المحتويات
معنى السنة المؤكدة
نتناول في حديثنا اليوم السنة المؤكدة أنواعها واحكامها وسنن الصلاة ، فالسنة المؤكدة في أصول الفقه، وفروعه هي: (ما واظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يتركها إلا مرة أو مرتين) بمعنى: ما يطلب لا على وجه الفرضية، لكن على وجه التأكيد. وحكمها: (يثاب فاعلها ويلام تاركها). وتسمى مؤكدة: لأن مشروعيتها اقترنت بتأكيد مشابه لتأكيد الفرض، ووقع الخلاف في وجوب بعضها أو فرضيته. وتكون في أنواع من الصلوات المسنونات، كالعيدين، وصلاة الكسوف، والوتر، وقيام الليل، وراتبة الفجر. وبعض الرواتب التابعة للفرائض، والسنن المؤكدة في الصلاة؛ مثل: التشهد الأول(يستثنى المذهب الحنبلي)، وقراءة السورة بعد الفاتحة، وفي الوضوء؛ مثل: المضمضة. وتتضمن كل مسنون مؤكد في أنواع العبادات، وما في معناها. مما واظب عليه النبي ولم ينقطع عنه، مثل: الاعتكاف والأضحية وغير ذلك.
تعريف السنة المؤكدة
السنة في اللغة: لمعان عدة، منها: بمعنى: السيرة، والمنهج والطريقة الواضحة. والسنة في العلوم الإسلامية تطلق على: (المنهج الإسلامي) -عموما- وعلى: الأوامر والنواهي الشرعية. وفي علم الحديث، ووأصوله؛ بمعنى: (الحديث النبوي). وفي أصول الفقه وفروعه؛ تطلق على: المصدر الثاني للتشريع. وبمعنى المسنون -أحد أنواع الأحكام الشرعية- بمعنى: المطلوب فعله شرعا بغير إلزام.
معنى السنة المؤكدة
السنة المؤكدة في الفقه هي: (ما واظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يتركها إلا مرة أو مرتين). والسنة عند الفقهاء بمعنى: “المسنون” وهو: (ما يثاب فاعله ويلام تاركه). والمسنون غير الفرض. ومعنى “مؤكدة”: أن مشروعية هذه المسنون اقترن بالمواظبة الفعلية من المشرع صلى الله عليه وسلم، فالتأكيد لهذا النوع من المسنونات؛ يجعله في رتبة أقرب إلى الفرض، لكنه لا يخرج عن كونه مسنونا.
أنواع السنن المؤكدة
أنواع السنن المؤكدة كثيرة، منها:
- أنواع من الصلوات المسنونات؛ مثل: صلاة العيدين، والكسوفين، والاستسقاء، والوتر، وصلاة الليل، وركعتي الفجر، والسنن الرواتب، وصلاة الضحى، وصلاة التراويح في رمضان.
- السنن المؤكدة في الصلاة؛ مثل: التشهد الأول، وقعوده، والقرآءة بعد الفاتحة.
- السنن المؤكدة في الوضوء؛ كالتثليث في غسل الأعضاء.
- السواك.
- الاعتكاف في رمضان، وفي غيره.
- الأضحية.
حكم السنة المؤكدة
السنة المؤكدة بمعنى: الحكم المسنون المؤكد في الشرع الإسلامي. والشرع هو: (ماشرعه الله على لسان نبيه من أحكام). أي: الأوامر، والنواهي. والمطلوب شرعا إما فرض؛ وهو: المطلوب على وجه الإلزام والحتمية. وإما غير ذلك؛ وهو موضع تفصيل.
- عند الشافعية؛ لا فرق بين الفرض، والواجب، واللازم، والمحتم. كما أن ما عدا الفرض؛ هو ما يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه.
ولا فرق عندهم بين: المسنون، والمستحب، والمندوب، والتطوع، والنفل. إلا من حيث بعض الاعتبارات، فالمؤكد مثلا؛ أفضل من غير المؤكد.
- عند الحنابلة فهم موافقون للشافعية، إلا أنهم قسموا المسنون إلى: مؤكد؛ فيكره تركه، وغير مؤكد؛ فلا يكره تركه.
- عند المالكية؛ المسنون: هو المطلوب شرعا على وجه التأكيد، بغير إلزام، فيثاب فاعله، ويلام تاركه.
المندوب هو المطلوب شرعا بغير تأكيد، فهو كالمسنون إلا أنه أقل منه رتبة.
- عند الحنفية؛ السنة المؤكدة ما واظب عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الراشدون من بعده. وتركها يوجب الإساءة، وهي نوعان:
- سنة هدي؛ مثل: الأذان والإقامة، وصلاة التراويح.
- سنة زوائد؛ مثل: سيرته عليه الصلاة والسلام في ملبسه، ومشربه، ونحو ذلك.
الفرق بين السنة المؤكدة وبين الواجب
يتفق معنى المسنون المؤكد، والواجب في: أن كل واحد منهما مطلوب في الشرع على وجه التأكيد. لكن الواجب -عند الجمهور- بمعنى المفروض، خلافا لمذهب أبي حنيفة.
- المسنون المؤكد عند الجمهور؛ عند المالكية، الشافعية، والحنابلة؛ الواجب بمعنى: الفرض. والمسنون المؤكد؛ يثاب فاعله ويلام تاركه. ولا فرق بين المستحب والمندوب والمسنون إلا باعتبار
متعلقاتها. فمن المسنونات ما يشرع لتركه سجود السهو، أو القضاء، أو غيره، ومنها ما لا يشرع لها ذلك.
- المسنون المؤكد عند الحنفية يطلق بمعنى: (الواجب) فيثاب فاعله، ويكون تاركه مسيئا، فيأثم بأقل من إثم ترك المفروض.
الواجب عند الحنفية
الواجب في مذهب الحنفية؛ هو: المطلوب عملا لا علما بدليل ظني. بخلاف الفرض فإنه مطلوب عملا، وعلما، أي: مع اعتقاد فرضيته، وثبوته بدليل قطعي. فصلاة الوتر مثلا؛ واجبة. لثبوتها بأدلة مثل حديث: 《أوتروا يا أهل القرآن》.
السنن المؤكدة في الصلاة
المسنون في جماعة
وهي: الصلوت التي يشرع فعلها في جماعة، ووقع الخلاف في وجوبها.
- عيد الأضحى.
- صلاة عيد الفطر.
- كسوف الشمس.
- صلاة خسوف القمر.
- صلاة الاستسقاء.