المحتويات
ما هو الوسواس القهري
الِاضْطِرَابُ الوَسْوَاسِيُّ القَهْرِيُّ (OCD أو اختصاراً الوسواس القهري) هو اضطراب نفسي يشعر فيه المصاب أنّ فيرال معيّنة تلازمه دائماً وتحتلّ جزءاً من الوعي والشعور لديه وذلك بشكلٍ قهري، أي أنّه لا يستطيع التخلّص أو الانفكاك منها، مثل الحاجة إلى تفقّد الأشياء بشكل مستمر، أو ممارسة عادات وطقوس بشكل متكرّر، أو أن تسيطر فيرال ما على الذهن بشكل لا يمكن التفكير بغيرها. كما يُعرّفُ الوسواسُ القهري بأنّه فِكْرٌ متسلّط وسلوك جبري يظهر بتكرار لدى الفرد ويلازمه ويستحوذ عليه ولا يستطيع مقاومته، رغم وعيه بغرابته وعدم فائدته، ويشعر بالقلق والتوتر إذا قاوم ما توسوس به نفسه، ويشعر بإلحاح داخلي للقيام به. يلاحظ تكرار هذه الأفكار أو الممارسات بشكل دوري وعلى فترات طويلة نسبياً، وتشمل أعراضه التأكد من الأشياء مرات ومرات مثل غسل اليدين أو عدّ الأشياء أو تفحّص قفل الباب والشبابيك القيام بعمليات الحساب بشكل مستمر، الصور والتي تظهر في الذهن وتعلق به وتكون ذات طبيعة مقلقة، كما يندرج تحت الأمثلة أيضاً الصعوبة التي قد يواجهها البعض عند التخلّص من الأشياء ورميها خارجاً. عادةً ما تؤثّر هذه الأفكار والعادات والممارسات سلباً على الحياة اليومية للأشخاص المصابين بهذا الاضطراب؛ حيث تستلزم منهم ما يفوق الساعة في اليوم الواحد للقيام بها بشكل دوري. تترافق مع ممارسات الاضطراب الوسواسي القهري عادة تشنّجات لاإرادية واضطرابات القلق وزيادة في خطورة احتمالية حدوث انتحار. ويعتبر الوسواس القهري أحد الأعراض المرتبطة بالقلق حيث تسبب الوساوس قلقا نفسيا ينتج عنه الحاجة الي القيام بالأعمال القهري التي توفر إحساس مؤقت بالراحة، لا تزال أسباب الاضطراب الوسواس القهري غير معروفة بالشكل الكامل من الناحية البيولوجية؛ على الرغم من وجود عوامل وراثية مؤثّرة. أمّا العوامل النفسيّة فتتضمّن سجلّاً من التعرّض إلى إساءة المعاملة في مرحلة الطفولة أو أي حوادث أخرى مسبّبة للتوتّر النفسي المرضي. يتمّ التشخيص بناءً على الأعراض ويتطلّب إقصاء أيّة مسبّبات طبّيّة أو دوائيّة أخرى. يمكن استخدام مقاييس مثل مقياس ييل-براون الوسواسي القهري (Y-BOCS) للمساعدة في تقدير درجة الاضطراب. من الاضطرابات الأخرى التي لها أعراض مشابهة للاضطراب الوسواسي القهري كلّ من اضطراب القلق والاضطراب الاكتئابي واضطراب الأكل واضطراب الشخصية الوسواسية.
محاور الوسواس القهري
تختلف المحاور باختلاف نوع التصرفات:
1. محاور التصرفات الوساوسية
وتتمحور هذه الوساوس بشكل عام حول موضوع معيّن، مثل:
- الخوف من الاتساخ أو التلوّث.
- الحاجة إلى الترتيب والتناظر.
- رغبات عدوانية جامحة.
- أفكار أو تخيّلات تتعلق بالجنس.
2. محاور التصرفات القهرية
التصرفات القهرية ترتبط لدى الأشخاص المصابين باضطراب الوسواس القهري، بموضوع معيّن، مثل:
- الاستحمام والنظافة.
- العدّ.
- الفحص.
- الحاجة إلى تعزيزات.
- العودة على عمل معيّن عدة مرات.
- النظام.
أعراض الوسواس القهري
يتميز اضطراب الوسواس القهري بأعراض وسواسيّة وقهريّة على حد سواء.
1. أعراض الوسواس القهري الوسواسية
الأعراض الوسواسية هي أفكار وتخيّلات متكررّة مرارًا، أو عنيدة ولا إرادية، أو دوافع لا إراديّة تتسم بأنها تفتقر إلى أي منطق.
