ما صحة حديث اللهم بارك لنا في رجب وشعبان
وروى عبد الله بن الإمام أحمد في “زوائد المسند” (2346) والطبراني في “الأوسط” (3939) والبيهقي في “الشعب” (3534) وأبو نعيم في “الحلية” (6/269) من طريق زَائِدَة بْن أَبِي الرُّقَادِ قَالَ: نا زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ قَالَ: ( اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ، وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ )
وهذا إسناد ضعيف ، زياد النميري ضعيف ، ضعفه ابن معين. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وذكره ابن حبان في الضعفاء وقال: لا يجوز الاحتجاج به .
“ميزان الاعتدال” (2/ 91)
وزائدة بن أبي الرقاد : أشد ضعفا منه ، قال أبو حاتم : يحدث عن زياد النميري عن أنس ، أحاديث مرفوعة منكرة ، ولا ندري منه أو من زياد . وقال البخاري : منكر الحديث . وقال النسائي : منكر الحديث . وقال في الكنى : ليس بثقة . وقال ابن حبان : يروي مناكير عن مشاهير لا يحتج بخبره ، ولا يكتب إلا للاعتبار . وقال ابن عدي : يروي عنه المقدمي وغيره أحاديث إفرادات ، وفي بعض أحاديثه ما ينكر.
“تهذيب التهذيب” (3/ 305-306)
والحديث ضعفه النووي في “الأذكار” (ص189) ، وابن رجب في “لطائف المعارف” (ص121) وكذا ضعفه الألباني في “ضعيف الجامع” (4395) ، وقال الهيثمي :
” رَوَاهُ الْبَزَّارُ وَفِيهِ زَائِدَةُ بْنُ أَبِي الرُّقَادِ قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَجَهَّلَهُ جَمَاعَةٌ ” .
“مجمع الزوائد” (2/ 165) .
ثم إن الحديث – مع ضعفه – ليس فيه أن ذلك يقال عند أول ليلة من شهر رجب ، إنما هو دعاء مطلق بالبركة فيه ، وهذا يصح في رجب وقبل رجب أيضا .
ما صحة حديث اللهم بلغنا رمضان
اما عن صحة قول المسلم اللهم بلغنا رمضان ، هذا لا بأس به الدعاء ويقال دائما اذ قال الحافظ ابن رجب رحمه الله : ” قال معلى بن الفضل: كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ، ويدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم . وقال يحيى بن أبي كثير : كان من دعائهم : اللهم سلمني إلى رمضان ، وسلم لي رمضان وتسلمه مني ، متقبلا ” انتهى من “لطائف المعارف” (ص 148)
وقد سئل الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله : ما صحة حديث: ( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان )؟ فأجاب : ” هذا حديث لا يثبت ، لكن إن دعا المسلم بأن يبلغه الله عز وجل رمضان، وأن يوفقه لصيامه وقيامه، وأن يوفقه لإدراك ليلة القدر ، أي بأن يدعو أدعية مطلقة فهذا إن شاء الله لا بأس به ” .