المحتويات
معلومات عن أربعينية الإمام الحسين عليه السلام 2022
ينشغل الملايين من أبناء الطائفة الشيعية حول العالم باحياء مناسبة زيارة الأربعين للإمام الحسين (ع) وهي من المناسبات الحزينة التي تشهد بعض الشعائر والأعمال للشيعيين في هذا اليوم، حيث أنها ذكرى مرور اربعين يوماً على استشهاد الإمام الحسين عليه السلام الذي ضحى بنفسه وبأنصاره في سبيل الدين، ويعمل الشيعيون على احياء هذا اليوم لاحياء اسم الامام الحسين واحياء منهجه، فيكرمونه في هذا اليوم من خلال زيارته الذي يصادف 20/صفر ولهذه المناسبة فضل عظيم لكل من يقوم وبأعمالها، اليوم ستكون زيارة الأربعين محط اهتمامنا وسنوضح لكم فضل هذه الزيارة ولماذا نمشي للحسين مشياً على الاقدام في زيارة الاربعين ومعلومات أخرى.
ما هي زيارة الأربعين
زیارة الأربعين، هي ذكرى مرور أربعين يوما على إستشهاء الإمام الحسين عليه السلام الذي ضحى بنفسه وبأنصاره في سبيل الدين.
فضل زيارة الأربعين 2022
أولى الأئمة المعصومون (عليهم السلام) زيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) عناية فائقة واهتمام خاص وحثوا شيعتهم على إداء هذه الشعيرة المقدسة والتأكيد عليها في كثير من الموارد، وقد وردت في ذلك كثير من الأحاديث والروايات عنهم (عليهم السلام) في فضل زيارة الحسين والثواب الجزيل الذي يصيبه زائره بزيارته. من هذه الأحاديث ما رُوي عن الإمام الباقر (عليه السلام): (مُروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين فإن إتيانه مفترض على كل مؤمن يقرُّ للحسين بالإمامة من الله عز وجل)، وفي حديث آخر له (عليه السلام) أيضاً عندما سُئلَ: ما لزائر الحسين من الثواب ؟ فقال عليه السلام: (يؤمنه الله يوم الفزع الأكبر وتلقاه الملائكة بالبشارة ويقال له: لا تخف ولا تحزن هذا يومك الذي فيه فوزك).
كما جاءت الروايات بأسانيدها الصحيحة عن النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام) أن الله عوّض الحسين عن شهادته وتضحيته: (بأن كان الشفاء في تربته وجعل الأئمة من ذريته واستجابة الدعاء عند قبته)، و(أن الله ينظر إلى زوّار قبر الحسين عشية عرفة قبل أن ينظر إلى حجاج بيته الحرام) ذلك لأن الحسين حفظ حرمة البيت الحرام، وهذا ما أكده قوله (عليه السلام) لابن عباس عندما خرج من مكة المكرمة قبل أن يتم حجه: يا ابن عباس لو لم أخرج لهُتكت حرمة البيت. وجاء عن الإمام الباقر (عليه السلام): (إن الحسين قتل مظلوماً فآلى الله أن لا يأتي قبر الحسين مظلوم إلّا تكفّل بردِّ مظلمته، وأن الحسين قتل مهموماً حزيناً كئيباً فآلى الله أن لا يأتي قبر الحسين مهموم إلا فرّج عنه).
اجمل ما قيل عن زيارة الأربعين ٢٠٢٢
أربعينية الإمام الحسين عليه السلام
ورود جابر بن عبد الله الانصاري الى كربلاء لزيارة ابي عبد الله الحسين فكان اول من زاره من الناس وهي زيارة الاربعين ثم روى حديث الامام الحسن العسكري.(عليه السلام )
عن زرارة بن اعين عن ابي عبد الله الصادق انه قال: ان السماء بكت على الحسين اربعين صباحا بالدم، والارض بكت عليه اربعين صباحا بالسواد، والشمس بكت عليه اربعين صباحا بالكسوف والحمرة، والملائكة بكت عليه اربعين صباحا وما اختضبت امرأة منا ولاادهنت ولااكتحلت ولارجلت حتى اتانا رأس عبيد الله بن زياد وما زلنا في عبرة من بعده.
عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه أخبره بقتل الحسين ( عليه السلام ) ـ إلى أن قال : ـ من زاره عارفا بحقه كتب الله له ثواب ألف حجة وألف عمرة ، ألا ومن زاره فقد زارني، ومن زارني فكأنما زار الله ، وحق على الله أن لا يعذبه بالنار ، ألا وإن الاجابة تحت قبته ، والشفاء في تربته ، والائمة من ولده .
وردت في احاديث عن الائمة المعصومين في فضلها منها ماروي عن الامام الحسن العسكري انه قال: علامات المؤمن خمس؛ صلاة احدى وخمسين ؛ وزيارة الاربعين ؛ والتختم باليمين ؛ وتعفير الجبين.
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين ( عليه السلام ) فإن إتيانه مفترض على كل مؤمن يقر للحسين بالامامة من الله عزّ وجلّ.
عن عبيدالله بن موسى ، عن الوشاء قال : سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول : إن لكل إمام عهدا في عنق أوليائه وشيعته ، وإن من تمام الوفاء بالعهد زيارة قبورهم.
قال أبو عبدالله عليه السلام : من أتى قبر الحسين ( عليه السلام ) عارفا بحقه كان كمن حج مائة حجة مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله(.
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : لو يعلم الناس ما في زيارة الحسين ( عليه السلام ) من الفضل لماتوا شوقا ، وتقطعت أنفسهم عليه حسرات ، قلت : وما فيه ؟ قال : من زاره تشوقا إليه كتب الله له ألف حجة متقبلة ، وألف عمرة مبرورة ، وأجر ألف شهيد من شهداء بدر ، وأجر ألف صائم ، وثواب ألف صدقة مقبولة ، وثواب ألف نسمة أريد بها وجه الله ، ولم يزل محفوظا … الحديث. وفيه ثواب جزيل ، وفي آخره : أنه ينادي مناد : هؤلاء زوار الحسين شوقا إليه.
عن الرضا ( عليه السلام ) قال : من زار الحسين فقد حج واعتمر ، قلت : تطرح عنه حجة الاسلام ؟ قال : لا هي حجة الضعيف حتى يقوى ويحج إلى بيت الله الحرام ـ إلى أن قال ـ : وإن الحسين لاكرم على الله من البيت فإنه في وقت كل صلاة لينزل عليه سبعون ألف ملك شعث غبر لا تقع عليهم النوبة إلى يوم القيامة ، وإن البيت يطوف به سبعون ألف ملك كل يوم.