هذه الوساوس تُثير الإزعاج والضيق عند محاولة توجيه التفكير إلى أمورٍ أخرى، أو عند القيام بأعمال أخرى.
وتشمل الأعراض المرتبطة بالوسواس:
- خوف من العدوى نتيجة لمصافحة الآخرين، أو لملامسة أغراض تم لمسها من قِبَل الآخرين.
- شكوك حول قفل الباب، أو إطفاء الفرن.
- أفكار حول التسبب بأذى لآخرين في حادثة طرق.
- ضائقة شديدة في الحالات التي تكون فيها الأغراض غير مرتّبة كما يجب أو أنها لا تتجه في الاتجاه الصحيح.
- تخيّلات حول إلحاق الأذى بالأبناء.
- رغبة في الصراخ الشديد في حالات غير مناسبة.
- الامتناع عن الأوضاع التي يُمكن أن تُثير الوسواس، كالمصافحة مثلًا.
- تخيّلات متكرّرة لصور إباحيّة.
- التهابات في الجلد من جراء غسل الأيدي بوتيرة عالية.
- ندوب جلدية نتيجة المعالجة المفرطة له.
- تساقط الشعر، أو الصلع الموضعي، نتيجة لنتف الشعر.
أعراض قهرية لاضطراب الوسواس القهري
الأعراض القهرية هي تصرفات متكررة نتيجة لرغبات ودوافع جامحة لا يُمكن السيطرة عليها.
هذه التصرّفات المتكرّرة يفترض بها أن تُخفف من حدة القلق أو الضائقة المرتبطة بالوسواس.
فمثلًا الأشخاص الذين يعتقدون بأنهم دهسوا شخصًا آخر يعودون مرارًا إلى مسرح الأحداث، إذ أنهم لا يستطيعون التخلّص من الشكوك، وأحيانًا قد يخترعون قوانين وطقوسًا تُساعد على التحكّم بالقلق المستثار نتيجة للأفكار الوسواسية.
تشمل الأعراض المرتبطة بالتصرف القهري:
- غسل اليدين حتّى يتقشّر الجلد.
- فحص متكرّر للأبواب للتأكد من أنها مقفلة.
- فحص متكرّر للفرن للتأكد من أنّه مطفأ.
- العدّ والإحصاء بأنماط معيّنة.
أسباب وعوامل خطر الوسواس القهري
تعرف على أسباب وعوامل الخطر التي تُسبب اضطراب الوسواس القهري.
1. أسباب الوسواس القهري
ما من مسبّب صريح واضح لاضطراب الوسواس القهري، أما النظريات المركزية بشأن العوامل المسببة المحتملة لاضطراب الوسواس القهري فتشمل:
-
عوامل بيولوجية
تتوفر بعض الأدلة التي تُشير إلى أن اضطراب الوسواس القهري هو نتيجة لتغير كيميائي يحصل في جسم الشخص المصاب، أو في أداء دماغه.
كما أنّ هنالك أدلة على أن اضطراب الوسواس القهري قد يكون مرتبطًا بعوامل جينية وراثيّة معيّنة، لكن لم يتم تحديد وتشخيص الجينات المسؤولة عن اضطراب الوسواس القهري، بعد.
-
عوامل بيئيّة
يعتقد بعض الباحثين بأن اضطراب الوسواس القهري ينتج عن عادات وتصرّفات مكتسبة مع الوقت.
-
درجة غير كافية من السيروتونين
السيروتونين هو إحدى المواد الكيميائية الضرورية لعمل الدماغ، إذا كان مستوى السيروتونين غير كاف وأقل من اللازم، فمن المحتمل أن يُساهم ذلك في نشوء اضطراب الوسواس القهري.
تبين أن أعراض اضطراب الوسواس القهري تتقلص وتخف حدتها لدى الأشخاص المصابين باضطراب الوسواس القهري ويتعاطون أدوية ترفع من فاعلية السيروتونين.
-
الجراثيم العقديّة (Streptococcus) في الحنجرة
هنالك أبحاث تدعي بأن اضطراب الوسواس القهري قد تطوّر لدى أطفال معيّنين عقب الإصابة بالتهاب الحنجرة الناجم عن الجراثيم العقديّة في الحنجرة.
لكن الآراء انقسمت حول مصداقية هذه الأبحاث ومن الواجب تدعيمها بالمزيد من الدلائل حتى يتم الإقرار بأن الجرثومة العقدية في الحنجرة يُمكن أن تسبّب اضطراب الوسواس القهري.
عوامل الخطر
هناك عوامل قد تزيد من خطر نشوء، أو استثارة اضطراب الوسواس القهري:
- التاريخ العائلي.
- حياة مثقلة بالتوتر والضغط.
- الحمل.