كم بقي يوسف في البئر
يوسف بن يعقوب عليهم السلام, هو أحد أنبياء الله تعالى, وفي قصته قام إخوته بوضعه في البئر بسبب الغيرة والحسد ولبث في ذلك البئر ثلاثة أيام (3) وإلتقطه بعض السيارة الذين استسقوا من البئر وأخذوه معهم إلى مصر وباعوه لعزيز مصر.
مكث سيدنا يوسف في البئر عندما وضعوه اخوته وادعو انه قد اكله الذئب واتو لسيدنا يعقوب بدم كذب على قميصه ثلاث ايام وكان غلام عمره يقارب العشر سنوات ووجدوة عائلة من المارة واخرجوه وباعوه
قصة إلقاء يوسف عليه السلام في البئر؟
كان يوسف -عليه السَّلام- يحظى بمكانةٍ مميَّزةٍ عند والده يعقوب -عليه السَّلام-، فقد ولد يوسف وأخٌ له يدعى بنيامين من زوجة يعقوب التي تسمَّى راحيل، وقد تزوَّجها يعقوب بعد موت أختها، وكان له منها عصبةٌ من الأولاد، فاشتغلت الغيرة في قلب الأبناء وأحسُّوا بتفضيل والدهم ليوسف وأخوه عليهم، قال الله -تعالى-: (إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ). فقرَّر إخوة يوسف التَّخلُّص منه، وتشاوروا في الطَّريقة فيما بينهم، فاستقرُّوا على رميه في قاع بئرٍ دون قتله متأمِّلين أن يأتيَ أحد المارَّة ويأخذه معه بعيداً، وبالتَّالي يبقى أبوهم لهم وحدهم ولا يلتفت لدونهم، فطلبوا من والدهم أن يأخذوا يوسف معهم من أجل اللَّهو واللَّعِب، لكنَّ رأفة الأب وحرصه جعلته يعارض ابتداءً خوفاً من أن ينشغلوا عنه ويأكله الذِّئب، لكنَّهم أعطوا والدهم عهداً بالمحافظة عليه
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]. ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70-71].
أما بعد:
فإن أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وأحسنَ الهديِ هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النار.
• يقول الله تبارك وتعالى في كتابه: ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ * إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ * قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ ﴾ [يوسف: 3 – 7].
يدخل عمر رضي الله عنه وأرضاه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجد قاصًّا يقص على الناس، وواعظًا يعظهم بأخبار الجاهلية، فيسألُ عمر: مَنْ هذا؟
قالوا: هذا قاصٌّ يقص علينا، فيعلوه عمر بالدّرة – وهي عصًا غليظة – ويضربه ويقول: أتقصُّ يا عدوَّ الله، والله يقول:﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ﴾ [يوسف: 3]؟! ومن أحسن القصص قصة يوسف عليه السلام، وبطلها يوسف عليه السلام، يمر بأربعة مشاهد:
مشهد الفراق؛ من أبيه ومن ذويه أربعون سنة؛ لا يرى أباه، ولا يرى إخوانه، ولا أهله، ولا بيته، ولا جيرانه.
ومشهد الفتنة؛ امرأة العزيز تتعرض له، وهي من أجمل خلق الله!!
ومشهد السجن؛ يُسجن في ذاتِ الله، ويُمَحَّصُ ليخرج برضوان الله.
ومشهد مُلْكِ مصر؛ يملك الدولة بأسرها، ويتحدث من مركز القوة، بعد الفراق والسجن والعناء.
يقول الله في أول السورة: ﴿ الر ﴾ [يوسف: 1] من هذه الحروف نتكلم، ومن هذه الحروف نصوغ قرآننا، ون هذه الحروف تتكلمون، وتكتبون الشعر والنثر والبلاغة؛ فيا أيها الفصحاء، يا أهل البلاغة والبيان، يا قريش العربية والفصاحة، إني أتحداكم أن تأتوا بسورة واحدة من مثل هذا القرآن!! والتحدي ماضٍ إلى يوم القيامة!!