اجمل ما قيل عن زيارة الأربعين
عن زرارة قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : ما تقول فيمن زار أباك على خوف ؟ قال : يؤمنه الله يوم الفزع الاكبر ، وتلقاه الملائكة بالبشارة ، ويقال له : لا تخف ولا تحزن هذا يومك الذي فيه فوزك.
عن ابن بكير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قلت له : إن قلبي ينازعني إلى زيارة قبر أبيك ، وإذا خرجت فقلبي وجل مشفق حتى أرجع خوفا من السلطان والسعاة وأصحاب المصالح ، فقال : يا ابن بكير ، أما تحب أن يراك الله فينا خائفا ؟ أما تعلم أنه من خاف لخوفنا أظله الله في ظل عرشه ؟ وكان يحدثه الحسين ( عليه السلام ) تحت العرش ، وآمنه الله من أفزاع يوم القيامة ، يفزع الناس ولا يفزع ، فإن فزع وقرته الملائكة ، وسكنت قلبه بالبشارة.
عن أبي سعيد ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : ومن أتى قبر الحسين ( عليه السلام ) في سفينة فتكفت بهم سفينتهم ، نادى مناد من السماء : طبتم وطابت لكم الجنة.
عن يونس بن ظبيان عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قلت له : زيارة الحسين ( عليه السلام ) في حال التقية ، فقال : إذا أتيت الفرات فاغتسل ثم البس ثوبيك الطاهرين ثم تمر بالقبر فقل : صلى الله عليك يا أبا عبدالله ، صلى الله عليك يا أبا عبدالله ، صلى الله عليك يا أبا عبدالله وقد تمت زيارتك.
خصوصية يوم الأربعين , وفضل زيارة الحسين (عليه السّلام) في ذلك اليوم
وردت روايات عن الأئمة المعصومين (عليهم السّلام) في خصوصية يوم الأربعين , وفضل زيارة الحسين (عليه السّلام) في ذلك اليوم ؛ ففي مستدرك الوسائل للنوري / 215 باب 94 , عن زرارة بن أعين , عن ابي عبد الله الصادق (عليه السّلام) أنه قال : (( إنّ السماء بكت على الحسين أربعين صباحاً بالدم ، والأرض بكت عليه أربعين صباحاً بالسواد ، والشمس بكت عليه أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة ، والملائكة بكت عليه أربعين صباحاً , وما اختضبت امرأة منّا , ولا أدهنت , ولا اكتحلت , ولا رجلت حتّى أتانا رأس عبيد الله بن زياد , وما زلنا في عبرة من بعده )) .
وروي في كامل الزيارات / 90 باب 28 , عن الإمام محمد الباقر (عليه السّلام) أنه قال : (( إنّ السماء بكت على الحسين أربعين صباحاً )) .
أمّا زيارة الإمام الحسين (عليه السّلام) يوم الأربعين فقد وردت في أحاديث عن الأئمة المعصومين (عليهم السّلام) في فضلها , منها ما روي عن الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) أنه قال : (( علامات المؤمن خمس ؛ صلاة إحدى وخمسين ، وزيارة الأربعين ، والتختم في اليمين ، وتعفير الجبين ، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم )) .
أمّا الزيارة المشهورة في يوم الأربعين والمعروفة بالأربعينيّة فقد رويت على روايتين ؛ الرواية الاُولى رواها صفوان الجمال عن الإمام الصادق (عليه السّلام) , فقال : قال لي مولاي الصادق (عليه السّلام) : (( تزور الحسين عند ارتفاع النهار , وتقول … )) , ثم تلا الزيارة .
أمّا الرواية الثانية فقد رويت عن عطا , عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : كنت مع جابر يوم العشرين من صفر , فلمّا وصلنا الغاضرية اغتسل في شريعتها , ولبس قميصاً كان معه طاهراً , ثمّ قال لي : أمعك شيء من الطيب ياعطا ؟
قلت : سعدٌ .
فجعل منه على رأسه وسائر جسده , ثمَّ مشى حافياً حتّى وقف عند رأس الحسين (عليه السّلام) , وكبّر ثلاثاً ثمَّ خرّ مغشياً عليه , فلما افاق سمعته يقول : … ثمّ تلا الزيارة .
زيارة الأربعين مفاتيح الجنان
اَلسَّلامُ عَلى وَلِيِّ اللهِ وَحَبيبِهِ، اَلسَّلامُ عَلى خَليلِ اللهِ وَنَجيبِهِ، اَلسَّلامُ عَلى صَفِيِّ اللهِ وَابْنِ صَفِيِّهِ، اَلسَّلامُ عَلى الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهيدِ، اَلسَّلامُ على اَسيرِ الْكُرُباتِ وَقَتيلِ الْعَبَراتِ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَشْهَدُ اَنَّهُ وَلِيُّكَ وَابْنُ وَلِيِّكَ وَصَفِيُّكَ وَابْنُ صَفِيِّكَ الْفائِزُ بِكَرامَتِكَ، اَكْرَمْتَهُ بِالشَّهادَةِ وَحَبَوْتَهُ بِالسَّعادَةِ، وَاَجْتَبَيْتَهُ بِطيبِ الْوِلادَةِ، وَجَعَلْتَهُ سَيِّداً مِنَ السادَةِ، وَقائِداً مِنَ الْقادَةِ، وَذائِداً مِنْ الْذادَةِ، وَاَعْطَيْتَهُ مَواريثَ الاْنْبِياءِ، وَجَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلى خَلْقِكَ مِنَ الاْوْصِياءِ، فَاَعْذَرَ فىِ الدُّعاءِ وَمَنَحَ النُّصْحَ، وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فيكَ لِيَسْتَنْقِذَ عِبادَكَ مِنَ الْجَهالَةِ وَحَيْرَةِ الضَّلالَةِ، وَقَدْ تَوازَرَ عَلَيْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيا، وَباعَ حَظَّهُ بِالاْرْذَلِ الاْدْنى، وَشَرى آخِرَتَهُ بِالَّثمَنِ الاْوْكَسِ، وَتَغَطْرَسَ وَتَرَدّى فِي هَواهُ، وَاَسْخَطَكَ وَاَسْخَطَ نَبِيَّكَ، وَاَطاعَ مِنْ عِبادِكَ اَهْلَ الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ وَحَمَلَةَ الاْوْزارِ الْمُسْتَوْجِبينَ النّارَ، فَجاهَدَهُمْ فيكَ صابِراً مُحْتَسِباً حَتّى سُفِكَ فِي طاعَتِكَ دَمُهُ وَاسْتُبيحَ حَريمُهُ، اَللّـهُمَّ فَالْعَنْهُمْ لَعْناً وَبيلاً وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً اَليماً، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ سَيِّدِ الاْوْصِياءِ، اَشْهَدُ اَنَّكَ اَمينُ اللهِ وَابْنُ اَمينِهِ، عِشْتَ سَعيداً وَمَضَيْتَ حَميداً وَمُتَّ فَقيداً مَظْلُوماً شَهيداً، وَاَشْهَدُ اَنَّ اللهَ مُنْجِزٌ ما وَعَدَكَ، وَمُهْلِكٌ مَنْ خَذَلَكَ، وَمُعَذِّبٌ مَنْ قَتَلَكَ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللهِ وَجاهَدْتَ فِي سَبيلِهِ حَتّى اَتياكَ الْيَقينُ، فَلَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ ظَلَمَكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ، اَللّـهُمَّ اِنّي اُشْهِدُكَ اَنّي وَلِيٌّ لِمَنْ والاهُ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداهُ بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَشْهَدُ اَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فىِ الاْصْلابِ الشّامِخَةِ وَالاْرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجاهِلِيَّةُ بِاَنْجاسِها وَلَمْ تُلْبِسْكَ الْمُدْلَهِمّاتُ مِنْ ثِيابِها، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدّينِ وَاَرْكانِ الْمُسْلِمينَ وَمَعْقِلِ الْمُؤْمِنينَ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ الاْمامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الْهادِي الْمَهْدِيُّ، وَاَشْهَدُ اَنَّ الاْئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَاَعْلامُ الْهُدى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى، وَالْحُجَّةُ على اَهْلِ الدُّنْيا، وَاَشْهَدُ اَنّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِاِيابِكُمْ، مُوقِنٌ بِشَرايِعِ ديني وَخَواتيمِ عَمَلي، وَقَلْبي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ وَاَمْري لاِمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ وَنُصْرَتي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتّى يَأذَنَ اللهُ لَكُمْ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَعلى اَرْواحِكُمْ وَاَجْسادِكُمْ وَشاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ آمينَ رَبَّ الْعالِمينَ.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أبى الفضل العباس وعلى زينب الحوراء وعلى أصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
ثمّ تصلّي صلاة الزيارة من ركعتين من ثم اطلب قضاء حوائج إمامك وإمامنا المنتظر المهدي عليه السلام عجل الله تعالى فرجه الشريف المبارك وجعلنا الله تعالى وإياكم من خلص أنصاره وأعوانه المقربين مع حوائجك وحوائج المؤمنين المؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات
أربعينية الإمام الحسين عليه السلام في المصادر
ذكر الكثير من العلماء الأعلام فضل زيارة الحسين (عليه السّلام) في يوم الأربعين , وقد استدلوا في ذلك على روايات الأئمة المعصومين (عليهم السّلام) , منهم :
1 ـ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي في التهذيب 2 / 17 باب فضل زيارة الحسين (عليه السّلام) , فإنّه بعد أن روى الأحاديث في فضل زيارته (عليه السّلام) ذكر المقيّد منها بأوقات خاصة , وذكر شهر صفر وما فيه من الحوادث .
نقل عن مصباح المتهجد / 551 , ثمّ قال : وفي يوم العشرين منه رجوع حرم أبي عبد الله الحسين (عليه السّلام) من الشام إلى مدينة الرسول (صلّى الله عليه وآله) , وورود جابر بن عبد الله الأنصاري إلى كربلاء لزيارة أبي عبد الله الحسين (عليه السّلام) , فكان أول مَن زاره من الناس , وهي زيارة الأربعين . ثم روى حديث الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) .
2 ـ أبو الريحان البيروني في الآثار الباقية / 331 : في العشرين من صفر رد الرأس إلى جثّته فدُفن معها , وفيه زيارة الأربعين , ومجيء حرمه بعد انصرافهم من الشام .
3 ـ العلامة الحلي في المنتهى ـ كتاب الزيارات بعد الحج : يُستحب زيارة الحسين (عليه السّلام) في العشرين من صفر . ثم روى حديث الإمام العسكري (عليه السّلام) .
4 ـ العلامة المجلسي في البحار ـ باب فضل زيارة الحسين (عليه السّلام) يوم الأربعين .
5 ـ السيد ابن طاووس في الإقبال .
6 ـ الشيخ يوسف البحراني في الحدائق , في الزيارات بعد الحج .
7 ـ الشيخ المفيد في مسار الشيعة .
8 ـ العلامة الحلي في التذكرة والتحرير .
9 ـ ملا محسن الفيض في تقويم المحسنين .
10 ـ الشيخ البهائي في توضيح المقاصد الأربعين .
11 ـ الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان .
لماذا نمشي للحسين
استحباب زيارة مولانا الحسين (عليه السلام) بيوم الأربعين ، وما المقصود في القول بأن المقصود من زيارة الأربعين ( زيارة أربعين مؤمنا) ؟
إن زيارة الأربعين ثابت استحبابها ومارسها الشيعة وأخذوها خلفا عن سلف منذ واقعة الطف الى زماننا هذا .
وهناك روايتان عن الأئمة (عليهم السلام) في هذا الشأن أوردهما الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد ( المتوفى سنة 460للهجرة) وهما:
الأولى : عن صفوان بن مهران قال : قال لي مولاي الصادق صلوات الله عليه في زيارة الأربعين تزور عند ارتفاع النهار وتقول : السلام على ولي الله وحبيبه …. الخ
الثانية :عن مولانا الإمام أبي محمد الحسن العسكري أنه قال : علامات المؤمن خمس : صلاة الإحدى والخمسين ، وزيارة الأربعبن ، والتختم في اليمين ، وتعفير الجبين ، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم .
أما تفسير عبارة ( زيارة الأربعين) بزيارة أربعين مؤمنا الذي ذهب اليه بعضهم ، فهو تفسير غريب بلا مستند ولا دليل ولا قرينة تدعمه بل القرينة قائمة على خلافه .
قال السيد المقرم رحمه الله في مقتله داحضا هذه الدعوى ( والتصرف في هذه الجملة “زيارة الأربعين” بالحمل على زيارة أربعين مؤمنا التواء في فهم الحديث وتمحل في الاستنتاج يأباهُ الذّوْقُ السَّليم، معَ خلُوِّهِ منَ القرينةِ الدَّالَّةِ عليه، ولو كانَ الغَرَضُ هوَ الإرشادُ إلى زيارةِ أربعينَ مؤمناً لقالَ الإمامُ(ع): وزيارةُ أربعينَ
فالإتيان بالألف واللام العهدية للتنبيه على أن زيارة الأربعين من سنخ الأمثلة التي نص عليها الحديث بأنها من علائم الإيمان)
أقول: لعله نظراً لكون هذه العبارة (زيارة الأربعين) معهودة عند الشيعة وتنصرف أذهانهم عند سماعها الى زيارة الحسين (عليه السلام) في العشرين من صفر فقد اكتفى الامام بها ولم يقل ( زيارة الحسين يوم الأربعين ) نظير عبارة (زيارة عاشوراء التي لاتنصرف إلا إلى زيارته (عليه السلام) يوم العاشر من المحرم .
