من الموظفين والضباط. كما أنه لم ينشئ جيشا نظاميا بل اكتفى بجيش مؤقت مرهون بموافقة السادة الاقطاعيين كما أنه لم يوجد سوى بعض الفرسان غير النظاميين وضعيفي العدّة، فكان هذا دافعا كبيرا لإغراء ملك إنجلترا للغزو.
- السبب الرابع على نقيض السبب الثالث، فقد كانت إنجلترا تتمتع بحكم ملك قوي وهو إدوارد الثالث الذي كان عمليا وواقعيا يخطط لأهدافه ويصر على الحصول عليها كما نجح في علاقاته الداخلية مع الأقطاعيين وأحكم سيطرته على نظام حكمه وشعبه ساعيا في اقتصاد بلاده والأهم من ذلك أنه كوّن جيشا نظاميا قويا مدربّا على أسس جديدة وكان أفراد الجيش علي قناعة بمهامهم وتكون الجيش من فرق رماة النبال والسهام وقوة ضاربة من سلاح المدفعية، وغير ذلك من وسائل التكتيك العسكري الحديث آنذاك. أضف إلى ذلك أسطولا قويا ضاربا. أمّا الجيش الفرنسي فقد كان على النقيض من ذلك تماما.
نتائج حرب المائة عام
قامت حرب المئة عام بوضع فرنسا بمأزق وورطة كبيرة، إذ تم إهدار مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، وتفشي المجاعة والطاعون.
عاشت المناطق الريفية أثناء الحرب في ذعر وخوف من هجمات اللصوص والناهبين. كما تسببت الحروب الأهلية بزيادة الدمار والتفكك الاجتماعي.
استفادة الملك لويس العاشر وهو خليفة الملك تشارلز السابع من هذه الوقائع السيئة، إذ ساعده انهيار النبلاء الإقطاعيين من توحيد فرنسا بشكل أكثر قوة تحت جناح السلطة الملكية، وسهل له التعاضد والتحالف مع الطبقة المتوسطة.
مهدت أنقاض حرب المئة عام لنشأة فرنسا الجديدة.
خسرت إنجلترا نفوذها على المستوى القاري، وسعت بشكل متزايد لتوسيع نفوذها على المستوى البحري. تعتبر تلك الحرب أطول الحروب الأوروبية وتعتبر تلك الفترة التي امتدت بها الحرب نهاية للعصور الوسطى وبداية للعصور الحديثة.