المادة موجودة، والخام معروف، والحروف لم تتغير، ولكن أنَّى لكم أن تصوغوا قرآنًا كهذا القرآن!!
﴿ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴾ [يوسف: 1].
كتاب مبين جليٌّ واضح، ولكن ماذا يحوي؟ أي شيء فيه؟ ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [يوسف: 2].
فيا من نام وما استيقظَ، اسْتَيقظْ بهذا القرآن، ويا من غفل ولم يتذكر، تذكر بهذا القرآن، ويا من فقد عقله، اعقل بهذا القرآن، وتدبر هذا القرآن، وابحث في أسرار هذا القرآن.
ثم يقول الله تبارك وتعالى مقدمًا للقصة المذهلة المرعبة، التي ما سمع الناس بمثلها، وممهدًا لأحداثها بخطوط عريضة، في وصف القصص القرآني: ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ﴾ [يوسف: 3]. أصدق القصص، وأروع القصص، وأطيبُ القصص.
﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [يوسف: 3].
كنت أميًّا لا تقرأ ولا تكتب، كنت في صحراء مع أمة جاهلية تعبد الصنم والحجر، ما عندها قصص، ما عندهم علم، ما لديها كتاب، فاستمع إلى قصصنا، فإن فيه العبرة، والعظة، والذكرى.
ثم ينتقل بنا القرآن إلى يوسف عليه السلام، وإلى أبيه يعقوب، إلى الأنبياء المطهرين المشرفين، إلى الأسرة العريقة في الكرم، وفي الجود، وفي التقوى، وفي الورع.
وَمَا كَانَ مِنْ خَيْرٍ أَتُوهُ فَإِنَّمَا
تَوَارَثَهُ آبَاءُ آبَائِهِمْ قَبْلُ
وَهَلْ يُنْبِتُ الخَطِّيُّ إلاَّ وَشِيجُهُ
وتُغْرَسُ إلاَّ في مَغَارِسِهَا النَّخْلُ
|
يصحو يوسف عليه السلام ذات يوم، وهو غلام فيما يقارب العاشرة، وفي الصباح يجلس أمام أبيه، ومن أعجب الأعاجيب عند الطفل، أن يرى في النوم ما يرى، ولذلك تجدُ الأطفالَ يرتاحون أيما ارتياح، إذا ما رأوا في نومهم شيئًا يقصونه على آبائهم، لو رأى أحدهم خيالاً، أو طائرًا، أو جبلاً، لزاد عليه، ولزخرف فيه ونمَّق، حتى يخبر أهله بذلك في الصباح.
وأما يوسف عليه السلام، فما زخرف وما زاد، يجلس أمام أبيه ويقول: يا أبتاه، ﴿ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ﴾ [يوسف: 4].
رأيت أحد عشر نجمًا في السماء، والشمس والقمر، ولو سكت لما كان في القصة عجب، كلٌّ يرى أحد عشر كوكبًا، وكل يرى الشمس والقمر، لكن ما هو المذهل يا ترى؟ إن سرَّ الحلم والرؤيا: ﴿ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ﴾ [يوسف: 4].
رأيت أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر هبطوا من السماء، وسجدوا لي في الأرض.
ولمحَ يعقوب عليه السلام، وهو نبي أعطاه الله من العلم، ومن الإدراك، ومن الفطنة والفهم، أن ابنه هذا سوف يكون له شأن عظيم، وأنه سوف يكون وارثه في النبوة، فخاف أن يخبر إخوته بهذه الرؤيا، فيأتي الشيطان، فيحول بينهم وبينه، وهذا ما حدث فقال: ﴿ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ ﴾ [يوسف: 5]. حذارِ حذارِ أن يسمعوا منك هذه القصة، لا تخبرهم بذلك أبدًا.
ولكنه ما حفظ وصية أبيه، وما نفذها، لأنه كان يحب إخوته، وما شك فيهم طرفة عين.
