سؤال وجواب

ليس منا من خبب امرأة على زوجها

شرح حديث ليس منا من خبب امرأة على زوجها

نرحب بكم من جديد قراء موقع فيرال في هذه المقالة المتواضعة والتي نقدم لكم من خلالها شرحاً لحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ليس منا من خبب امرأة على زوجها فقد جاء في الحديث: لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا؛ ومعناه: أفسد أخلاقها عليه وتسبب في نشوزها عنه. والواجب على أهل الزوجة أن يحرصوا على صلاح ما بينها وبين زوجها؛ لأن ذلك من مصلحتها ومصلحتهم.وضبط الفقهاء التخبيب بأنه إفساد المرأة على زوجها، فمن فعل ذلك كان مخببًا، ومن لم يفعله لم يكن مخببًا. ولا يشترط أن يكون قصد بذلك أن يتزوج منها بعده، فهو مذموم سواء تزوج منها أم تزوج منها غيره، ويشمله الوعيد الذي وردت به السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالإفساد بين الزوجين جرم عظيم من كبائر الذنوب، وهو من جنس عمل الساحر: «فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ» (البقرة: 102)، والتفريق بين الزوجين من أعظم ما يفرح به إبليس عند بعثه سراياه، كما أخبر به النبي، صلى الله عليه وسلم، في الحديث الذي رواه الإِمام مسلم قال: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى المَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فِي النَّاسِ فَأَقْرَبُهُمْ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدَهُمْ فَيَقُولُ مَا زِلْتُ بِفُلاَنٍ حَتَّى تَرَكْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا. فَيَقُولَ إِبْلِيسُ لاَ وَاللَّهِ مَا صَنَعْتُ شَيْئاً. وَيَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَـيْنَهُ وَبَـيْنَ أَهْلِهِ. قَالَ فَيُقَرِّبُهُ وَيُدْنِيهِ ويلتزمه وَيَقُولُ نِعَمَ أَنْتَ!». جاء في الموسوعة الفقهية: فمن أفسد زوجة امرئ، أي: أغراها بطلب الطلاق، أو التسبب فيه، فقد أتى بابًا عظيمًا من أبواب الكبائر. وقد صرح الفقهاء بالتضييق عليه، وزجره، حتى قال المالكية بتأبيد تحريم المرأة المخَبَّبة على من أفسدها على زوجها؛ معاملة له بنقيض قصده؛ ولئلا يتخذ الناس ذلك ذريعة إلى إفساد الزوجات. والذي ينبغي هو السعي في الإصلاح، وإزالة الخصام وأسبابه، قال تعالى: «وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا» (النساء: 35)، وقال سبحانه: «وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ» (النساء: 128).

من صور الإفساد بين الزوجين ، افساد امرأة على زوجها

الإفساد بين الزوجين له صور كثيرة منها: المشي بين الزوجين بالنميمة، وكلام السوء في سائر الأحوال. ومنها: تخبيب المرأة على زوجها وإيغار صدرها بذكر مساوئه، أو تحريضها على الخلع والطلاق أو المطالبة بما لا يحق لها، أو نشوزها والخروج عن طاعته. ومنها: فساد الرجل على زوجته: بذكر مساوئها وسوء أخلاقها، أو ذم أهلها وتحريضه على فراقها. ومنها: تخبيب رجل أجنبي امرأة متزوجة وإقناعها بطلب الطلاق من زوجها الأول! فإذا حصل الطلاق تزوجها، فيحُرم ذلك ولو كان الزوج الأول ظالماً لها، ومنها: تدخل أجنبي بين الزوجين وقت النزاع بينهما، والسعي فى حصول الطلاق، سواء كان من قبل أهل الزوج أو الزوجة أو غيرهما. وأكثر ما يدخل على الأسرة في إفسادها من قبل المرأة، لكونها ضعيفة تغلبها العاطفة وتؤثر فيها الكلمة، وكثير من النساء يسعين في الفتنة دائماً للتفريق حسداً أو غيرة أو فضولاً أو رقة في الدين. ويجب على كلا الزوجين تجنب مجالس الفتنة والابتعاد عن أصدقاء السوء الذين يؤججون نار الفتنة.


 

                     
السابق
حجم متوازي المستطيلات الذي أبعاده ٧ سم ، ٥ سم ، ١٠ سم هو _____ الخيار الثاني
التالي
قياس الزاوية في المضلع السداسي المنتظم : اختيار من متعدد

اترك تعليقاً