ما معنى مثل جزاء سنمار
من الأمثلة العربية الشهيرة والتي لا زالت دارجة اليوم هو قول الناس (جزاءه جزاء سنمار)، فقد ذُكر في كتب السير أن النعمان بن امرء القيس بن عمر اللخمي ( الملقب بملك العرب كعادة ملوك الحيرة في ذاك الوقت) كان ملكا على إمارة الحيرة، وهي إمارة عربية تابعة لدولة الفرس سكانها أصلهم من بني لخم وهم مزيج من قبيلتي قضاعة والأزد
أراد النعمان أن يبني قصراً ليس كمثله قصر يفتخر به على العرب ويفاخر به أمام الفرس، إذ كان من المفترض أن ينزل يزدجرد بن سابور ابن ملك الفرس في هذا القصر، فوقع اختيار النعمان على سنمار لتصميم وبناء هذا القصر، وزعموا أن سنمار هذا كان رجلاً رومياً مبدعاً في البناء.
استدعى النعمان سنمار وكلفه ببناء قصر ليس له مثيل يليق بالملك النعمان الذي سينزل فيه، فطارت أحلام سنمار وآماله في عطية ملك العرب بعد أن يبني له القصر الأعجوبة. يقال: استغرق سنمار في بناء هذا القصر عشرين سنة، وبعضهم قال ستين سنة (وهو إدعاء فيه شك لأن النعمان كما يذكر كتاب السير مات في عمر الثمانين).
انتهى سنمار من بناء القصر الذي سمي بالخورنق، وكانت الناس تمر به وتعجب من حسنه وبهائه. انتهى سنمار من بناء القصر على أتم ما يكون وجاء النعمان ليعاين البناء، استعرض النعمان القصر وطاف بأرجائه، وبعد محادثة قصيرة مع سنمار، أمر رجاله بإلقاء سنمار من أعلى القصر فسقط سنمار وقال وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة: جزاني لا جزاه الله خيرًا إن النعمان شرا جزاني رصصت بنيانه عشرين حجة أتممته عنه رماني.
يزعم كتاب السير أن سنمار قال للنعمان: (أما والله لو شئت حين بنيته جعلته يدور مع الشمس حيث دارت. فسأله النعمان: فإنك لتحسن إذن أن تبني أجمل من هذا ؟ ثم أمر برميه من أعلى القصر)، وقيل أن سنمار قال للنعمان: (إني أعرف موضع آجرة -يعني حجرة أو طوبة- لو زالت انقض القصر من أساسه ! فقال له: أيعرفها أحد غيرك ؟ قال: لا. قال: لأدعنها وما يعرفها أحد فأمر به فقذف به من أعلى القصر فقضى)، فأصبحت قصته مثلا يتداوله العامة ويقولون (جزاءه جزاء سنمار) في كل من يحسن في عمله فيكافأ بالإساءة إليه.
قصر الخورنق:
في ذات يوم قرر ابن ملك الفرس زيارة النعمان ملك العرب في قصره فأراد الملك النعمان أن يبني قصر حتى يقيم فيه الضيف لا مثيل له كنوع من الفخر أمام العرب والفرس، فوقع اختياره على سنمار ذلك المهندس البارع الحاذق الذي اشتهر بإبداعاته في التصميم والبناء، وبالفعل استدعاه النعمان وأخبره بأنه يريد قصرًا أعجوبة من أعاجيب الزمان، حتى يصبح قصره الخاص ويخلد اسم النعمان على مر الزمان.
قصة مثل جزاؤه جزاء سنمار
يعدّ هذا المثل واحدًا من أشهر الأمثلة الخالدة التي يستخدمها الناس في حياتهم، وسنمار مهندس يعود أصله إلى الإمبراطورية البيزنطية الذي نسب له تصميم وبناء قصر الخورنق، وقد ضرب بسنمار مثل “جزاؤه جزاء سنمار”، وكانت قصة هذا المثل أن أحد ملوك المناذرة وهو النعمان بن المنذر أراد أن يبني قصرًا لا نظير له، ليتفاخر به على العرب والفرس، لأن ملك الفرس ابن سابور كان سينزل ضيفًا بهذا القصر، فاختار ملك الحيرة النعمان سنمار ليقوم بتصميم وبناء القصر، فاستدعاه وكلفه ببناء قصره الذي سيقيم به، وقيل أن سنمار استغرق عشرين سنة حتى أكمل بناء القصر، وقد نال هذا القصر على إعجاب كل من مر به لجمال تصميمه وبنائه .[١] وعندما انتهى سنمار من بناء القصر استدعى النعمان لكي يرى القصر ويعاين بناءه، فحضر النعمان وتجول بالقصر، وعندما انتهى من معاينته دار حديث بينه وبين سنمار، حيث أخبره سنمار بأنه يعرف موضع آجرة أي “طوبة أو حجر” اذا نزعت من مكانها هوى القصر وتهدم بأكمله، ولما علم النعمان بهذا قام بإلقاء سنمار من أعلى قصر الخورنق كي لا يخبر أحدًا عن موضع هذا الحجر، ومن هذه القصة جاء “جزاؤه جزاء سنمار” وأصبح يقال للرجل الذي يُنكَر فضله ويُجحد جميله.[٢] وكان لمثل: جزاؤه جزاء سنمار وجود ومكانة في الشعر العربي القديم، ومن الأمثلة على ذلك قول عبد العُزّى بن امرئ القيس الكلبي وقول أبو الطَّمَحان القَيْني، حيث جاء عن عبد العزى الكلبي قوله[٣]: جــزانـي جــــزاه الله شــر جزائه جزاء سـنمار ومـا كـان ذا ذنـب سوى رصه البنيان عشرين حجة يعلّى عليه بالقراميد والسكب وقول أبو الطَّمَحان القَيْني: جزاءَ سـنمـارٍ جزَوهـا، وربَّـهـــا وباللّات والـعُزّى جزاءَ الـمكَفِّرِ