المحتويات
ما الشخصيةُ التي كانَ لها دورٌ بارزٌ في حفظِ حديثِ رسولِ اللّهِﷺ؟
ما الشخصيةُ التي كانَ لها دورٌ بارزٌ في حفظِ حديثِ رسولِ اللّهِﷺ، يقصد بالحديث الشريف كل ما ورد عن الرسول محمد صل الله عليه وسلم من قول او فعل او تقرير، وللاحاديث مكانة خاصة في قلوب المسلمين باعتبارها المصدر التاني من مصادر التشريع الاسلامي بعد القرءان الكريم .
وكان للصحابة دور كبير وبارز في حفظ احاديث رسول الله ومنهم الصحابي الجليل او هريرة رضي الله عنه والذي حفظ ما يقارب 5874 حديثا حيث دعا النبي له بعدم النسيان والحفظ فكان له النصيب الأكبر في حفظها، كما روى عبد الله بن عمر 2630 حديثا .
من هي الشخصيةُ التي كانَ لها دورٌ بارزٌ في حفظِ حديثِ رسولِ اللّهِﷺ
حيث حرص الصحابة رضوان الله عليهم وأرضاهم على تدوين الاحاديث لحفظها وعدم نسيانها وكانت بداية التدوين في القرن الثاني للهجرة النبوية فقد كان قبل التدوين يقتصر على تناقله شفهيا، حيث مر بمراحل متعددة منها مرحلة التصنيف وذلك وفقا للمواضيع الفقهية ثم مرحلة التصنيف وفقا للراوي
ما اسم الشخصيةُ التي كانَ لها دورٌ بارزٌ في حفظِ حديثِ رسولِ اللّهِﷺ
الاجابة: ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها
وكانت عائشة من أعلم النساء بدين الإسلام وما اتصل به من قرآن وتفسير وحديث وفقه، فقد قال مسروق بن الأجدع: «رأيت مشيخة أصحاب محمد يسألونها عن الفرائض». وكان عمر يحيل إليها كل ما يتعلق بأحكام النساء، أو بأحوال النبي البيتية، لا يضارعها في هذا الاختصاص أحدٌ على الإطلاق. وقال الزهري: «لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل». بل وقال الحاكم في المستدرك أن «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالْعِلْمِ وَالشِّعْرِ وَالطِّبِّ مِنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ»، وقال أبو موسى الأشعري: «ما أشكل علينا أصحاب رسول الله ﷺ حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علمًا».
كانت عائشة كثيرة السؤال للنبي محمد عن معاني الآيات القرآنية، فمكّنها ذلك من القدرة على تفسير القرآن. كما تمتعت عائشة بنت أبي بكر بذاكرة قوية مكّنتها من رواية الكثير من الأحاديث عن النبي محمد، إلى جانب حفظها الكثير من الشعر والأمثال، بالإضافة إلى كثرة سؤالها للنبي محمد، حتى قال عنها ابن أبي مليكة: «كانت لا تسمع شيئًا لا تعرفه إلا وراجعت فيه حتى تعرفه». فكانت تصحح للصحابة ما أخطأوا فيه، فقد بلغها يومًا أن عبد الله بن عباس أفتى بأن من أهدى هديًا حرم عليه ما يحرم على الحاج حتى ينحر هديه، فقالت: «ليس كما قال ابن عباس أنا فتلت قلائد هدي رسول الله ﷺ بيدي، ثم قلدها رسول الله ﷺ بيديه، ثم بعث بها مع أبي فلم يحرم على رسول الله ﷺشيء أحله الله له حتى نحر الهدي». وقد ألّف بدر الدين الزركشي كتابًا ذكر فيه كل المسائل التي قيل أن عائشة استدركتها على الصحابة، وسماه «الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة عن الصحابة»، وقد حقق في تلك في هذه المسائل وبين صحيحها من ضعيفها. وكانت عائشة تبذل الوسيلة لشرح الدين، فكانت تلجأ أحيانًا للشرح العملي كأن تتوضأ أمام بعضهم لتُعلّمه كيف يتوضأ، بل وتبادر إلى بيان الأحكام حتى دون أن تُسأل، كما كانت تلجأ للاستدلال في الفقه.
وقد روت عائشة العديد من الأحاديث عن النبي محمد مباشرة، لما توفّر لها من حظ ملازمته، وقلّما روت عن أحدهم عن النبي محمد، فأصبحت حجرتها مقصد طلاب الحديث، حتى قال الذهبي أن أكثر من مئة شخص روى عن عائشة. ويعد أشهر من روى عن عائشة من الصحابة عمر بن الخطاب وابنه عبد الله وأبو هريرة وأبو موسى الأشعري وعبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير، ومن التابعين عروة بن الزبير والقاسم بن محمد بن أبي بكر وعلقمة بن قيس وعكرمة ومجاهد والشعبي وزر بن حبيش ومسروق بن الأجدع وعبيد بن عمير الليثي وسعيد بن المسيب والأسود بن يزيد ومحمد بن سيرين وطاووس بن كيسان وعطاء بن أبي رباح وسليمان بن يسار وعلى بن الحسين ويحيى بن يعمر وابن أبي مليكة وأبو بردة بن أبي موسى الأشعري وأبو الزبير المكي ومطرف بن عبد الله بن الشخير وغيرهم، ومن النساء عمرة بنت عبد الرحمن ومعاذة العدوية وعائشة بنت طلحة وجسرة بنت دجاجة وحفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر وخيرة أم الحسن البصري وصفية بنت شيبة وغيرهن. وقد عدّ الذهبي أحاديث عائشة 2210 حديث، منها 174 متفق عليه، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين حديثًا، ومسلم بتسعة وستين حديثًا.