فالإخوان، الأشقاء، الرحماء، الأصفياء، المتحابون، كيف ينقم بعضهم على بعض، وكيف يحسد بعضهم بعضًا، وكيف يبغي بعضهم على بعض، ولذلك علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في “الصحيح”؛ أن إذا رأى أحدنا رؤيا طيبة، ألا يقصها إلا على مَنْ يحب
فأتى يوسف عليه السلام إلى إخوته، وجلس معهم، وهو من أصغرهم، وقص عليهم القصة، فثار الحقد في قلوبهم، والحسد في نفوسهم، وأصبح الخلاص من يوسف عليه السلام أمرًا مؤكدًا لا حيدة عنه، ولا مفر منه، وعلم يعقوبُ عليه السلام أن الإخوة علموا بأمر الرؤيا، فسقط في يديه، وأيقن أن المؤامرة سوف تدبَّر، وأن المكيدة أوشكت.
﴿ وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ ﴾ [يوسف: 6] بهذه الرؤية وبغيرها ﴿ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ ﴾ [يوسف: 6] تفسر للناس الرؤى وتعبرها لهم، فضلاً من ربك ﴿ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ ﴾ [يوسف: 6] نعمة الرسالة، نعمة الاستقامة، نعمة الولاية، ﴿ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [يوسف: 6].
وينتهي هذا المشهد، ثم ينتقل بنا القرآن إلى مشهد آخر، ينتقل بنا إلى أصل القضية، والباعث على المؤامرة التي سوف تدبر، والجريمة التي سوف تنفذ.
يقول الله عز وجل: ﴿ لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ ﴾ [يوسف: 7]. عظات وعبر للمعتبرين، إخوانٌ ينقمون على أخيهم!! إخوان يريدون قتل أخيهم!! ينفونه من بيته!! يحرمونه من أبيه!!
اجتمع إخوة يوسف، وهو ليس معهم؛ بل معهم الشيطان، فقال قائلهم: ﴿ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ ﴾ [يوسف: 8]. ونحن جماعة في بيت واحد، ومن أبٍ واحد ﴿ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ﴾ [يوسف: 8].
لقد أخطأ أبونا، حيث قدم أخانا علينا، لماذا يفضله علينا ونحن أكثر منه؟ لماذا يقبله أكثر مما يقبلنا؟ لماذا يجلسه بجانبه ولا يجلسنا بجانبه؟ وهذا مما توهموه وإن كانت الحقيقة غير ذلك. وهذا أيضًا درس في التربية لمن كان عنده أبناء، فلا يجب أن يَميِّز أحدهم على الآخر، فإن هذا يورث الضغينة، والحقد، والتحاسد بينهم، إلا أن يكون طفلاً صغيرًا، فله أن يميزه، لأنه ضعيف، وإخوانه أقوياء. ﴿ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ﴾ [يوسف: 8] فما الحل يا ترى عند هؤلاء الإخوة؟
﴿ اقْتُلُواْ يُوسُفَ ﴾ [يوسف: 9]. مكيدة ما سمع التاريخ بمثلها، فتىً بريء، طفل صغير تقيٌّ وَرِع، يتآمر عليه إخوانه، وينقم عليه أحبابه، ويكيد له من تربوا معه في بيت النبوة.
﴿ اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا ﴾ [يوسف: 9] أو اذهبوا به إلى أرض بعيدة بعيدة، وألقوه فيها ﴿ يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ ﴾ [يوسف: 9] سوف تستأثرون بأبيكم، وتنفردون بحبه، وظنوا أن هذا سوف يحدث، ﴿ يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ ﴾ [يوسف: 9] ثم تتوبون من هذا الخطأ، وتستغفرون من تلك الجريمة، وسوف يتوب الله عليكم لأنه غفور رحيم!!
قال ابن عباس رضي الله عنهما: نوَوْا بالتوبة قبل الذنب. ﴿ قَالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ﴾ [يوسف: 10]. والقائل أكبرهم على قول بعض المفسرين، رأى أن القتل شديد، وأنه من أكبر الكبائر، وأنه جريمة نكراء، فتحركت في قلبه بعض الرحمة، وبعض الشفقة، وقال: لا تقتلوه، وإنما ﴿ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ ﴾ [يوسف: 10] أي في بئر مغيبة ﴿ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ﴾ [يوسف: 10] مصممين على هذه الفعلة.
