موضوعنا اليوم مهم جداً وهو الثوراة وهو كتاب من الكتب السماوية المقدسة ك”القرآن، والإنجيل، والزابور”، والتي أمرنا الله تعالى بالإيمان بها، وبالأنبياء الذين أنزلت عليهم، فالثوراة كتاب الله المنزل على نبيه موسى عليه السلام، ويعنى به في العربية الشريعة، أو التوجيه، أو التعليم، ويضم جميع الأحكام المتعلقة بالتوجيهات والتعليمات القانونية، التوراة هو رمز للأسفار الخمس الأولى بالكتاب اليهودي المقدس “التناخ”، والذي يعد من أكثر الكتب العبرية شيوعا في الوسط العلمي، ويتفرع هذا الكتاب اليهودي المقدس إلى ثلاث أجزاء منها:
- الأول يسمى ب ” نڤيئيم “، وهو التوراة في قسمه الأول، والذي يضم كل ما يتعلق ب الأنبياء.
- والثاني يسمى ب “كيتوڤيم”، ويضم هذا الجزء كل ما يتعلق بالأدبيات اليهودية.
المحتويات
ما أول ما نزل من التوراة ؟
الاجابة / بسم الله الرحمن الرحيم .
اول ما نزل من التوراة إسلام ويب
أنزلت الكتب السماوية( الزبور والإنجيل والتوراة) الثلاثة على ثلاثة من أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام. فالزبور قد أنزل على داود، والإنجيل على عيسى، والتوراة على موسى على نبينا وعليهم جميعا أفضل الصلاة وأتم التسليم. ولا شك أنها أنزلت بطريقة الوحي ينزل به أمينه جبريل عليه السلام. قال تعالى: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ*عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ*بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ*وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ {الشعراء:193ـ 196}.وقال تعالى: إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً {النساء:163}. وأخرج الطبري من حديث الربيع بن خثيم في قوله تعالى: إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ، قال: أوحى الله إليه كما أوحى إلى جميع النبيين من قبله. وفي الصحيحين أن ورقة بن نوفل لما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم الكيفية التي فعل به الملك وما أوحى إليه به قال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى صلى الله عليه وسلم، ياليتني فيها جذعا… الحديث. وقد كلم الله بعض الرسل قال تعالى: ِتلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ {البقرة: 253}. وقال تعالى: وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً {النساء:164}. فإذا كنت أيها الأخ الكريم تعني مجرد إنزال هذه الكتب، فهو كما بينا، وإن كنت تعني الكيفية التي نزل بها كل واحد على حدة فإنا لا نعرف من ذلك شيئا، وهو من الأمور التي لا يجوز الكلام فيها إلا بدليل وننصح السائل الكريم أن يشتغل بتعلم ما يترتب عليه عمل ولا ينشغل عنه بما لا يترتب عليه عمل فذلك هو هدي السلف.
ونتناول الان أسس التوراة و أسفاره الخمس
نقصد بالأسس هي التي ينبني عليها التوراة في الحقيقة لا تتشكل من نظام تشريعي منظم أو متكامل، بل من خلال مجموعة من الخطوط الفلسفية العريضة، والتي لها علاقة وثيقة بالدين اليهودي، كل ما تتضمنه هذه الخطوط الفلسفية، يتعلق بأحكام وقوانين وسنن واضحة ومحددة، هي التي تأطر سلوك البشر وتصرفاته، وعلاقاته سواء اتجاه الدين، أو اتجاه الأفراد، إلى حد ما تتشابه هذه القوانين التوراتية مع القوانين، وكذا السنن بالشرق القديم.
ما هي أسفار التوراة الخمسة
أي الأقسام المكونة للتوراة وهي خمس :
1 سفر التكوين: وهو السفر الأول بكتاب التوراة، ويسمى كذلك بسفر الخلق، وذلك لأن به ذكر لكل خلق العالم، كما أنه يحوي قصة آدم عليه السلام مع حواء، وأولاده، وكذلك قصة كل من إبراهيم وابنه اسحاق ويعقوب وعيسى إلى يوسف عليهم السلام، ثم قصة نوح والطوفان وتبلبل الألسن.
2 سفر الخروج: وسمي بهذا الإسم بناءا على خروج اليهود من مصر، ويتضمن هذا السفر قصة موسى من والدته وبعثته، ثم قصته مع فرعون، وأحداث أخرى، كخروج بني إسرائيل من مصر، وصعود موسى الجبل وإيتاء الله له الألواح.
3 سفر اللاويين: ويعنى به الأحبار، يشمل هذا السفر جل الأحكام والقوانين المتعلقة بالطهارة، وكل ما يجوز أكله، وكذا الفرائض والحدود، وأخيرا حكم القربان.
4 سفر العدد: وهو السفر ما قبل الأخير بالتوراة، يتوزع البعض منه على الشرائع، والبعض الآخر على أخبار موسى وبني إسرائيل في التيه وقصة البقرة.
5 سفر التثنية: وهو آخر سفر بالتوراة ويعنى به “إعادة الناموس”.
ماهي علاقة التوراة بالإسلام
علاقة الإسلام بالتوراة هي علاقة إيمان واعتراف تام، بقدوسية التورات ككتاب سماوي منزل على أحد أنبياء الله الصالحين، فالله أمر المسلمين أجمعين بضرورة الإيمان بكافة الأنبياء والكتب السماوية المنزلة عليه، بل وجعل هذا جزءا لا يتجزء من الإيمان في الإسلام بحد ذاته، لقوله صلى الله عليه وسلم عن الإيمان:( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره)، فسواء المسلمون أو اليهود فهم يتفقون على أن التوراة كتاب الله، بيما فيه من هدى، ونور، وتقوى، وخير للبشرية جمعاء، كما هو وارد بالقرآن الكريم، وأنه المنزل على النبي موسى عليه السلام، إلا أنهم يختلفون في مسألة التحريف، فالإسلام يقر بأن التوراة حرف بشكل كبير، وقد جاء ذكر التوراة في بعض المواضيع بالقرآن الكريم، ومن بين الآيات التي ذكر فيها التالي:
قال تعالى: “وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43) إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)”.
وفي آية أخرى قال سبحانه : “نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (4)”.