زيارة الاربعين فوق الشبهات
وهذا المعنى لزيارة الأربعين هو الذي فهمه العلماء والمحققون على مر العصور وإليك أقوال بعضهم :
شيخ الطائفة الطوسي الذي ذكر استحباب زيارة الأربعين في مصباح المتهجد على ماتقدم آنفا .
قال العلاّمة الحلّي في المنتهى كتاب الزيارات بعد الحجّ: يستحب زيارة الإمام الحسين (عليه السَّلام) في العشرين من صفر..
وقال السيد ابن طاووس في الإقبال عند ذكر زيارة الإمام الحسين (عليه السَّلام) في العشرين من صفر .
ونقل العلاّمة المجلسي في مزار البحار هذا الحديث عن ذكر فضل زيارة الإمام الحسين (عليه السَّلام) يوم الأربعين.
ووافقهم صاحب الحدائق في باب الزّيارات بعد الحجّ فقال: وزيارة الإمام الحسين (عليه السَّلام) في العشرين من صفر من علامات المؤمن.
وحكى الشيخ القمي في المفاتيح هذه الرواية عن التهذيب ومصباح المتهجد في الدّليل على رجحان الزيارة في الأربعين من دون تعقيب باحتمال إرادة أربعين مؤمناً.
والشيخ المفيد قال باستحباب الزيارة في العشرين من صفر في كتابه مسار الشيعة، وقال بمثل ذلك العلامة الحلّي في التذكرة والتحرير،. وقال بمثله الملا محسن الفيض الكاشاني في تقويم المحسنين.
هذه أقوالهم وأما على الصعيد العملي فأكاد أجزم بأن كل علماء الطائفة على مر الأزمنة والقرون – مع الإمكان وعدم المانع – قد زاروا الحسين (عليه السلام) بهذه الزيارة وحثوا عليها .
أليس فهم هؤلاء الأعلام وأقوالهم وفعلهم كاف في كشف حقيقة الحال وثبوت استحباب زيارة الأربعين .. وإن الفهم الآخر ( زيارة أربعين مؤمنا) هو فهم شاذ وغريب ؟
وفيما أعلم لم ترد خصوصية لزيارة أربعين مؤمنا .. نعم وردت الخصوصية في الدعاء لأربعين مؤمنا في ركعة الوتر ، وفي شهادة أربعين مؤمنا للميت بالخير والصلاح .
وأخيرا لا أدري لماذا هذا التشكيك في زيارة الحسين (عليه السلام) في العشرين من صفر ؟ ولنفترض بأنه لم ترد نصوص في شأنها أليست زيارة الحسين (عليه السلام) مستحبة في كل زمان ، وينبغي أن يشجع الناس عليها ؟
وعلى أضعف التقادير فإنه يكفي في مراعاة الخصوصية الزمانية لهذه الزيارة الإتيان بها برجاء المطلوبية شأن الكثير من المستحبات الأخرى .
وأليس تكثير السواد لزيارته (عليه السلام) فيه تقوية للدين وتعظيم للشعائر وصرخة في وجوه الطغاة والظالمين . وإن التخذيل والتثبيط عن زيارته ع فيه توهين وإضعاف للشعائر أعاذنا الله من ذلك ؟
وبعد هذا البيان ولله الحمد يتضح الأمر جليا ولم يبق أي مجال للشك في رجحان واستحباب هذه الزيارة الشريفة .
و السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين .
أربعين الإمام الحسين (عليه السّلام) زيارةٌ تجدد الأحزان نظرة تاريخيّة واجتماعيّة بقلم /محمّد طاهر
منذ أن التقى الإمام زين العابدين (عليه السّلام) في كربلاء بالصحابي جابر بن عبد الله الأنصاري أصبحت كربلاء قبلة للزوار في يوم العشرين من صفر ـ أربعين الإمام الحسين (عليه السّلام) ـ , يؤمّها الملايين من المسلمين من الكثير من البلدان العربيّة والإسلاميّة , إضافة إلى العراق
ليوم الأربعين بعد الوفاة أهميةٌ من قِبلِ أهل الفقيد ؛ حيث يقومون بإسداء البِرِّ إليه , وعدِّ مزاياه في عَقد مجلس تأبيني يُدوَّن تخليداً لذكره . والاعتناء بهذه المناسبة عادة عربيّة إسلاميّة ترتبط بأهمية العدد (أربعين) وقدسيته .
ولم تقتصر هذه المناسبة على الإسلام فحسب ؛ فهي عادة قديمة كانت تقام في الديانات الاُخرى كالنصرانيّة واليهوديّة , والحضارات القديمة كالسومريّة والبابليّة ؛ فالحِداد على الميت أربعين يوماً طريقة مألوفة وعادة متوارثة بين الناس .
وفي اليوم الأربعين من وفاته يقام على قبره تأبين يحضره أقاربه وخاصته وأصدقاؤه ؛ فالنصارى يقيمون حفلة تأبينية على الميت بعد أربعين يوماً من وفاة فقيدهم ، يجتمعون في الكنيسة ويعيدون الصلاة عليه المسمّاة عندهم بصلاة الجنازة ، ويفعلون ذلك في نصف السنة , وعند تمامها إعادة لذكراه , وتنويهاً به وبآثاره وأعماله .
وقد اعتنى الإسلام بهذه العادة ؛ فقد رويت أحاديث شريفة في قدسية العدد أربعين , منها ما ذكره ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب , في شهادة علي (عليه السّلام) : عن أبي ذر الغفاري , عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (( إنّ الأرض لتبكي على المؤمن أربعين صباحاً )) .
وقد روي الحديث في البحار 2 / 679 , ومجموعة الشيخ ورام 2 / 276 .
كيفية زيارة الإمام الحسين من البيت
تأتي خصوصية إقامة الشعائر الحسينيّة في يوم أربعين الإمام الحسين (عليه السّلام) المصادف في العشرين من صفر ؛ كونها تشكّل إحياءً لنهضة الإمام الحسين (عليه السّلام) الإصلاحية , وتعاليمه الأخلاقية , ومبادئه النبوية ؛ فإنّ قضية سيد الشهداء (عليه السّلام) هي التي ميّزت بين دعوة الحق والباطل , ولولا نهضة الحسين (عليه السّلام) ووقوفه بوجه الظلم والطغيان الاُموي لكاد الإسلام أن يندثر , حتّى قيل : الإسلام محمّدي الوجود , حسيني البقاء .