واجتمعوا على هذا الرأي، وأجمعوا أمرهم على تلك المكيدة، ولكن كيف يأخذون يوسف من بين يدي يعقوب عليه السلام ما الحيلة التي يحتالون بها على يعقوب؛ لإخراج يوسف من بيته؟
لقد جاؤوا إلى أبيهم متوسلين؛ يا أبانا، لماذا لا تستأمنا على أخينا يوسف؟ هل صدر منا شيء تجاهه؟ ألا تعرف أننا نحبه كثيرًا!! هل ضربناه؟ هل أسأنا إليه؟ هل حسدناه على شيء!! ﴿ قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ ﴾ [يوسف: 11]. نحن نحبه والله، وننصح له، ولا نريد له إلا الخير، ﴿ أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [يوسف: 12].
دعه لنا غدًا يرعى معنا الغنم، وسوف نتركه يلعب، ويجري، ويمرح، إلا أن أعيننا سوف تكون عليه، ﴿ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [يوسف: 12]. فأجابهم يعقوب عليه السلام بلسان الأب الحنون، وبقلب مطمئن بصير: ﴿ قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ ﴾ [يوسف: 13].
لقد شكَّكُوه في أنفسهم، فبين لهم أن ذهابهم بيوسف يُحزنه، وأنه يجد لفراقه وحشة، لأنه صغير، ولأنه يرى فيه النبوة والاصطفاء.
ثم أضاف يعقوب عليه السلام سببًا آخر فقال: ﴿ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ ﴾ [يوسف: 13].
قال ابن عباس رضي الله عنهما: لو لم يقل لهم: أخاف أن يأكله الذئب، ما كانوا قالوا في الأخير: لقد أكله الذئب، لأن هذا الأمر لم يكن في أذهانهم، ففتح لهم يعقوب عليه السلام طريقًا، وأوجد لهم عذرًا لم يدر بخلدهم، دون أن يدري.
ولذلك ففي بعض الآثار أن الله عاقب يعقوب عليه السلام، بسبب هذه الكلمة، ففقد ابنه أربعين سنة، وأوحى إليه، قال: يا يعقوبُ خفتَ الذئبَ ولم تذكرْ حفظي!!
قلت: “أخاف أن يأكله الذئب” وما قلتَ كما قلتَ في الأخير: ﴿ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف: 64].
ثم بدؤوا في تنفيذ جريمتهم، ذهبوا بيوسف إلى المرعى في الصحراء، ذهبوا به والسعادة تملأ قلبه؛ لأنه سوف يلعب مع إخوته، وسوف يقضي معهم وقتًا طيبًا، ذهبوا وقلوبهم تغلي حقدًا، وتتفطر حسدًا لهذا الأخ الحبيب القريب الصغير، فأخذوه أول ما وصلوا، ما تركوه يرتع كما قالوا، ويلعب كما زعموا، وإنما قيدوه بحبل، وأنزلوه في البئر، فأخذ يستغيث ويظن أنهم يمزحون، وقد خيروه بين القتل وبين أن يلقى في البئر.
كَفَى بِكَ دَاءً أَنْ تَرَى الْمَوْتَ شَافِيا
وَحَسْبُ الْمَنَايَا أَنْ يَكُنَّ أَمَانِيَا
تَمَنَّيْتَهَا لّمَّا تَمَنَّيْتَ أَنْ تَرَى
صَدِيقًا فَأَعْيَا أَوْ عَدُوًّا مُدَاوِيَا
|
فأنزلوه وهو يتشبث ويبكي، فيقول له أخوه وهو يستهزئ به، ويتهكم عليه كما في بعض الآثار: هذه أحد عشر كوكبًا، وهذه الشمس والقمر يسجدون لك!! فأخذوا ينزلونه بالحبل، وذكر ابن رجب في “جامع العلوم والحكم” أنه لما نزل أخذ يقول: حسبي الله ونعم الوكيل، وأخذ يقول: سبحان الله، سبحان الذي بيده ملكوت كل شيء، وهو على كل شيء قدير.
