سؤال وجواب

ماذا تستفيد قطر من استضافة كأس العالم

صرح وزير المالية القطري شريف العمادي في تصريحات سابقة إن بلاده تنفق أسبوعياً 500 مليون دولار استعداداً للبطولة، مشيراً إلى أن هذه النفقات ستتواصل حتى 2021 , وأوضح أن هذه التكاليف غير مخصَّصة للملاعب والمدرَّجات فقط، ولكن ستشمل الطرق السريعة والسكك الحديديَّة والموانئ والمطارات والمستشفيات.

والسؤال هنا هل يمكن أن تجني قطر كل هذه المبالغ خلال أسابيع المونديال فقط؟ حتماً ستكون الإجابة “لا”؛ فاقتصاد الدوحة بدأ يحقّق أرباحه فعلاً حتى قبل انطلاق البطولة، فبناء الفنادق الفارهة، والمطاعم والمنتجعات، وتطوير البنية التحتيَّة، ضاعف عائدات السياحة، وحوّل قطر لمركز عالمي لجذب الاستثمارات الأجنبيّة , وفيما يلي نجيب على السؤال ماذا تستفيد قطر من استضافة كأس العالم …


ماذا تستفيد قطر من استضافة كأس العالم

لعل استضافة قطر لكأس العالم لعام 2022 ستكون في مثابة كنز كبير لدولة قطر , حيث ستحقق الدوحة فوائد اقتصادية كبيرة , فمن المتوقع أن تكون البطولة بمنزلة محرّك أساسي لتحقيق الرؤية المستقبليَّة للبلاد 2030، وأكّدت الدراسة أن مونديال 2022، سيمهّد لاستراتيجية واسعة النطاق لرفع اسم قطر وعلامتها التجارية عالمياً، وذلك من خلال إفساح المجال أمام شريحة عالميَّة واسعة من المشجّعين لمشاهدة مزايا الدولة العامة، إلى جانب إفساح المجال أمام تركيز اهتمام وسائل الإعلام على دولة قطر قبل وأثناء وبعد الحدث.

الإيرادات بالأرقام

وبلغة الأرقام؛ فإنه من المتوقَّع، بحسب دراسة لجنة ملفّ قطر 2022، أن يكون هناك فائدة اقتصادية صافية لقطر في عام 2022 تبلغ قيمتها 8 مليارات ريال قطري (2.2 مليار دولار)، وتُقدَّر عوائد عمليَّة البناء وتنشيطها للاقتصاد المحلي بنحو 24.6 مليار ريال قطري (6.7 مليارات دولار أمريكي)، كما أن الفوائد الاقتصاديَّة طويلة الأجل، ما بين أعوام 2022 و2035، لديها القدرة على بلوغ نسبة 9.9 مليارات ريال قطري (2.7 مليار دولار أمريكي)؛ وذلك كنتيجة طبيعية لزيادة انتشار وتأثير صورة قطر السياحية في العالم.

أما عن الفوائد غير المباشرة التي ستحقّقها قطر؛ فتتمثَّل بزيادة الانطباع العالمي الجيّد عن البلاد، وبتحسين المعدَّلين التجاري والسياحي القطريَّيْن، ومثل هذه الفوائد نجدها واضحة من خلال قراءة لبطولات كأس العالم الماضية، خصوصاً التي أُقيمت عام 2006 في ألمانيا، والتي أسهمت في رفع ترتيب علامتها التجارية على الميزان العالمي من رقم 7 إلى الرقم 1، ومن ثمّ فإن بطولة كأس العالم 2022 ستعمل على تقديم فرصة لقطر لزيادة عدد مشاهديها إلى 26 مليار متفرّج من خلال شاشات التلفزيون، إلى جانب مئات الآلاف من الزائرين الذين سيحضرون هذا الحدث الرياضي، ومن خلال الإدارة الفعّالة والتسويق الجيّد للعلامة التجارية سوف يعمل كأس العالم على توليد قيمة تجارية وطويلة الأجل للعلامة التجارية في دولة قطر، والعمل على نموّ الناتج الإجمالي لأكثر من 25 سنة قادمة.

إضافة إلى العلامة التجارية، فإن السياحة سيكون لها نصيب من فوائد البطولة؛ فسوف تستضيف قطر نحو 700 ألف مشجّع، وسيكون لديها فرصة من خلال ذلك لتزويد زوارها بخبرة استثنائية، ومن ثمّ ضمان تكرار زيارتهم، ما سيؤدّي حتماً إلى ارتفاع عائدات القطاع السياحي خلال السنوات التي تتبع المونديال.

                     
السابق
وفاة ابو بكر الصديق ويكيبيديا
التالي
اللهم ما امسى بي من نعمة

اترك تعليقاً