وما قام به الإمام الحسين (عليه السّلام) في نهضته الإصلاحيّة كان امتداداً لدعوة الرسول (صلّى الله عليه وآله) لنشر الإسلام , وهو (عليه السّلام) الامتداد الطبيعي للنبي (صلّى الله عليه وآله) بنص حديث الرسول : (( حسين منّي وأنا من حسين )) .
وتأتي خصوصيتها أيضاً في استذكار الفاجعة التي جرت على أهل البيت (عليهم السّلام) في يوم عاشوراء , وما صاحبها من المآسي والآلام , وتعريف الناس بجور بني اُميّة وأذنابهم .
كما تتزامن إقامة الشعائر الحسينيّة في يوم الأربعين مع ذكرى رجوع الرأس الشريف من الشام إلى العراق ، ودفنه مع الجسد الطاهر في يوم العشرين من صفر كما جاء في الروايات ، ويسمى هذا اليوم في العراق (مَرَد الرأس) , فتقام الشعائر استذكاراً لهذه الحادثة الأليمة فتتجدّد الأحزان .
جابر مع الإمام السجاد (عليه السّلام)
تواترت الروايات على أن السبايا بعد أن أخروجهم من الشام توجّهوا إلى كربلاء , فوصلوها يوم العشرين من صفر ، فوجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري الصحابي ومعه جماعة من الشيعة توافدوا لزيارة قبر الحسين (عليه السّلام) ، فالتقى ركب السبايا معهم وأقاموا البكاء والنحيب .
وقد نصّت على ذلك العديد من الكتب المعتبرة ؛ فقد جاء في موسوعة آل النبي (صلّى الله عليه وآله) / 747 ، في وصف الرحلة من الشام الى المدينة : قالت زينب (عليها السّلام) للدليل مرة : لو عرجت بنا على كربلاء .
فأجاب الدليل محزوناً : أفعل .
ومضى بهم حتّى أشرفوا على الساحة المشؤومة , وكان قد مضى على المذبحة يومئذ أربعون يوماً ، وما تزال الأرض ملطّخة ببقع من دماء الشهداء , وبقية من أشلاء غضّة عفا عنها وحش الفلاة .
وناحت النوائح , وأقمن هناك ثلاثة أيام لم تهدأ لهنّ لوعة , ولم ترقأ لهنّ دمعة , ثمَّ أخذ الركب المنهك طريقه إلى مدينة الرسول (صلّى الله عليه وآله) .
وتقول الروايات أيضاً : إنّ يزيد أمر برد السبايا والاُسارى من الشام إلى المدينة المنوّرة في الحجاز , مصطحبين بالرؤوس , تحت إشراف جماعة من العرفاء يرأسهم النعمان بن بشير الأنصاري ، فلما بلغ الركب ارض العراق في طريقه إلى مدينة الرسول (صلّى الله عليه وآله) قالت زينب للدليل : مر بنا على طريق كربلاء .
ومضى بهم حتّى أشرفوا على ساحة القتل المشؤومة , وكان جابر بن عبد الله الأنصاري الصحابي الجليل , وجماعة من بني هاشم , ورجال من آل الرسول (صلّى الله عليه وآله) قد وردوا العراق لزيارة قبر الحسين (عليه السّلام) .
يقول السيد علي بن طاووس في كتابه اللهوف في قتلى الطفوف / 86 : فتوافدوا في وقت واحد , وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم , وأقاموا المآتم المقرحة للأكباد , واجتمع عليهم أهل السواد , وأقاموا على ذلك أياماً .
أمّا قصة جابر بن عبد الله الأنصاري فتتلخص في أنه بعد أن علم بمقتل الإمام الشهيد الحسين (عليه السّلام) توجّه من المدينة المنورة نحو أرض كربلاء , وكان قد كُفّ بصره .
يقول عطية العوفي , وكان مع جابر : عندما وصلنا إلى الغاضرية على شاطئ نهر الفرات اغتسل جابر في شريعتها , ولبس أطهر ثيابه ، ثمَّ فتح صرّة فيها سعد فنشرها على بدنه , ثمَّ لم يخطُ خطوة إلاّ ذكر الله تعالى , حتّى إذا دنا من القبر قال : ألمسنيه ياعطية .
فألمستُهُ إيّاه ، فخرّ على القبر مغشياً عليه , فرششت عليه من الماء , فلمّا أفاق قال : ياحسين ! (ثلاثاً) , ثمّ قال : حبيب لا يجيب حبيبه ! ثمّ قال : وأنّى لك بالجواب وقد شُخبت أوداجك على أثباجك ، وفُرّق بين بدنك ورأسك ! أشهد أنك ابن خير النبيِّين , وابن سيد الوصيِّين , وابن حليف التقوى , وسليل الهدى , وخامس أصحاب الكسا , وابن سيد النقبا , وابن فاطمة سيدة النسا … إلخ .
إلى أن تقول الرواية : ومضى عطية ليرى مَن هم القادمون من ناحية الشام , فما أسرع أن رجع وهو يقول : يا جابر , قم واستقبل حرم رسول الله ، هذا زين العابدين قد جاء بعمّاته وأخواته .
فقام جابر حافي الأقدام , مكشوف الرأس إلى أن دنا من الإمام زين العابدين (عليه السّلام) , فحدّثه الإمام بما جرى لهم من قتل وسبي وتشريد , وكان مما قاله (عليه السّلام) : (( يا جابر , ها هنا والله قُتلت رجالنا , وذُبحت أطفالنا , وسُبيت نساؤنا , وحُرقت خيامنا )) .
ومنذ ذلك اليوم , وهو العشرين من صفر , أصبح هذا التاريخ مشهوداً ؛ فتتوافد مئات الآلاف من الزائرين على كربلاء لزيارة الإمام الحسين (عليه السّلام) وإقامة الشعائر , وتجديد هذه الذكرى المؤلمة .
اقوال الإمام الصادق عن زيارة الاربعين
منذ أن التقى الإمام زين العابدين (عليه السّلام) في كربلاء بالصحابي جابر بن عبد الله الأنصاري أصبحت كربلاء قبلة للزوار في يوم العشرين من صفر ـ أربعين الإمام الحسين (عليه السّلام) ـ يؤمّها الملايين من المسلمين من الكثير من البلدان العربيّة والإسلاميّة , إضافة إلى العراق .