قال ابن عباس وهو يبكي حينما قرأ سورة يوسف: “هدأت الحيتان في البحر من التسبيح، ولم يهدأ يوسف عليه السلام من التسبيح، فأنزلوه، ولما نزل قطعوا عنه حبالهم، فبقي في حفظ الله، وفي رعاية الله وفي أمن الله”.
وَإِذَا الْعِنَايَةُ لاحَظَتْكَ عُيُونُهَا
نَمْ فَالْحَوَادِثُ كُلُّهنَّ أَمَانُ
يَا وَاهِبَ الآمَالِ أَنْ
تَ حَفَظْتَنِي وَمَنَعْتَنِي
وَعَدَا الظَّلُومُ عَلَيَّ كَيْ
يَجْتَاحَنِي فَحَمَيْتَنِي
فَانْقَادَ لِي مُتَخَشِّعًا
لمَّا رَآكَ نَصَرْتَنِي
|
قطعوا الحبل وتركوه في البئر، وهو يلهج بذكر الله، في صحراء شاسعة، وحيدًا ليس معه إلا الله، لا خبز، ولا ماء ولا طعام، ولا أهل لا جيران ولا أحبة، لا أحد يمر، ولا مؤنس يؤنس، وإنما الذئب يعوي في صحراء مدوية، ثم رجعوا إلى أبيهم باكين!!
سَبَارِيتُهُ مُغَبَّرَةٌ وَسَبَاِسِبُهْ.
عَوىَ الذِّئْبُ فَاسْتَأْنَسْتُ بِالذِّئْبِ إِذْ عَوَى ♦♦♦ وَصَوَّت إِنْسانٌ فَكِدتُ أطيرُ
ولم يكن الشرُّ متأصلاً في إخوة يوسف عليه السلام، ولذلك نجدهم أخطؤوا في حَبْكِ هذه القصة من أوجه ثلاثة:
الوجه الأول: لو أرادوا مكيدة لتركوه إلى غير هذا اليوم ولعادوا به سالمًا، ليطمئن أبوه إليهم، ولكن هكذا في أول يوم يأكله الذئب!! ما هذا الذئب إلى ينتظر يوسف في الصحراء، وكأنه يرقب متى يخرج حتى يأكله؟!
الأمر الثاني: إنهم أتوا بثوبه فخلعوا قميصه ولم يمزقوه، والذئب لا يعرف خلع القميص، الذئب لا يفك الأزرار، وإنما يمزق الثياب تمزيقًا، وهم فكوا الأزرة، وخلعوا الثوب بهدوء، ثم جعلوه في دم شاة ليحتالوا على أبيهم.
والأمر الثالث: جاؤوا إلى أبيهم وقالوا: ﴿ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ﴾ [يوسف: 17].
كاد المريب أن يقول خذوني، يقولون: إنك لا تصدقنا وهذا علامة على أن في الأمر شيئًا.
ولكن ماذا فعل يوسف عليه السلام؟
أظلم عليه الليل، قال أهل العلم: أنزل الله عليه جبريل يسكّنه تلك الليلة، وأخبره ربه أني معك أسمع وأرى، فلا تفتر لسانك من ذكري، فإني جليسُ من ذكرني، فبدأ يوسف عليه السلام يذكر الله سبحانه وتعالى، فلما استأنس قال يا جبريل، استأنستُ بجلوسي مع الله، فإن شئت فاذهب، فأوحى الله إلى يوسف: ﴿ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ﴾ [يوسف: 15]. سوف تمر الأيام وتخبرهم بصنيعهم هذا وهم يشعرون!!
﴿ وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ ﴾ [يوسف: 16]. رجعوا إلى أبيهم في العشاء، لماذا لم يأتوا في المغرب، أو في العصر؟
أولاً: ليُظِهرُوا أنهم تأخروا في مصارعة الذئب، وفي ملاحقته، حتى يخلصوا أخاهم من بين أنيابه!! ولذلك تأخروا إلى العشاء.
