المحتويات
ماذا يجب على رجل احتلم في نهار رمضان؟
الجواب: ليس في الاحتلام شيء، إذا احتلم الرجل في رمضان أو المرأة وهو صائم فلا شيء عليه؛ لأنه ليس باختياره، إذا احتلم أنه يجامع ورأى المني وهكذا المرأة فالصوم صحيح، لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286] ليس في طوقه السلامة من ذلك، وهذا محل إجماع بين أهل العلم ليس فيه شيء والحمد لله، وهكذا لو فكر فأنزل صومه صحيح؛ لأنه ليس باختياره. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.
حُكم الاحتلام في رمضان
الاحتلام في نهار رمضان لا يُبطل الصيام، كما لا يترتّب القضاء على مَن احتلم؛ إذ إنّ ذلك خارجٌ عن الإرادة والقصد،وذلك ما اتّفق عليه العلماء؛ فالتحرُّز منه لا يكون إلّا بحرجٍ، ومَشقّةٍ؛ نظراً لأنّه يحصل بالنوم، ولا يمكن منع الاحتلام إلّا بمنع النوم، والنوم مباحٌ، ولا يمكن تركه، كما يُحتَجّ بعدم فساد الصيام بسبب الاحتلام؛ بأنّ إنزال المني لم يكن عن شهوةٍ، ومباشرةٍ حقيقيّة، ولذلك لم يفسد الصيام بسببه، إضافة إلى أنّ النائم فعله خارجٌ عن التكليف، ولا اختيار له فيه؛ لقَوْل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عنِ النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعنِ الصَّبيِّ حتَّى يحتلمَ، وعنِ المجنونِ حتَّى يعقلَ)والاحتلام يحصل دون اختيار المُكلَّف، كدخول شيءٍ في فمه وهو نائمٌ.
تعريف الاحتلام
يُعرَّف الاحتلام في اللغة والاصطلاح الشرعيّ كما يأتي: الاحتلام لغةً: يُطلَق على عدّة معانٍ، منها: ما يراه النائم من المُباشرة، ويحدث بسببه إنزالٌ للمَني* في أغلب الحالات، ويُطلَق أيضاً على البلوغ، والإدراك.
الاحتلام شرعاً: عرّف الفقهاء الاحتلام بأنّه: ما يراه النائم من المباشرة، أو غيرها، ويُؤدّي إلى نزول المَني غالباًويكون من الرجل أو المرأة على حَدٍّ سواءٍ؛ بدليل ما أخرجه الإمام البخاريّ عن أمّ المؤمنين أمّ سلمة -رضي الله عنها-، أنّها قالت: (جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ امْرَأَةُ أبِي طَلْحَةَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَتْ يا رَسولَ اللَّهِ: إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، هلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا هي احْتَلَمَتْ؟ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نَعَمْ إذَا رَأَتِ المَاءَ)وتجدر الإشارة إلى الاختلاف والفرق بين الاحتلام والاستمناء؛ فيُراد بالاستمناء: طلب خروج المني حال اليقظة لا النوم؛ سواءً باليد، أو بأيّ وسيلةٍ أخرى، ويُحرَّم الاستمناء، ويلزم الغُسل بسببه إن نزل المني، مع فساد الصيام إن كان ذلك في نهار رمضان. ما يترتّب على الاحتلام في رمضان
ما يترتّب على الاحتلام
في رمضان الاحتلام من أسباب الجَنابة تحدُث الجَنابة بسبَبين؛ الأوّل: الجماع، ولو لم يرافقه إنزالٌ للمني؛ بدليل ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إذا جَلَسَ بيْنَ شُعَبِها الأرْبَعِ ثُمَّ جَهَدَها، فقَدْ وجَبَ عليه الغُسْلُ. وفي حَديثِ مَطَرٍ: وإنْ لَمْ يُنْزِلْ)والسبب الثاني: الاحتلام؛ ودليله ما أخرجه البخاري ممّا رُوي عن أمّ سلمة -رضي الله عنها-: (جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ امْرَأَةُ أبِي طَلْحَةَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَتْ يا رَسولَ اللَّهِ: إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، هلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا هي احْتَلَمَتْ؟ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نَعَمْ إذَا رَأَتِ المَاءَ
الاحتلام هو
: ” رُؤْيَا الْمُبَاشَرَةَ فِي الْمَنَامِ ”
وهو من الأشياء التي فطر الله الناس عليها من الرجال والنساء ، ولذلك جاء عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ امْرَأَةُ أَبِي طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ هَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا هِيَ احْتَلَمَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ إِذَا رَأَتْ الْمَاءَ ) رواه البخاري ( الغسل/373 ) ومسلم ( الحيض / 471 )