وأصبح الزوّار يتزايدون سنة بعد اُخرى , وتشير الإحصائيات إلى أنّ عدد الزوار يوم الأربعين سنة 1968 بلغ أكثر من نصف مليون زائر ، وارتفع عددهم في بداية السبعينات إلى حوالي مليون زائر , حتّى بدأت سلطات نظام البعث البائد بمحاولات عقيمة لمنع الزوار من أداء زيارة الأربعين ؛ خوفاً من النقمة , وتحسباً من الثورة ضد الظلم والطغيان .
وقد ذهب في سبيل ذلك آلاف المؤمنين بين شهيد ومسجون ومُعذّب على أيدي أزلام نظام الدكتاتور صدام ، ولكن بعد رياح التغيير التي هبّت على العراق , ونهاية الدكتاتورية الصداميّة انفسح المجال للمسلمين لزيارة الإمام الحسين (عليه السّلام) حتّى وصلت أعداد الزائرين في (زيارة الأربعين) خلال السنوات التي أعقبت 2003 لأكثر من خمسة ملايين زائر ، بينما بعض وسائل الإعلام قدّرت أعداد الزائرين بثمانية ملايين زائر ، جاء أغلبهم من مدن العراق المختلفة , وكذلك من الدول العربيّة والإسلاميّة وخاصة من إيران والهند وباكستان والبحرين والكويت والسعودية .
وخلال إقامة الشعائر الحسينيّة في يوم الأربعين في كربلاء يصل عدد المواكب الحسينيّة إلى ألفَي موكب أحياناً ، يتوزّعون بين مقرّات المواكب والحسينيات والمساجد ، وكذلك الفنادق والمقاهي والمطاعم , بحيث تضطّر الاُلوف من الزائرين إلى قضاء ليلة زيارة الأربعين في الصحنين الشريفين للحسين والعباس (عليهما السّلام) ، إضافة إلى الشوارع والأزقّة .
كما تضطّر بعض المواكب الوافدة إلى كربلاء إلى أن تنصب خياماً خارج المدينة أو في أطرافها , وتنظيم اُمورها لتقديم المنام والمأكل والمشرب لأفرادها وضيوفها من الزائرين .
وخلال إقامة مواكب العزاء في كربلاء يتبادل أفراد المواكب الزيارات فيما بينهم ؛ للتعارف , وتقديم الخدمات لبعضهم البعض , والاستماع للخطب والقصائد التي تقام بهذه المناسبة والتي تعبّر عن اعتزازهم بتضحيات الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهما السّلام) من أجل الإسلام , وحبّهم وتفانيهم في خدمة الزائرين .
في فضيلة زيارة الأربعين؛ للسید عادل العلوی
س 1 ـ في حديث للإمام أبي محمّد الحسن العسكري 7 جعل فيه زيارة الإمام الحسين 7 يوم العشرين من صفر من علامات المؤمن كيف تفسّرون ذلک ؟ وإلى أيّ معنى يشير الإمام 7؟
ج 1 ـ أقول : مقدّمةً : انّه ورد في بحار الأنوار (ج98 ص329) بسنده : عن أبي محمّد الحسن العسكري 7 أنّه قال : علامات المؤمن خمس : صلاة إحدى وخمسين ، وزيارة الأربعين ، والتختّم باليمين ، وتعفير الجبين ، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم[1] .
ولتوضيح الخبر نقول : ذكر بعض الأعلام : إنّ الإيمان في ضوء الثقافة الاسلامية . يطلق ويراد به أحد المعاني الأربعة المعبّر عنها باللّب ولبّ اللّب والقشر وقشر القشر:
الأوّل : كلّ من لفظ بالشهادتين (التوحيد والنبوّة : أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنّ محمّدً رسول الله) فهو مؤمن في ظاهره ، وان لم يؤمن في قلبه ، ويكون مسلماً، ويحقن دمه وماله ، أي يحترم في دمه وماله ويحكم عليه بالطهارة ، ويسمّى ايمانه بـ(قشر القشر) ويصدق هذا أيضآ على المنافق ، فإنّ ظاهره مسلم ، وباطنه كافر.
الثاني : من يلفظ الشهادتين ويؤمن بهما في قلبه إجمالاً، فهو أهون من الأوّل ، وانه يشترک معه في حفظ دمه وماله ، وصيانة نفسه في البلد الاسلامي والحكومة الاسلامية ، إلّا أنّه لا ينتفع من إيمانه هذا يوم القيامة ، لعدم صحّته ، فان من صحّة الإيمان ، الاقرار بولاية أميرالمؤمنين والأئمّة المعصومين من ولده : وهي الشهادة الثالثة (أشهد أنّ عليّاً وأولاده المعصومين حجج الله).
الثالث : وهو الايمان بالله ورسله وخاتم النبيين محمّد 6 وبالخلفاء الإثنى عشر الأئمّة المعصومين من آل محمد وعترته الهادية ،وهم الفرقة الناجية ، اتباع مدرسة أهل البيت : المتمسكين بالقرآن الكريم والعترة الهادية كما في حديث الثقلين المتواتر عند الفريقين (السنة والشيعة) ان رسول الله 6 قال في مواطن كثيرة (إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدآ، وانهما لن يفترقا حتّى يروا علىّ الحوض).
وهذا يكون من الفرقة الناجية ، وانّه يشترک مع الأوّلين في حفظ النفس والمال ، ويزاد عليهما: بان سؤره شفاء، ومحرّم غيبته ، وانّه يغفر له ، وينال الشفاعة ، ولا يخلّد في النار، وغير ذلک ممّا ورد في روايات مدرسة أهل البيت :، وهذا الإيمان يسمّى بـ(اللّب ) وهو المعنى الثالث للايمان .
الرابع : وأمّا المعنى الرابع وهو (لبّ اللبّ ): فهو المعنى الثالث مع مقارنته بالعلم النافع والعمل الصالح ، فلا يكفى أن يكون عقائده سليمة وصحيحة ، بل إقرار باللسان وايمان بالقلب وعمل بالأركان وهو المتّقي ، فانّه يمتاز بايمانه بالعلم والعمل .
وفي فقه مدرسة أهل البيت: يطلق المؤمن ويراد به المرتبة الثالثة من الإيمان ، ويقابله المرتبة الاُولى والثانية ، وهو المسلم ، ويعبّر عنهما بالمخالف ، لمخالفته لمذهب أهل البيت : فان عباداته كصلاته ، إنّما هي على ضوء (مدرسة الخلفاء أو مدرسة الأمويّين ) فلا تتطابق مع ما جاء في (مدرسة أهل البيت 🙂 فيطلق المؤمن حينئذٍ على من إتّبع مذهب أهل البيت: ومدرستهم العقائديّة والفقهيّة واشار العلّامة الطباطبايى في تفسيره القيم (الميزان) ان المراد من المؤمنس في الآيات هم نتبة أميرالمؤمنين علي 7.