والأمر الثاني: حتى لا يرى أبوهم الدمَ في الثوب فيميز بين دم يوسف ودم الشاة. وانظر إلى المكيدة.. أتوا يتباكون!! ﴿ وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ ﴾ [يوسف: 16]. لقد تركوا كل شيء، وعمدوا إلى أبيهم يعقوب عليه السلام، وهم في حالة سيئة من البكاء والنحيب!! ماذا حدث؟ يا لهذه الرحمة التي أبكتهم! ما هذه الدموع الساخنة الحارة على فرقة يوسف عليه السلام، فسألهم أبوهم: ما الخبر؟ قالوا: ﴿ إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ﴾ [يوسف: 17].﴿ ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ ﴾ [يوسف: 17] تجارينا وتسابقنا ﴿ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ ﴾ [يوسف: 17] إشفاقً عليه ﴿ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ﴾ [يوسف: 17] لأنه أخبرهم قبل ذلك أنه يخاف أن يأكله الذئب، ثم قالوا: ﴿ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ﴾ [يوسف: 17]. أنت لا تصدقنا مع أننا صادقون، ﴿ وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ﴾ [يوسف: 18]. إن كنت لا تصدقنا، فهذا دليل صدقنا، هذا قميصه ملطخًا بالدماء، هذا ثوبه جئنا به؛ لتعلم أننا صادقون!!
أخذ يعقوب عليه السلام الثوب، وضمه إليه، وسالت عينه بالدموع، ﴿ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ [يوسف: 18]. لقد كدتم مكيدة، ودبرتم مؤامرة، والله المستعان على ما تصفون.
قال ابن تيمية رحمه الله: “الصبر الجميل؛ الذي لا شكوى فيه، والصبر الجميل أن لا تُظْهِر الفقر ولا المسكنة لغير الله، والصبر الجميل أن تتجمل أمام خلق الله.
قيل لأحد العبَّاد: ما هو الصبر الجميل؟ قال: أن يتقطع جسمك قطعة قطعة، وأنت تتبسم!! وقال آخر: الصبر الجميل أن تبتلى وقلبك يقول: الحمد لله”.
ثم تولى يعقوب يبكي حتى ابيضَّت عيناه على ما سوف يأتي، وفي بعض الآثار، أن الملائكة بكت على بكاء يعقوب – عليه السلام.
وكان أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه يقرأ سورة يوسف في صلاة الفجر، فإذا بلغ قوله تعالى: ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ﴾ [يوسف: 18]. بكى وبكى الناس معه.
وحُرم يوسف من أبيه يعقوب عليه السلام أربعين سنة واستوحش يعقوب، وخلت الدار، وأظلم كل شيء، وبكى يعقوب حتى ذهبت عيناه، ولسان حاله يقول:
بِنْتُم وبِنَّا فما ابتَلَّتْ جوانحُنا
شوقًا إليكم ولا جفَّت مآقينا
تكادُ حين تناجيكُم ضَمائِرُنا
يقضي علينا الأسى لولا تأسِّينا
إن كان قد عَزَّ في الدنيا اللقاءُ ففي
مواقِفِ الحشرِ نلقاكم ويكفينا
|
وللحديث بقية.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو التواب الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وحجة الله على الناس أجمعين، ومحجة السالكين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
ففي هذا المقطع السابق من سورة يوسف عليه السلام فوائد ودروس، منها:
الأمر الأول: أن هذا القرآن مُعْجِزٌ وأنه معجزةُ رسولنا صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿ قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ﴾ [الإسراء: 88].
الأمر الثاني: في الرؤيا حقٌّ وباطلٌ؛ فإن كانت من رجل صالح، وكانت صالحة، ولم تكن في أمر مستحيل، فإنها من المبشرات.
الأمر الثالث: على المسلم إذا رأى رؤيا صالحة ألا يخبر بها إلا من يحب، لا يخبر بها كل أحد، أما إذا رأى رؤيا سوء فلا يخبر بها أحدًا، سواء يحبه أو لا يحبه. فرؤيا السوء لا يُخبر بها أحد.
