تعتبر صلاةٌ العيد مشروعة، حيث ثبتتْ مشروعيتها بما ورد في كتاب الله، وسُنّة نبيّه، وإجماع الأمّة، قال الله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)، والصلاة المذكورة في الآية يُقصَد بها صلاة العيد كما اشتُهر عن علماء التفسير، وروى الإمام البخاريّ في صحيحه عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: (شَهِدْتُ العِيدَ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأَبِي بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمْ، فَكُلُّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ قَبْلَ الخُطْبَةِ)،كما أجمع العلماء على مشروعيّة صلاة العيد.
المحتويات
كم عدد ركعات صلاة العيد وكيفية أدائها ؟
وعن أبي سعيد قال :«كان رسول الله يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول شيء يبدأ به الصلاة.» , يُكبر في الأولى تكبيرة الإحرام، ثم يُكبر بعدها ست تكبيرات أو سبع تكبيرات لحديث عائشة:«التكبير في الفطر والأضحى الأولى سبع تكبيرات وفي الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرتي الركوع» رواه أبو داود وصححه الألباني في إراواء الغليل (639).
ثم يقرأ سورة الفاتحة، ويقرأ سورة ” ق ” في الركعة الأولى، وفي الركعة الثانية يقوم مُكبراً فإذا انتهى من القيام يُكبر خمس تكبيرات، ويقرأ سورة الفاتحة، ثم سورة ” القمر ” فهاتان السورتان كان النبي يقرأ بهما في العيدين، وإن شاء قرأ في الأولى بـ ” الأعلى ” وفي الثانية بـ ” الغاشية ” فقد ورد أنه كان يقرأ في العيد سورتي ” الأعلى، والغاشية “.
وينبغي للإمام إحياء السنة بقراءة هذه السور حتى يعرفها المسلمون ولا يستنكروها إذا وقعت , وبعد الصلاة يخطب الإمام في الناس، وينبغي أن يخص شيئاً من الخطبة يوجهه إلى النساء يأمرهن بما ينبغي أن يقمن به، وينهاهن عن ما ينبغي أن يتجنبنه كما فعل النبي .
متى تبدأ صلاة العيد ؟
تبدأ صلاة العيد من طلوع الشمس قَدْر رُمح إلى حين ابتداء زوالها، وهو مذهب جمهور العلماء من الحنفيَّة، والمالكيَّة، والحنابلة، أمّا الشافعية فقالوا إنَّ وقت صلاة العيد يبدأ من حين ابتداء طلوع الشمس إلى حين زوالها؛ فهذه صلاة سبب لا تأخذ بعين الاعتبار الأوقات التي فيها كراهة، ودليل الشافعيّة على قولهم هو ما ورد عن الرسول -عليه السلام- أنّه قال: (إنَّ أوَّلَ ما نَبْدَأُ مِن يَومِنَا هذا أنْ نُصَلِّيَ)، ووجه الدلالة أنَّ اليوم يبدأ بطلوع الفجر وهذا وقت أداء صلاة الفجر، وبعد زوال الشمس يكون وقت صلاة الظهر، أمّا الجمهور فقد بيّنوا أنَّ المتعارف عليه من الأمّة أن تؤدّى الصلاة في هذا الوقت؛ فالمعروف بين الأمّة لا بدّ من اتّباعه، كما أنَّه لا بد من ورود نصّ يدل على وقت صلاة العيد إن كان لها وقت قبل طلوع الشمس، كما أنَّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- نهى عن الصلاة حين طلوع الشمس؛ فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: (إِذَا طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فأخِّرُوا الصَّلَاةَ حتَّى تَرْتَفِعَ، وإذَا غَابَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فأخِّرُوا الصَّلَاةَ حتَّى تَغِيبَ).
من آداب صلاة العيد
- الموالاة في القراءة في ركعتَي صلاة العيد؛ وذلك بعدم الفصل بين التكبيرات، والقراءة.
- الاغتسال قبل صلاة العيد، والتطيُّب لها، مع تخيُّر أحسن الثياب؛ إذ ثبت في الصحيح: (أنَّ ابنَ عُمَرَ كانَ يَغتَسِلُ يَومَ الفِطرِ، قَبلَ أنْ يَغدوَ إلى المُصَلَّى).
- تناول شيءٍ من الطعام قبل الخروج إلى صلاة عيد الفِطْر، ويُسنّ أن يكون حُلواً؛ كالتمر ونحوه؛ اقتداءً بالنبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ إذ أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَغْدُو يَومَ الفِطْرِ حتَّى يَأْكُلَ تَمَراتٍ وقالَ مُرَجَّأُ بنُ رَجاءٍ، حدَّثَني عُبَيْدُ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَني أنَسٌ، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا).
- الذهاب إلى مُصلّى العيد مَشياً على الأقدام، والحرص على مُخالفة الطريق في العودة من المُصلّى.
- النداء لصلاة العيد، بِقَول: “الصلاة جامعةٌ”، فلا يُشرع فيها أذانٌ أو إقامةٌ، التكبير في الطريق إلى مُصلّى العيد، عند الشافعيّة، والمالكيّة، والحنابلة؛ في صلاة عيدي الفِطْر والأضحى، والجهر به، أمّا عند الحنفيّة؛ فيُسنّ التكبير في الطريق إلى المُصلّى، في عيد الأضحى، دون عيد الفِطْر، مع الجهر به.