ويمتاز هذا المؤمن عن غيره من أتباع المذاهب الاسلاميّة في عصر الإمام الحسن العسكري بخمسة علائم تتعلّق بالعقيدة والفقه والتاريخ ، كما إنّها من العلائم الظاهريّة ، تظهر على سلوک المؤمن وجسده ، ويكون له شعاراً يعرف به عن غيره من اتباع مدارس الخلفاء والمذاهب الاخرى .
العلامة الاُولى : صلاة إحدى وخمسين ركعة في كلّ يوم (17 منها: اليوميّة الواجبة و34 نوافل اليوميّة ) ثمان ركعات نافلة الظهر، وثمان نافلة العصر، وأربع نافلة المغرب ، وركعتان من جلوس المسمّاة بـ(الوتيرة ) مصغرة الوتر، وانه في الثواب بمقدار صلاة الوتر من صلاة الليل ، وهاتان الركعتان بمنزلة الركعة الواحدة . وأحد عشر صلاة الليل (ثمان منها بنيّة صلاة الليل ، وركعتان بنيّة الشفع وواحدة بنيّة الوتر) والجميع يسمّى بصلاة الليل ، من باب تسمية الكل باسم الجزء الأعظم كالرقبة والانسان ، وركعتان لصلاة الفجر، وتسمّى بنافلة الفجر فهذه (51) ركعة ، وفي المذاهب الاخرى في النوافل زيادة ونقيصة ، ولهذا امتاز المؤمن الشيعي عنهم في صلاته هذه .
كما إمتاز بزيارة الأربعين ، فانه ايماناً بامامة الحسين 7 وتفاعلاً بشهادته وزيارته ، وحبّاً واخلاصاً واطاعة وتقرّباً إلى الله سبحانه ، يزوره ويحضر عند قبره الشريف ، كما يزوره من قريب أو بعيد بالزيارات المأثورة ، والتي منها زيارة الأربعين ، في يوم الأربعين بجوار قبر الشريف أو بعيداً عنه لمن لم يتمكن من زيارته عن قرب .
وأوّل من زاره من الإنس يوم الأربعين هو جابر عبدالله الأنصاري الصحابي الجليل مع صاحبه عطيّة ، والتحق بهما الركب الحسيني وموكب السبايا بزعامة الإمام زين العابدين 7 وزينب الكبرى ومخدّرات الرسالة وأيتام الحسين 7 في رجوعهم من الشام إلى المدينة ، وإنّ زينب إختارت زيارة الحسين 7 عند ما عرض عليها الإمام السجاد 7 في مفرق طريق إلى المدينة أو الكوفة وكربلاء، فاختارت كربلاء، وما ان وصلت النسوة والأطفال واليتامى ، إلّا وألقوا بأنفسهم من الهوادج والنياق على قبور الشهداء، من قبر إلى قبر بعويل وبكاء ولطم ونجيب وصراخ ، في منظر حزين ورهيب مدهش وكئيب ، يقطع نياط القلب حزناً وأسفاً وألماً، كما جاء في التاريخ .
وأمّا التختّم باليمن ، فإشارة إلى استحباب التختّم باليمين أوّلاً، وربّما اشارة إلى قصّة التحكيم في حرب صفّين ، وانه نزع أبو موسى الأشعري خاتمه من اليمين ليشير الى خلع أميرالمؤمنين علي 7 بذلک ، ثم بمكيدة وخداع لبس عمرو بن عاص خاتمه من يمينه إلى يساره ، ليقرّ لمعاوية بن أبي سفيان بالخلافة ، فصار التختّم باليسار شعار الأمويّين وأهل الشام آنذاک ، وكان شعار العلويّين والمؤمنين هو التختّم باليمين .
وأمّا الجهر بالبسملة ، فان أكثر المذاهب اسقطوا البسملة في الحمد في صلاتها أو انّه لم تجهر بها، تبعاً لمعاوية في تركه البسملة لما دخل المدينة في أيّام ملكه العضوض ، فصارت من سنّته تركها في الصلوات ، خلافآ لسنّة رسول الله 6 وانّهم كما ورد في أحاديث أهل البيت : سرقوا آية من كتاب الله عزّوجلّ .
فعلامة الموالي والتابع والمطيع لأهل البيت : أن يجهر في كلّ صلواته بالبسملة ، إمّا وجوباً أو استحباباً باختلاف الصلوات كما في الفقه الشيعي .
وبهذا الاجمال عرفنا ان لزيارة الإمام الحسين 7 يوم العشرين من صفر خصوصيّة تميّزها عن باقي الزيارات بانها من علامات المؤمن ، أي من العلائم الظاهريّة التي لابدّ أن تظهر على ظاهر المؤمن الشيعي الامامي الاثنى عشري ، بأن يزور إمامه الحسين 7 بهذه الزيارة في مثل يوم الأربعين يعني في العشرين من صفر.
وأمّا (الأربعين) فهو باعتبار يوم شهادته فمن العاشر من محرّم الحرام إلى آخر الشهر يعدّ عشرون يوماً، ويضاف إليه عشرون من صفر فهذا تمام الأربعين ، ففي العشرين من صفر يكون اليوم الأربعين من شهادة الإمام الحسين 7.
قال العلّامة المجلسي 1 في بحاره (:98 334) :
فائدة : اعلم انّه ليس في الأخبار ما العلّة في استحباب زيارته صلوات الله عليه في هذا اليوم ؟ والمشهور بين الأصحاب ان العلّة في ذلک رجوع حرم الحسيني صلوات الله عليه في مثل ذلک اليوم إلى كربلاء عند رجوعهم من الشام ، والحاق علي بن الحسين صلوات الله عليه الرؤوس بالأجساد.
ولعلّ العلّة في استحباب الزيارة في هذا اليوم هو أنّ جابر بن عبدالله الأنصاري 2 في مثل هذا اليوم وصل من المدينة إلى قبره الشريف ، وزاره بالزيارة التي مرّ ذكرها، فكان أوّل من زاره من الانس ظاهراً، فكذلک يستحب التأسّي به ، أو إطلاق أهل البيت : في الشام من الحبس والقيد في مثل هذا اليوم ، أو علّة اُخرى لا نعرفه .