وبعض الناس إذا رأى رؤيا مؤذية، مضرة، مكروهة، أخبر بها، فتقع عليه! وفي حديث عنه صلى الله عليه وسلم – وهو صحيح: ((الرؤيا على رِجْل طائر ما لم تعبَّر، فإذا عُبِّرت وقعت))[2].
والأمر الرابع: أن الحسد مركوزٌ في فطر الناس، قال الحسن رحمه الله: “ما خلا جسد من حسد، ولكن المؤمن يدفعه، ويعتقد أن الحسد من أكبر الخطايا والذنوب، وأنه من أقبح السيئات، وأنه يأكل الحسنات، وأنه ينحل الجسم، وأنه يذهب بالتقوى والورع، وأنه يغضب الربَّ على العبد”.
أَلا قُلْ لمَنْ بَاتَ لي حاسدا
أتدري على مَنْ أَسَأْتَ الأدبْ
أَسَأْتَ على الله سبحانه
لأنَّك لم تَرْضَ لي ما وهبْ
|
فمن حسد فقد أساء الأدب مع الله، وقد اعترض على القضاء والقدر، وقد ضيع نفسه، وقد كره فضل ربه على الناس. ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ ﴾ [النساء: 54].
فالحسد مقيت، وهو أول ما عُصِيَ به الله في الأرض، نعوذ بالله منه.
وواجب الحاسد أن يتوب إلى الله، وأن يراجع حسابه مع الله، وأن يتعوَّذ بالله من الشيطان الرجيم، وأن يحسن إلى المحسود، وأن يهدي له، وأن يستغفر له، وأن يدعو له، وأن يعلم أنه ارتكب خطيئةً ما بعدها خطيئة.
والأمر الخامس: أن المحن تقع بين الإخوة، إذا فُضل بعضهم على بعض، فمن حسن التربية أن يساوَوْا في القسمة، وفي الحب، وفي التقبيل، وفي الجوائز، فلا يقدَّم أحدهم على الآخر، ولو كان أحدهم متفوقًا، أو ناجحًا، أو قدَّم عملاً، فلا يجب أن يفضّل على إخوانه. قال النعمان بن بشير: ذهب بي أبي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم – وقد ميزني بشيء من القسمة فقال صلى الله عليه وسلم: ((أفعلت هذا بولدك كلهم؟)) قال: لا يا رسول الله، قال: ((فلا تشهدني إذًا فإني لا أشهد على جور))، أو قال: ((فأشهد على هذا غيري))، أو قال عليه الصلاة والسلام: ((اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)) فمن الظلم كل الظلم أن يُقدم أحد الأبناء، وأن يؤخَّر الباقون، إنه سبيل إلى الإحباط، وإلى البغض، وإلى الانتحار، وإلى المكيدة والعداوة بين الأبناء – نسأل الله العافية – فهذا من الأدب في التربية.
والأمر السادس: أن الحافظ هو الله، وأن المانع من السوء هو الله، وأن الرقيب والحسيب هو الله الحي القيوم، فيوسف عليه السلام لما ألقي في الجب نسي كل شيء إلا الله، فذكر مولاه، فحفظه، ورعاه وتولاه وأيده وسدَّده وآواه، وأصبح ملكًا على مصر، وآتاه النبوة، وشرَّفه بالرسالة، ومنحه العلم والدعوة.
وكذلك يحفظ الله من يحفظه؛ ﴿ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف: 64].
وهكذا تستمر سورة يوسف، بمشاهدها التي سوف تأتي إن شاء الله وبحديثها الشائق، وبروعتها في الأداء، وأخذها بأطناب القلوب.
نسأل الله فقهًا في كتابه، وتدبرًا لآياته، وعملاً بمواعظه وأحكامه، إنه على كل شيء قدير.
عباد الله:
وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
• وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((من صلَّى عليَّ صلاة صلَّى الله عليه بها عشرًا))
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبيك وحبيبك محمد, واعرض عليه صلاتنا في هذه الساعة المباركة يا رب العالمين، وارض اللهم عن أصحابه الأطهار من المهاجرين والأنصار، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.