للطاعِمِ الشاكرِ مثلُ ما للصائمِ الصابرِ
حديث شريف رواه ابو هريرة إسناده صحيح ، وأخرجه البخاري معلقاً بعد حديث (5460)، وأخرجه موصولاً الترمذي (2486)، وابن ماجه (1764) واللفظ لهما، وأحمد (7793) ، فما معنى هذا الحديث ؟
إن الحديث يشرح ويوضح فضل الشكر والصبر ، حيث ينبهنا الحديث على لزوم الشكر لله تعالى على جميع نعمه، صغيرها وكبيرها، فكما ألحق الطاعم الشاكر بالصائم الصابر في الثواب، دل على أنه تعالى كذلك يفعل في شكر سائر النعم; لأنها كلها من عنده لا صنع في شيء منها للمخلوقين، فهو المبتدئ بها والملهم للشكر عليها والمثيب على ذلك، فينبغي للمؤمن لزوم الشكر لربه تعالى في جميع حركاته وسكناته، وعند كل نفس وكل طرفة، [ ص: 251 ] وليعلم العبد (تحت) ما هو من نعم الله مولاه، ولا يفتر لسانه عن شكرها، فتستديم النعم والعافية; لقوله تعالى: لئن شكرتم لأزيدنكم [إبراهيم: 7]
تفسير للطاعم الشاكر مثل ما للصائم الصابر
شُكرُ اللهِ سبحانه وتعالى على نِعَمِه مِن آكَدِ المهمَّاتِ على المسلِمِ؛ فكلُّ أمورِ العَبدِ تدورُ بينَ النِّعمةِ الَّتي تُشكَرُ، والبَلاءِ الَّذي فيه الصَّبرُ ابتغاءَ مَرضاةِ اللهِ سبحانه وتعالى.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: “الطَّاعمُ الشَّاكرُ”، أي: الَّذي يأكُلُ الأَكْلةَ، فيَشكُرُ اللهَ ويَحمَدُه، “بِمَنزلةِ الصَّائمِ الصَّابرِ”، أي: كلٌّ مِنهما مأجورٌ، والمقصودُ بالمنزلةِ: أنَّ كلًّا مِنهما في طاعةٍ، وقيل: المعنى: أنَّ كلًّا مِنهما مُساوٍ للآخَرِ في الأجرِ، والصَّائمُ الصَّابرُ، هو الَّذي يَكُفُّ نفْسَه عن الأكلِ والشُّربِ والشَّهواتِ، ويَصبِرُ عن المباحاتِ مُدَّةَ الصِّيامِ ابتغاءَ مَرضاةِ اللهِ.
وفي الحديثِ: بيانُ فضلِ الشُّكرِ والصَّبرِ.