العلاج الوظيفي هو أحد المهن الطبية المساندة التي تقوم على أساس التقييم ومن ثم العلاج لمهارات الحياة اليومية للأشخاص الذين يعانون من مشاكل جسدية أو عصبية أو إدراكية. وذلك من خلال تطوير قدراتهم، استعادتها كما كانت من قبل، أو الحفاظ عليها من التراجع والتدهور. يهتم أخصائيو العلاج الوظيفي بالتركيز على تحديد الحواجز البيئية وإزالتها مما يزيد من استقلالية المريض ومشاركته في الأنشطة اليومية. يركز العلاج الوظيفي على أولويات واهتمامات المريض ومن ثم السعي لتحقيق هذه الأهداف. تركز تدخلات العلاج الوظيفي على: التكيف مع البيئة، تعديل المهام، تعليم المهارات، وتثقيف المريض وأسرته من أجل زيادة المشاركة وأداء الأنشطة اليومية، وخصوصا الأنشطة ذات المعنى بالنسبة للمريض. يعمل أخصائيو العلاج الوظيفي بشكل وثيق مع كل من أخصائيي العلاج الطبيعي وأخصائيي النطق والممرضين وأخصائيي العمل الاجتماعي والمجتمع المحلي.
وفقا لذلك، يمكن للعلاج الوظيفي أن يساعد في الحالات التالية:
- الأطفال الذين يعانون من تأخر واضطرابات النمو التي تعوق مهاراتهم الحركية، المعرفية والحسية.
- الأطفال الذين يعانون من صعوبات محددة التي تعوق قدراتهم الوظيفية, التنظيمية أو الحركية. ينتمي إلى هذه المجموعة عادة الأطفال الذين يعانون من ADHD، اضطرابات في التنظيم الحسي والأطفال الذين يعانون من تأخر محدد في النمو لكنه ليس شاملا (على سبيل المثال، طفل مع صعوبات حركية شديدة / خفيفة لا يعاني من اعاقة حسية أو معرفية).
- البالغون الذين تضررت قدراتهم في حادث، تدخلات طبية أو أمراض مزمنة.
- كبار السن الذين تضررت قدراتهم الوظيفية.
- الأطفال والبالغون الذين يعانون من الإعاقة النفسية التي تؤثر على أدائهم اليومي.
العلاج الوظيفي – الأهداف والعملية
العلاج الوظيفي، كما ذكر، يهدف الى توصيل المريض إلى وضع يستطيع فيه أن يستغل كامل إمكاناته الوظيفية بشكل يتناسب مع جيله – بقدر الامكان، مع الأخذ بالحسبان اعاقته وصعوباته. وفقا لذلك، فإن عملية العلاج الوظيفي تبدأ بتحديد الأهداف التي على أساسها يبنى برنامج العلاج الذي يرتكز على أربعة عناصر رئيسية:
1. اكتساب المهارات والتدرب عليها: يساعد العلاج الوظيفي المريض على اكتساب المهارات التي تنقصه، وذلك باستخدام استراتيجيات فريدة مناسبة للصعوبات.
2. اعطاء الواجبات المنزلية: اعطاء المهام للتدرب والتي تعزز وتحافظ على القدرات التي يتم تعلمها في اللقاء نفسه.
3. ملائمة البيئة للاحتياجات: بناء استراتيجية لملائمة البيئة لاحتياجات المريض الخاصة لمساعدته على العمل بشكل مستقل. على سبيل المثال، العلاج الوظيفي للشخص بعد بتر يده يركز على ملائمة الشقة للإعاقة الجديدة وتخطيط مشترك لجدول الأعمال وإدارة المهام (على سبيل المثال، إعادة تقسيم الادوار في المنزل)، بينما العلاج الوظيفي لطفل مصاب بـ ADHD يتركز على تنظيم جدول الأعمال اليومي لمنع حدوث حالة عدم الانتباه التي تحدث عند تحضير الواجبات البيتيه، شراء الملابس التي لا تتسبب في التحفيز الحسي المفرط وهلم جرا.
4. توجيه الأهل وأفراد الأسرة: ارشاد الأهل أو أفراد أسرة المريض حول كيفية مساعدته على تطوير مهاراته الوظيفية. على سبيل المثال، أهل الشخص المصاب بالفصام يتم توجيههم على تشجيع عمله بشكل مستقل والأداء كشخص بالغ وعدم حمايتة أكثر من اللازم. أهل الطفل المصاب بال- ADHD يتلقون مساعدة لوضع برنامج تقوية سلوكي والتوجيه بشأن كيفية مساعدة الطفل في الحد من شعوره بالإحباط والصعوبات التنظيمية التي يواجهها.
في الملخص، فإن العلاج الوظيفي هو تدخل محدد لإعادة التأهيل يهدف إلى اكساب المهارات والسماح للشخص في التعامل مع اعاقة معينه والعيش حياة مستقلة تحترم استقلاليته وقدراته. على الرغم من أن العلاج الوظيفي يركز على تحسين القدرات الوظيفية إلا انه يوفر تجربة من النجاح, الإنجاز، تحسين الثقة بالنفس وتعزيز الشعور بالسيطرة والقدرة.