قال الكفعمي ؛ إنّما سمّيت بزيارة الأربعين ، لأنّ وقتها يوم العشرين من صفر وذلک لأربعين يوماً من مقتل الحسين 7 وهو اليوم الذي ورد فيه جابر بن عبدالله الأنصاري صاحب النّبي 6 من المدينة إلى كربلاء لزيارة قبر الحسين 7، فكان أوّل من زاره من الناس وفي هذا اليوم كان رجوع حرم الحسين 7 من الشام إلى المدينة .
وقال السيّد ابن طاووس ؛ في كتاب الاقبال (ص60): فان قيل كيف يكون يوم العشرين من صفر يوم الأربعين إذا كان قتل الحسين صلوات الله عليه يوم عاشر محرّم ، فيكون يوم العاشر من جملة الأربعين فيصير أحداً وأربعين ؟
فيقال : لعلّه قد كان شهر محرّم الذي قتل فيه صلوات الله عليه ناقصاً، وكان يوم عشرين من صفر تمام الأربعين يوماً.
فانه حيث ضبط يوم الأربعين بالعشرين من صفر، فاما أن يكون الشهر كما قلنا ناقصاً، أو يكون تاماً ويكون يوم قتله صلوات الله عليه غير محسوب من عدد الأربعين ، فان قتله كان في أواخر نهاره فلم يحصل ذلک اليوم كلّه في العدد، وهذا تأويل كاف للعارفين ، وهم أعرف بأسرار ربّ العالمين في تعيين أوقات الزيارة للطاهرين . انتهى كلامهم رفع الله مقامهم .
إنّ زيارة الإمام الحسين 7 يوم الأربعين من أعظم الزيارات وآكد المستحبّات ، ومن أنكرها فهو لجوج مبتدع ، فقد أجمعت الفرقة الحقّة والطائفة المحقّة عملاً وقولاً على ذلک ، مضافاً إلى هذا الحديث المتلقى بالقبول والعمل به والمروي عن الإمام العسكري 7.
وما قيل ربما المراد زيارة أربعين مؤمناً، فانه خلاف الظاهر، فان المتبادر منه عند اطلاقه زيارة الأربعين ، ولو من جهة المرتكز المتشرعي لما عند القدماء من القرائن الدالّة على ذلک ، كما انه لم يرد عند الخاص والعام المستحبّات خصوص الأربعين مؤمناً، بل ورد الدعاء لأربعين مؤمناً، كما انّه يخالف سياق العلامات الاخرى التي تختصّ بالاماميّة الاثنى عشريّة مع عدم زيارة أربعين مؤمناً بهم .
قال المحقّق السيّد عبدالرزاق المقرِّّ 1 في مقتله : (ص371).
(ويشهد له عدم تباعد العلماء الأعلام عن فهم زيارة الحسين 7 في الأربعين من صفر من هذا الحديث المبارک ، منهم أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي 1 والتهذيب : :2 17 باب فضل زيارة الحسين 7) فانه بعد أن روى الأحاديث في فضل زيارته المطلقة ذكر المقيّد بأوقات خاصّة ، ومنها يوم عاشوراء، وبعده روى هذا الحديث .
وفي (مصباح المتهجّد: 551) ذكر شهر صفر وما فيه من الحوادث ثمّ قال : وفي يوم العشرين منه رجوع حرم أبي عبدالله 7 من الشام إلى المدينة وورود جابر بن عبدالله الأنصاري إلى كربلاء، لزيارة أبي عبدالله 7 فكان أوّل من زاره من الناس وهي زيارة الأربعين فروى عن أبي محمّد الحسن العسكري 7 انّه قال : علامات المؤمن خمس … إلى آخر الحديث .
وقال العلّامة الحلّي 1 في (المنتهى ) كتاب الزيارات بعد الحجّ : يستحبّ زيارة الحسين 7 في العشرين من صفر، وروى الشيخ عن أبي محمّد الحسن العسكري 7 انّه قال : علامات المؤمن خمس … إلى آخره .
وقال السيّد ابن طاووس في (الاقبال : :3 100) في العشرين من صفر، قال روينا بالاسناد إلى جدّي أبي جعفر فيما رواه بالاسناد إلى مولانا الحسن بن علي العسكري 7 قال : علامات المؤمن خمس … إلى آخره .
وقال المحقّق البحراني 1 في (الحدائق ) في الزيارات بعد الحجّ قال : وزيارة الحسين 7 في العشرين من صفر من علامات المؤمن .
وعن خاتم المحدّثين الشيخ عبّاس القمّي في (مفاتيح الجنان ) قال في الدليل على رجحان الزيارة في الأربعين تمسّكاً بهذه الرواية ، من دون أن يعقبها بأن المراد من الأربعين زيارة أربعين مؤمناً.
والمقصود من هذا الحديث الشريف بيان علامة المؤمن التي يمتاز بها عن غيره ومنها زيارة الأربعين ، ولم يكن الإمام 7 بصدد بيان فضيلة زيارة الأربعين حتّى يقال بالاستبعاد، وانه عند ما يذكر الأئمّة الزيارات يذكرون فضائلها وما يترتّب
عليها من الأجر والثواب ، وبهذا يستبعد أن يكون المراد من الأربعين زيارة الأربعين ، اذ لم يذكر في الخبر أجر الزيارة وفضلها، فلا يسمع لمثل هذا الاستبعاد لأن الإمام 7 بصدد بيان علائم المؤمن لا بيان فضائل زيارة الأربعين ، فتدبّر
وقد نصّ الشيخ المفيد 1 في (مسار الشيعة : 20) والعلّامة الحلّي 1 في (التذكرة والتحرير) وملّا محسن الفيض الكاشاني في (تقويم المحسنين ) على استحباب زيارته 7 في العشرين من صفر.
فالمختاران المراد من زيارة الأربعين في الخبر العسكري هو زيارة الإمام الحسين 7 في يوم الأربعين أي العشرين من صفر المظفّر.
اللّهم أرزقنا وأهلينا زيارته في يوم الأربعين في عامنا هذا وفي كلّ عام بفضلک ورحمتک يا أرحم الراحمين .
أعمال ليلة زيارة الاربعين
اخواني واخواتي الافاضل اقدم لكم هذه الاعمال في ليلة الاربعين نسال الله القبول بحق محمد وال محمد
زيارة الامام الحسين بعد صلاة الليل
ركعتين الزياره مع القول السلام عليك يا ابا عبد الله بخشوع وتذكر مصيبة الامام الحسين اثناء السجود
قراءة دعاء المشلول وطلب الحاجه
الصلاة على محمد وال محمد 1000 مره
ثم النوم على وضوء وطهاره
ونسال الله القبول بحق محمد وال محمد ولا تنسونا بالدعاء