المحتويات
كم كان عمر أم البنين عندما تزوجت الإمام علي
بعد وفاة الزوجة الأولى للإمام علي بن ابي طالب عليه السلام ، وهي فاطمة الزهراء ، كان لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عدة زيجات ومن أهمها الزواج من السَّيِّدة أم البنين فاطمة الكلابيَّة (رضوان الله عليها) ، وخصصنا هذه المقالة للتعريف بأم البنين وهي فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة ابن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية ابن بكر بن هوازن الكلابية، وأمها ليلى بنت السهيل بن مالك، وهو ابن أبي برة عامر ملاعب الأسنة بن مالك بن جعفر بن كلاب، وأمهما عمرة بنت الطفيل بن عامر وأمها كبشة بنت عروة الرحال بن عتبة بن جعفر بن كلاب، وأمها فاطمة بنت عبد شمس بن عبد مناف.
كنيتها وسبب تسميتها بـ أم البنين :
كانت السَّيِّدة الطَّاهرة فاطمة الكلابيَّة (رضوان الله عليها) تكنَّى بأم البنين، ذلك لأسباب منها: يقال: أن جدَّتها لأبيها كانت تكنَّى بأم البنين، وذلك من قول الشاعر:
نحن بني أم البنين الأربعة * الضاربون الهام تحت الخيضعة
والمطعمون الجفنة المدعدعة * ونحن خير عامر بن صعصعة.
يقال أنَّها عندما تزوَّجها الإمام عَلِيّ (عليه السَّلَام) بعد شهادة السَّيِّدة الزَّهراء(عليها السَّلَام)، طلبت من زوجها أمير المؤمنين (عليه السَّلَام) أن لا يُناديها باسمها فاطمة، وأن يناديها بأم البنين، وذلك حتَّى لا يتأثر الإمامان الحَسَن والحُسَين وأختاهما: السَّيِّدة زينب الكبرى والسَّيِّدة أم كلثوم (عليهم السَّلَام) عند ذكر اسم فاطمة فيذكرون أمَّهم السَّيِّدة الشَّهيدة فاطمة الزَّهراء بنت النَّبيّ مُحَمَّد (صلَّى الله عليه وآله)، فعلاً أصبحت أم البنين بإنجابها للإمام (عليه السَّلَام) أربعة بنين، استشهدوا جميعهم مع أخيهم الإمام الحُسَين (عليه السَّلَام).
نشأتها وصفاتها (رضوان الله عليها):
ام البنين كانت شاعرة فصيحة وموالية للبيت العلوي وكانت امرأة مثالية في طاعة زوجها الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلَام)، وكانت مخلصة لأبنائه وأبناء السَّيِّدة فاطمة الزَّهراء (عليهم السَّلَام)، فحتَّى أنَّها (رضوان الله عليها) شاركتها في المصيبة والفجيعة الأليمة، ففضلت أبناء السَّيِّدة فاطمة الزَّهراء (عليهم السَّلَام)، على أبنائها في يوم الطَّف.
زواجها من الإمام عَلِيّ (عليه السَّلَام):
كان زواجها من الإمام (عليه السَّلَام) كما أشرنا آنفاً بعد فجيعته بالسَّيِّدة الزَّهراء (عليها السَّلَام)، وقد روي أن أمير المؤمنين عَلِيّ بن أبي طالب (عليه السَّلَام) عندما أراد أن يتزوَّج، طلب أخيه عقيل بن أبي طالب، وكان نسَّابة عالماً بأنساب العرب وأخبارهم: أن يخطب له امرأة قد أولدتها الفحول من العرب يتزوجها، لتلد منه غُلاماً بطلاً زكيّاً شجاعاً، حتَّى يكون عوناً لولده الإمام الحُسَين (عليه السَّلَام) في يوم مصيبة طف كربلاء الأليمة، فقال (عليه السَّلَام) لعقيل: (أنظر إلى امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد ليّ غُلَاماً فارساً)، فقال له عقيل: (أين أنت عن فاطمة بنت حزام بن خالد أم البَنين الكلابيَّة، فإنَّه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس)
فتزوَّجها الإمام (عليه السَّلَام)، فكانت له خير امرأة (رضوان الله عليها)، فخدمته وأبنائه (عليهم السَّلَام)، وأنجبت له أولاداً أربعة وكانوا أبطالاً خلَّدوا ذكرهم في التاريخ الإسلامي بشجاعتهم وبطولتهم في يوم طف كربلاء، فكانت امرأة مخلصة وموالية له ولأبنائه (عليهم السَّلَام) من حين دخولها البيت العلويّ المُحمَّديّ إلى وفاتها (عليها السَّلَام) في مدينة الرَّسول (صلَّى الله تعالى وآله).
من هم أبناء ام البنين
إنَّ للسَّيِّدة الطَّاهرة فاطمة الكلابيَّة أم البنين (عليها السَّلَام) من الأولاد أربعة، وكانوا كالأقمار بالجمال، وكالجبال ثباتاً في ساحات الجهاد لاسيما في معركة الطَّف، وكانوا أبطالاً صناديداً ويحملون من الفروسية والشجاعة كأبيهم عَلِيّ بن أبي طالب (عليه السَّلَام) وكأخويهم الإمامين الطاَّهرين الحَسَن والحُسَين (عليهما السَّلَام)، وكعمِّهم جعفر الطَّيار بن أبي طالب (عليه السَّلَام) وكأخوالهم أيضاً.
وهؤلاء أبنائها هم: قمر العشيرة أبو الفضل العبَّاس، وعبد الله، وجعفر، ويروى أنَّ أمير المؤمنين (عليه السَّلَام) سمَّاه باسم أخيه جعفر لحبّه إياه، وعثمان (عليهم السَّلَام)، وسمَّاه أبيه الإمام عَلِي (عليه السَّلَام) بـ(عثمان) على اسم صاحبه عثمان بن مظعون (رضوان الله عليه)، فروي عن الإمام عَلِيّ (عليه السَّلَام) أَنَّه قال: (إنَّما سميته باسم أخي عثمان بن مظعون رضوان الله عليه)، وكان لهؤلاء الأبطال الأفذاذ دوراً بارزاً في معركة الطَّف مع أخيهم الإمام الحُسَين المظلوم الشَّهيد (عليه السَّلَام).