التسجيل في تخصص العلاج الوظيفي؟
تفتح الجامعة أبواب التسجيل للتخصص كل سنة، تمتد الدراسة إلى أربع سنوات ويمنح الخريجين درجة البكالوريوس، مجموع الساعات المعتمدة هو 142 يكمل فيها الطالب مساقات تخصص وأخرى متطلبات كلية ومتطلبات جامعة وتدريبات عملية عددها 6 في مراكز ومؤسسات مختلفة.
تتضمن الخطة الدراسية متطلبات اجبارية لكافة الطلبة وعددها 24 ساعة معتمدة, ومتطلبات الكلية وعددها 26 ساعة معتمدة ومتطلبات تخصص (إجبارية واختيارية) وعددها 83 ساعة معتمدة (تشمل هذه المواد الاجبارية مساقات مختصة بالمواد النظرية ومساقات مختصة بالجانب العملي التطبيقي تدرس في مختبرات الجامعة المتخصصة في مجالات مشاكل الطفولة والاصابات الجسدية والعصبية والصحة النفسية) ، ومواد حرة وعددها 6 ساعات.
ويتم تطوير وبناء منهج دراسي لكل مساق يشمل وصف المساق والمخرجات وطرق تدريس وتقييم الطلبة بناءً على المخرجات باستخدام معايير ممنهجة. كما أن الخطة الدراسية تغطي مساقات شاملة ومعدلة لتناسب ثقافة البلدان العربية.
يندرج تحت الخطة الدراسية مساقات تدريس عملي ميداني، وعددها 20 ساعة معتمدة مقسمة على 6 فترات تدريبية في أماكن متنوعة (أطفال، تأهيل جسدي، وتأهيل نفسي، تأهيل كبار في العمر، المدارس، والتأهيل المبني على المجتمع). تهدف هذه التدريبات إلى تمكين الطالب من الربط بين المواد النظرية والتطبيق مع المنتفعين (الممارسة القائمة على الأدلة) بإشراف كوادر من الأخصائيين ذوي الخبرة والمشرفين الأكاديميين.
يتم التركيز على أن يكتسب الطالب القدرة على اختيار وتطبيق أفضل العلاجات والممارسات المبنية على الأدلة العلمية والعمل ضمن فريق متعدد التخصصات والحفاظ على أعلى مستويات المهنية والأخلاقية خلال العمل مع المنتفعين وطاقم التأهيل.
في نهاية الفترة التعليمية لبرنامج البكالوريوس في العلاج الوظيفي، سيتمكن الخريجين من اتقان مخرجات التعلم الآتية:
- استخدام المعرفة النظرية والمهارات العملية طبقاُ للمعايير الدولية لبرامج العلاج الوظيفي بشكل عام ومعايير الاتحاد العالمي لجمعية العلاج الوظيفي بشكل خاص.
- تطبيق المعرفة والمهارات في الإدارة المعلوماتية وتكنولوجيا المعلومات، من أجل إيصال خدمات الرعاية الصحية تبعاً للسياسات الرسمية والخدمات عالية الجودة.
- إبداء التقدير لوجهات النظر المتعددة وللتعاون بين التخصصات المختلفة، والتوسع في القدرة على تصور الآثار المحتملة لمشاكل الصحة العامة على المجتمعات العامة والسكان.
- إدارة التوثيق بكفاءة للمحتويات المهنية والسجلات الطبية المتعلقة بجميع خدمات العلاج المهني لكل المعنيين.
- تنفيذ تقييمات موحدة واجراءات فحص رسمية مع مختلف الفئات العمرية والسكانية. وتفسير النتائج بطريقة مهنية في سياق العوامل الاجتماعية والثقافية.
- تطوير وتنفيذ خطط تدخل تركز على العمل الوظيفي للعملاء في الأعمال التالية: إعادة التأهيل الجسدي للبالغين والصحة العقلية للأطفال.
- انشاء برنامج تعليمي وظيفي فردي يركز على العميل، ويعمل على تحضير الخريجين لدخول سوق العمل كمعالج وظيفي مرخص ومعتمد.
- التعرف على القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية في المجتمع المتنوع والذي يؤثر على قدرة الأفراد والمجتمعات والسكان (العملاء) على المشاركة في وظائف ذات معنى.
- تحقيق الكفاءات الأساسية للمراحل الأولى للمبتئين.
- تحليل التوجهات الحالية للمهن بصورة ناقدة، وتحديد دور ومسؤولية الممارس للعلاج الوظيفي من أجل عكس التغيرات في تقديم الخدمات والسياسات وتحديد الفرص في مجالات الممارسة.
- بيان المساءلة على النطاق القانوني للعلاج الوظيفي، والمعايير المهنية وقواعد السلوك. ويتوقع من الخريجين المشاركة الدائمة بهدف تطويرمهنة العلاج الوظيفي.
- إظهار الصفات القيادية لممارس العلاج الوظيفي، وتعزيز مهنيته بحمل القيم الفريدة للعلاج الوظيفي.
يعمل خريجو قسم العلاج الطبيعي والوظيفي في المستشفيات ومراكز التأهيل والعيادات و النوادي الرياضية ومراكز كبار السن , حيث يتلقى الطالب خلال فترة أربع سنوات دراسية المقررات الطبية الأساسية مثل التشريح وعلم وظائف الأعضاء، والأمراض، والجراحة والأعصاب إضافة إلى المقررات النظرية والعملية في العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي ممّا يُكسب الطالب المهارات اللازمة لتقييم المريض ووضع خطة العلاج الطبيعي وتطبيقيها.