المحتويات
معنى كلمة الرجز فاهجر
( وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ) اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأه بعض قرّاء المدينة وعامة قرّاء الكوفة: ( والرِّجْزَ ) بكسر الراء، وقرأه بعض المكيين والمدنيين ( وَالرُّجْزَ ) بضم الراء، فمن ضمّ الراء وجهه إلى الأوثان، وقال: معنى الكلام: والأوثان فاهجر عبادتها، واترك خدمتها، ومن كسر الراء وجَّهه إلى العذاب، وقال: معناه: والعذاب فاهجر، أي ما أوجب لك العذاب من الأعمال فاهجر ، والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، والضمّ والكسر في ذلك لغتان بمعنى واحد، ولم نجد أحدًا من متقدّمي أهل التأويل فرّق بين تأويل ذلك، وإنما فرّق بين ذلك فيما بلغنا الكسائيّ.
ما معنى الرجز في القرآن الكريم
ونقدم لكم فيما يلي معاني وتفسير الرجز فاهجر في جميع كتب التفسير :
- عربى – نصوص الآيات : والرجز فاهجر
- عربى – التفسير الميسر : يا أيها المتغطي بثيابه، قم مِن مضجعك، فحذِّر الناس من عذاب الله، وخُصَّ ربك وحده بالتعظيم والتوحيد والعبادة، وَطَهِّر ثيابك من النجاسات؛ فإن طهارة الظاهر من تمام طهارة الباطن، ودُمْ على هَجْر الأصنام والأوثان وأعمال الشرك كلها، فلا تقربها، ولا تُعط العطيَّة؛ كي تلتمس أكثر منها، ولمرضاة ربك فاصبر على الأوامر والنواهي.
- السعدى : وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ{ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ } يحتمل أن المراد بالرجز الأصنام والأوثان، التي عبدت مع الله، فأمره بتركها، والبراءة منها ومما نسب إليها من قول أو عمل. ويحتمل أن المراد بالرجز أعمال الشر كلها وأقواله، فيكون أمرا له بترك الذنوب، صغيرها وكبيرها ، ظاهرها وباطنها، فيدخل في ذلك الشرك وما دونه.
- الوسيط لطنطاوي : وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْثم أمره – سبحانه – بأمر رابع فقال : ( والرجز فاهجر ) والأصل فى كلمة الرجز أنها تطلق على العذاب ، قال – تعالى – : ( فَلَماَّ كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرجز إلى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ ) والمراد به هنا : الأصنام والأوثان ، أو المعاصى والمآثم التى يؤدى اقترافها إلى العذاب . أى : ودوام – أيها الرسول الكريم – على ما أنت عليه من ترك عبادة الأصنام والأوثان ، ومن هجر المعاصى والآثام .
فالمقصود بهجر الرجز : المداومة على هجره وتركه ، لأنه صلى الله عليه وسلم لم يلتبس بشئ من ذلك .
- البغوى : وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ( والرجز فاهجر ) قرأ أبو جعفر وحفص [ عن عاصم ] ويعقوب : ” والرجز “ بضم الراء ، وقرأ الآخرون بكسرها وهما لغتان ومعناهما واحد . قال مجاهد وعكرمة وقتادة والزهري وابن زيد وأبو سلمة : المراد بالرجز الأوثان ، قال : فاهجرها ولا تقربها .
وقيل : الزاي فيه منقلبة عن السين والعرب تعاقب بين السين والزاي لقرب مخرجهما ودليل هذا التأويل قوله : ” فاجتنبوا الرجس من الأوثان “ ( الحج – 30 ) .
وروي عن ابن عباس أن معناه : اترك المآثم .
وقال أبو العالية والربيع : ” الرجز “ بضم الراء : الصنم ، وبالكسر : النجاسة والمعصية .
وقال الضحاك : يعني الشرك . وقال الكلبي : يعني العذاب .
ومجاز الآية : اهجر ما أوجب لك العذاب من الأعمال .
- ابن كثير : وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْوقوله : ( والرجز فاهجر ) قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( والرجز ) وهو الأصنام ، فاهجر . وكذا قال مجاهد ، وعكرمة ، وقتادة ، والزهري ، وابن زيد : إنها الأوثان . وقال إبراهيم والضحاك : ( والرجز فاهجر ) أي : اترك المعصية .
وعلى كل تقدير فلا يلزم تلبسه بشيء من ذلك ، كقوله : ( يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين ) [ الأحزاب : 1 ] ( وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين ) [ الأعراف : 142 ] .
