يعتبر التواضع من أبرز الأخلاق التي أشاعها الإسلام بين أتباعه ، فالمسلم الحق ليس متكبراً ولا مغرورا، وهو أيضا ليس وضيعاً ذليلاً يقبل الهوان ويرضى بأن تهدر حقوقه ويتعرض للظلم والقهر من دون أن يتحرك ليسترد حقوقه وينال كرامته ، والتواضع هو إظهار التنزل عن المرتبة لمن يراد تعظيمه. التواضع صفة محمودة تدل على طهارة النفس وتدعو إلى المودة والمحبة والمساواة بين الناس وينشر الترابط بينهم ويمحو الحسد والبغض والكراهية من قلوب الناس. وقيل: هو تعظيم من فوقه لفضله.
المحتويات
التواضع في الإسلام
التواضع صفة من صفات المؤمنين والمؤمنات، وقد حَثّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، على الالتزام بها، وحَضّ المؤمنين على الابتعاد عن التكبر، الذي ينتهي بصاحبه إلى الدَّرْك الأسفل من النار، لأنّ التواضع في غير مَذلّة ولا مَهانة خلق يليق بالعبد المسلم. أمّا الكبر فهو ليس له، ولا ينبغي لمثله لأنّ الكبر صفة من صفات الربوبية، ولا يليق بالعبد الفقير إلى مَولاه. فعن أبي هريرة (رضي الله عنه)، أنّه قال: صلى الله عليه وسلم: “قال الله عزّوجلّ: الكبرياء ردائي، والعَظَمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار”.
- وفي (مدارج السالكين: 2/329): قال الجنيد بن محمد : “التواضع هو خفض الجناح ولين الجانب”.
وفيه (2/329) : “سئل الفضيل بن عياض – رحمه الله عن التواضع؟ فقال: يخضع للحق، وينقاد له ويقبله ممن قاله، ولو سمعه من صبي قبله، ولو سمعه من أجهل الناس قبله.
- وقال أبو يزيد البسطامي: هو أن لا يرى لنفسه مقاما ولا حالا، ولا يرى في الخلق شرا منه. وقال ابن عطاء: هو قبول الحق”.
- وسئل الحسن البصري عن التواضع. فقال: “التواضع أن تخرج من منزلك ولا تلقى مسلما إلا رأيت له عليك فضلا” (الإحياء: 3/342)
ما الذي يناقض التواضع ؟
الإجابة : التكبر
مواضع التواضع
- تواضع العبد عند أمر الله امتثالاً وعند نهيه اجتناباً.
قال ابن القيم : فإن النفس لطلب الراحة تتلكأ في أمره، فيبدو منها نوع إباء هرباً من العبودية، وتتوقف عند نهيه طلباً للظفر بما منع منه، فإذا وضع العبد نفسه لأمر الله ونهيه : فقد تواضع للعبودية.
- تواضعه لعظمة الرب وجلاله وخضوعه لعزته وكبريائه.
قال ابن القيم : فكلما شمخت نفسُه ذَكَر عظمة الرب تعالى، وتفرده بذلك، وغضبه الشديد على من نازعه ذلك، فتواضعت إليه نفسه، وانكسر لعظمة الله قلبه، واطمأن لهيبته، وأخْبت لسلطانه، فهذا غاية التواضع، وهو يستلزم الأول من غير عكس. (أي يستلزم التواضع لأمر الله ونهيه، وقد يتواضع لأمر الله ونهيه من لم يتواضع لعظمته).
- التواضع في اللباس والمشية.
عن عبدالله بن عمر أن النبي قال : ” بينما رجل يجرُّ إزاره من الخيلاء خُسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة “.
- التواضع مع المفضول فيعمل معه ويعينه.
عن البراء بن عازب قال كان النبي ينقل معنا التراب يوم الأحزاب ولقد رأيته وارى التراب بياض بطنه يقول : لولا أنت ما اهتدينا نحن ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا إن الألى وربما قال الملا قد بغوا علينا إذا أرادوا فتنة أبينا أبينا يرفع بها صوته.
- التواضع في التعامل مع الزوجة وإعانتها.
عن الأسود قال : سألتُ عائشة ما كان النبي يصنع في بيته ؟ قالت : كان يكون في مهنة أهله تعني : خدمة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.
- التواضع مع الصغار وممازحتهم
عن أنس بن مالك قال : كان النبي أحسنَ الناس خلُقاً، وكان لي أخ يقال له ” أبو عمير ” قال : أحسبه فطيماً وكان إذا جاء قال : يا أبا عمير ما فعل النغير.
- التواضع مع الخدم والعبيد.
عن أبي هريرة عن النبي قال : ” إذا أتى أحدَكم خادمُه بطعامه فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين أو أكلة أو أكلتين فإنه وليَ حرَّه وعلاجَه.[5]