المحتويات
مراتب وشعب الإيمان
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ – أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ – شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ رواه البخاري (9) ومسلم (35) واللفظ له.
وشعب الإيمان هي خصال أو أجزاء الإيمان وقد ذكر النبي أنها بضع وسبعون شعبة أو بضع وستون شعبة كما في الحديث السابق ،
معنى شُعبة
قال ابن حجر: بالضم أي قطعة ، والمراد الخصلة أو الجزء. فمعنى الحديث: بضع وسبعون خصلة.قال القاضي عياض : البضع والبضعة بكسر الباء فيهما وفتحها هذا في العدد فأما بضعة اللحم فبالفتح لا غير.
وفي رواية : بضعة ، وهي القطعة ، ثم استعملا في العدد لما بين الثلاثة والعشرة. وفي ” القاموس ” : هو ما بين الثلاث إلى التسع أو إلى الخمس ، أو ما بين الواحد إلى الأربعة ، أو من أربع إلى تسع ، أ ثم استعملا في العدد لما بين الثلاثة والعشرة. وفي ” القاموس ” : هو ما بين الثلاث إلى التسع أو إلى الخمس ، أو ما بين الواحد إلى الأربعة ، أو من أربع إلى تسع ، أو هو سبع.
تحديد عدد شعب الايمان وما هي
جاءت عدة رويات لحديث أبي هريرة عن النبي بتحديد عدد الشعب :
- بِضْعٌ وَسِتُّونَ : ( الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً , وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ ).
- بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ: ( الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ – أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ – شُعْبَةً , فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ , وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ ).
- بِضْعٌ وَسَبْعُونَ: ( الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً ).
ما هي شعب الإيمان
الإجابة :
|
|
|
|
|
|
أعلى شعب الإيمان وافضلها
تتفاوت الشُعب في مراتبها من الإيمان، فمنها ما يكون في أعلى مراتب الإيمان، ومنها ما يكون في أدناها، وما بين أعلى الإيمان وأدناه شعب متعددة.قال ابن القيم: الإيمان أصل له شعب متعددة، وكل شعبة تسمى إيماناً، فالصلاة من الإيمان، وكذلك الزكاة والحج والصوم، والأعمال الباطنة ، وبينهما شعب متفاوتة تفاوتاً عظيماً.
قال النووي : إن الكلام في تعيين هذه الشعب يطول وقد صنفت في ذلك مصنفات. ومن أغزرها فوائد كتاب ( المنهاج ) لأبي عبد الله الحليمي إمام الشافعيين ببخارى. وحذا حذوه الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه( شعب الإيمان).
الإجابة : افضل شعب الايمان واعلى مرتبة هي لا اله الا الله
هل مراتب الإيمان كلها واجبة ؟
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
” في رواية مسلم من الزيادة: ( أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق )، وفي هذا إشارة إلى أن مراتبها متفاوتة ” انتهى. “فتح الباري” (1 / 53).
وكونها معدودة في الإيمان : لا يلزم منها أنها واجبة كلها؛ لأن لفظ “الإيمان” إذا أطلق يدخل فيه كل أعمال البر والخير الواجبة والمستحبة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
” فلفظ ” الإيمان ” إذا أطلق في القرآن والسنة يراد به ما يراد بلفظ ” البر ” وبلفظ ” التقوى ” وبلفظ ” الدين ” كما تقدم؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن أن: ( الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ ) ؛ فكان كل ما يحبه الله يدخل في اسم الإيمان ” انتهى. “مجموع الفتاوى” (7 / 179).
وقد سمى الله تعالى من الإيمان الصلاة.
قال الله تعالى:
وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ البقرة/143.
عن زُهَيْر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: ” أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَوَّلَ مَا قَدِمَ المَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى أَجْدَادِهِ، أَوْ قَالَ أَخْوَالِهِ مِنَ الأَنْصَارِ، وَأَنَّهُ صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ البَيْتِ، وَأَنَّهُ صَلَّى أَوَّلَ صَلاَةٍ صَلَّاهَا صَلاَةَ العَصْرِ، وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى مَعَهُ، فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ رَاكِعُونَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ مَكَّةَ، فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ البَيْتِ، وَكَانَتِ اليَهُودُ قَدْ أَعْجَبَهُمْ إِذْ كَانَ يُصَلِّي قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ، وَأَهْلُ الكِتَابِ، فَلَمَّا وَلَّى وَجْهَهُ قِبَلَ البَيْتِ، أَنْكَرُوا ذَلِكَ.
قَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ البَرَاءِ فِي حَدِيثِهِ هَذَا: أَنَّهُ مَاتَ عَلَى القِبْلَةِ قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ رِجَالٌ وَقُتِلُوا، فَلَمْ نَدْرِ مَا نَقُولُ فِيهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ البقرة/143″ رواه البخاري (40).
قال ابن رجب رحمه الله تعالى:
” قال عبيد الله بن موسى: هذا الحديث يخبرك أن الصلاة من الإيمان. وهذا هو الذي بوب عليه البخاري في هذا الموضع؛ ولأجله ساق حديث البراء فيه.
وكذلك استدل ابن عيينه وغيره من العلماء على أن الصلاة من الإيمان. وممن روي عنه أنه فسر هذه الآية بالصلاة إلى بيت المقدس: ابن عباس من رواية العوفي عنه، وسعيد بن المسيب، وابن زيد، والسدي، وغيرهم.
وقال قتادة، والربيع بن أنس: نزلت هذه الآية لما قال قوم من المسلمين: كيف بأعمالنا التي كنا نعمل في قبلتنا الأولى؟
وهذا يدل على أن المراد بها الصلاة أيضا؛ لأنها هي التي تختص بالقبلة من بين الأعمال.
ولم يذكر أكثر المفسرين في هذا خلافا، وأن المراد بالإيمان هاهنا الصلاة؛ فإنها علم الإيمان وأعظم خصاله البدنية ” انتهى. “فتح الباري” (1 / 190).
والصلاة منها فرائض ونوافل.
ولذلك من اجتهد من أهل العلم في عدّ شعب الإيمان، ذكر منها الصلاة فرضا ونفلا.