- القرطبى : وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْقوله تعالى : والرجز فاهجر
قوله تعالى : والرجز فاهجر قال مجاهد وعكرمة : يعني الأوثان ، دليله قوله تعالى : فاجتنبوا الرجس من الأوثان قاله ابن عباس وابن زيد ، وعن ابن عباس أيضا : والمأثم فاهجر ، أي فاترك ، وكذا روى مغيرة عن إبراهيم النخعي قال : الرجز الإثم ، وقال قتادة : الرجز : إساف ونائلة ، صنمان كانا عند البيت ، وقيل : الرجز العذاب على تقدير حذف المضاف ، المعنى : وعمل الرجز فاهجر ، أو العمل المؤدي إلى العذاب ، وأصل الرجز العذاب ، قال الله تعالى : لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك . وقال تعالى : فأرسلنا عليهم رجزا من السماء فسميت الأوثان رجزا لأنها تؤدي إلى العذاب ، وقراءة العامة ” الرجز “ بكسر الراء ، وقرأ الحسن وعكرمة ومجاهد وابن محيصن وحفص عن عاصم ( والرجز ) بضم الراء وهما لغتان مثل الذكر والذكر ، وقال أبو العالية والربيع والكسائي : الرجز بالضم : الصنم ، وبالكسر : النجاسة والمعصية ، وقال الكسائي أيضا : بالضم : الوثن ، وبالكسر : العذاب ، وقال السدي : الرجز بنصب الراء : الوعيد .
- الطبرى : وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ( وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ) اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأه بعض قرّاء المدينة وعامة قرّاء الكوفة: ( والرِّجْزَ ) بكسر الراء، وقرأه بعض المكيين والمدنيين ( وَالرُّجْزَ ) بضم الراء، فمن ضمّ الراء وجهه إلى الأوثان، وقال: معنى الكلام: والأوثان فاهجر عبادتها، واترك خدمتها، ومن كسر الراء وجَّهه إلى العذاب، وقال: معناه: والعذاب فاهجر، أي ما أوجب لك العذاب من الأعمال فاهجر.
والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، والضمّ والكسر في ذلك لغتان بمعنى واحد، ولم نجد أحدًا من متقدّمي أهل التأويل فرّق بين تأويل ذلك، وإنما فرّق بين ذلك فيما بلغنا الكسائيّ.
واختلف أهل التأويل في معنى ( الرُّجْزُ ) في هذا الموضع، فقال بعضهم: هو الأصنام.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: ( وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ) يقول: السخط وهو الأصنام.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى ؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ) قال: الأوثان.
حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن إسرائيل – قال أبو جعفر: أحسبه أنا – عن جابرٍ، عن مجاهد وعكرِمة ( وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ) قال: الأوثان.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ) : إساف ونائلة، وهما صنمان كانا عند البيت يمسح وجوههما من أتى عليهما، فأمر الله نبيَّهُ صلى الله عليه وسلم أن يجتنبهما ويعتزلهما.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الزهريّ( وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ) قال: هي الأوثان.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ) قال: الرجز: آلهتهم التي كانوا يعبدون ؛ أمره أن يهجرها، فلا يأتيها، ولا يقربها.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: والمعصية والإثم فاهجر.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم ( وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ) قال: الإثم.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ) يقول: اهجر المعصية. وقد بيَّنا معنى الرجز فيما مضى بشواهده المغنية عن إعادتها في هذا الموضع.
- ابن عاشور : وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْوَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)
{ الرجز } : يقال بكسر الراء وضمها وهما لغتان فيه والمعنى واحد عند جمهور أهل اللغة . وقال أبو العالية والربيع والكسائي : الرّجز بالكسر العذاب والنجاسة والمعصية ، وبالضم الوثن . ويحمل الرجز هنا على ما يشمل الأوثان وغيرها من أكل الميتة والدم .
وتقديم { الرجز } على فعل ( اهجر ) للاهتمام في مهيع الأمر بتركه .
والقول في { والرجز فاهجر } كالقول في { وربّك فكبّر .
والهجر : ترك المخالطة وعدم الاقتراب من الشيء . والهجر هنا كناية عن ترك التلبس بالأحوال الخاصة بأنواع الرجز لكل نوع بما يناسبه في عرف الناس .
والأمر بهجر الرجز يستلزم أن لا يعبد الأصنام وأن ينفي عنها الإلهية .
- إعراب القرآن : وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ«وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ» معطوف على ما قبله.
تفسير الآية (( يا أيها المدثر قم فأنذر والرجز فاهجر ))
الرجز ذكرها المفسرون منهم الطباطبائي نفسه بمختلف المعاني كالاثم والمعصية والصنم وكل مستقذر من الأفعال والأخلاق مما يعني أن محمدا كان على رجز سواء كان شرك أو اثم او معصية فأمره الله بترك ذلك وهذا يخالف عقيدتكم في أن محمدا معصوم منذ ولادته ، فما تفسير الاية ؟
ثم إنه على فرض كون الخطاب موجه إليه صلوات الله عليه وآله في آية (( وَالرُّجزَ فَاهجُر )) (المدثّر:5) دون سائر المؤمنين، فلا يترتب عليه أي محذور، فأنت تقول لولدك مثلاً: لا تكذب، لا تسرق الخ أو أعمل صالحاً, تصدق على الفقراء، ابتعد عن أصدقاء السوء….الخ، فهل هذه الخطابات الصادرة منك تدل على أن ولدك متلبس بكل هذه المعاني؟! العرف لا يفهم من ذلك سوى الإرشاد والنصيحة لا أكثر، والقرآن الكريم نزل بمراعاة العرف ولغة التخاطب بين الناس. فلاحظ.